أكّد الرئيس الأمريكي باراك أوباما للرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اتصال هاتفي التزامَه "بإقامة دولة فلسطينية مستقلة". وقال الناطق باسم رئيس السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: إن أوباما "وعد عباس ببذل كل الجهد لإقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بأمن وسلام واستقرار إلى جانب دولة إسرائيل". وجاء الاتصال بعد اللقاء الذي جرى بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض وتناول قضايا عدّة بينها عملية السلام مع الفلسطينيين. وصرّح أبو ردينة بأنّ "الرئيس عباس تلقى اتصالًا هاتفيًا من الرئيس أوباما بحثَا خلاله آخر المستجدات السياسية وخاصة في ضوء لقاء أوباما الأخير مع نتنياهو الثلاثاء الماضي في واشنطن". وأضاف أنّ رئيس السلطة الفلسطينية أكّد لأوباما "التزامه بالانخراط في عملية سلام جادة ومستمرة تقود إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية التي احتلت العام 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة". وكانت مفاوضات غير مباشرة بدأت مطلع مايو بين الإسرائيليين والفلسطينيين عن طريق الوسيط الأمريكي جورج ميتشل، لكنها لم تحقق حتى الآن أي نتائج ملموسة. وجاءت هذه المحادثات بعدما أوقف الفلسطينيون المفاوضات المباشرة في ديسمبر 2008 إثر الهجوم الإسرائيلي الواسع على قطاع غزة. وأكّد البيت الأبيض الاتصال، وقال: إن أوباما "نوّه بالحراك الايجابي الذي نجم عن التحسن الأخير على الأرض في غزة والضفة الغربية وضبط النفس الذي أظهره الجانبان في الأشهر الأخيرة وتقدم المفاوضات غير المباشرة المستمرة مع إسرائيل". وأضاف أن عباس وأوباما "بحثا في سبل الانتقال إلى مفاوضات مباشرة قريبًا بهدف التوصل إلى تسوية نهائية للنزاع وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة تعيش بسلام وأمان مع إسرائيل". وأوضح أوباما أنّ ميتشل سيعود إلى المنطقة قريبًا للقاء عباس "من أجل البناء على هذا الحراك الإيجابي لدفع أهدافنا المشتركة قدمًا". وكان عباس كرّر أكثر من مرة استعداده للدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل لكن بعد حصول تقدُّم في المفاوضات غير المباشرة حول قضيتي الأمن والحدود واستمرار الوقف الشامل للاستيطان. وقال الرئيس الأمريكي باراك بعد لقائه نتنياهو الثلاثاء إنه يأمل في استئناف المفاوضات المباشرة قبل 26 سبتمبر موعد انتهاء مدة التجميد الجزئي للبناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. ورَدّ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أنّه ينتظر "مؤشرات" إسرائيلية حول مسائل الأمن والحدود قبل الموافقة على استئناف مفاوضات السلام المباشرة التي توقفت أواخر 2008 بعد حرب غزة.