حاول أن تنظر إلى مصر ( الحقيقية ) دعك من رابعه والتحرير والأعداد والإحباب والإعداء والمشايخ والرهبان والسلفيين والإخوان والنور ومرسي وعدلي والسيسي والبرادعي وبرهامي والبلتاجي وصفوت والمرشد وبكار ومخيون ولميس والابراشي والعريان والهتافات والرايات والقنوات والصحف والصفحات ومواقع الأخبار , دعك من الجزيرة والحوار والحياه والمحور وأحرار وقناة الناس اللتي أغلقت , ومئات الأفواه التي كُممت , ودعك من الصور والوعود والأكاذيب والعهود ونقدها .. وكل الأشياء وضدها .. وانظر لمصر .. مصر الحقيقية وحدها .. مصر التي أشك ان أحداً يفكر فيها !! مصر التي فى خاطري وفى فمي .. احبها من كل روحي و دمي !! كما قال الشاعر أحمد رامي .. مصر المتمثلة فى رجل يحمل همومه فوق ظهره , وغايه همومه كيف سيُطعم أولاده هذا اليوم ..!! مصر المتمثلة فى أرملة مات زوجها وترك لها أربعه افواه تريد الطعام , وليس عندها من يعولها ..!! مصر المتمثلة فى طفل يتيم غاية آماله ثوب جديد يلبسه يوم العيد ..!! مصر المتمثلة فى شابه غاية أمانيها ( مطبخ ) يطلبه شاب ليقبل أن يتزوج منها , فى زمن قلت فيه الشهامة والرجولة .. !! مصر المتمثلة فى عجوز غاية أمانيها أن إذا ماتت تجد من يكفنها ويدفنها بعد أن تركها أبناؤها وحيدة .. مصر المتمثلة فى من نام وليس فى بيته شىء ياكله لأن الجميع مشغولون بالحكم .. والسياسة .. وعودة فلان .. وحرب فلان .. مصر المتمثلة فى بيوت لم يدخلها ماء .. ولا صرف .. ولا كهرباء .. فى وقت كل الحديث فيه عن انقطاع التيار الكهربائي فى مناطق اكثر رفاهية !! أيها المُصلحون الكراما أصْلَحْتُمُ الأرْضَ وبِتُّمْ عن النُّفوسِ نيامَا قد شَقِينا - ونحنُ كرَّمنا الإله بعَصْرٍ يُكَرِّمُ الأنعامَا !! للأسف .. وقف التاريخ عن كثير من المصريين عند كرسي الحكم , أو السياسة أو الحزبية , أو الدفاع عن شيخ أو إمام أو موقف .. !! ووقف العمل من أجل مصر عند الكثير من الناس عند الإعتصام من أجل الشرعيه التي هي أملنا الوحيد للمحافظة على أهداف الثورة . ووقف العمل عن طائفة أخري عند التمسك بالكرسي للمحافظة على أهداف الثورة أيضاً ..وهم حاكموا البلد الآن !! ووقف أخرون عند حزبيتهم , يدافعون عن قادتها , ويصفقون لقراراتهم , ويتعجبون من فرط ذكائهم ودهائهم . . ويرسمون لوحاتهم الفنيه وبطولاتهم العنترية على صفحات الفيس بوك يومياً .. لكن .. هل تسمح لى أن أقول لك ان كل من ذكرت لك من قوي وأحزاب وبِدل ولِحي وقامات , وهامات , ورجال ثوريين ونساء فاضلات , وأطفال ورُضع وشباب الميادين وجماعات .. لا يمثلون 10 % من الشعب المصري ..!! هذه قناعتي .. أقولها بنفس مطمئنة ,, هناك بشر غيرنا يعيش على أرضنا , ( الناس اللى تحت ) الذين لا يراهم أحد , ولا يشعر بهم أحد , ولا يلبي طلباتهم أحد .. مع ان طلباتهم ليست عدم انقطاع النور , بل يشتكون من عدم وجود كهرباء فى بيوتهم أصلا .. !! لا يطلبون عدم أنقطاع المياه , بل غاية أمانيهم( حنفيه مية ) ومنهم رجال يتمني الواحد منهم ان تخرج زوجته من الحمام على صالة بيته فلا يراها أحد , وليس على شارع لأن الحمام مشترك بين 20 غرفه !! ومنهم من رزقه الله البيت .. ويتمني سقف للبيت يستره من البرد والحر !! اتمني أن ننظر جميعا إلى ( الناس اللى تحت ) ونعمل من اجهلم فوالله كلنا مسؤولون عنهم يوم القيامه . إلى متي سنظل فى دوامة الحزبية والشرعيه ومتابعه الأخبار وتحرير المنشورات ومتابعه التعليقات والجدل والخلافات والإعجاب بالرأي والتعنت فى المواقف والعناد والتهييج والتخذيل !! والتضخيم والتفخيم والتحقير والهدم والسب والاتهام بالعمالة والتخوين والتخويف والتشريد والتلطيش .. والطرطور والخائن والعميل والكافر والذليل وعبيد البيادة وتمجيد القادة وتاليه الساده وتزييف الإرادة .. والحكم على الناس والتصنيف والتشفي والتعنيف والتخفي والاستهبال والاستغفال والاستظراف والاستخفاف على المصريين ...!!!! إن كانت تلك حياتنا .. فمتي يصفوا لنا قلب , متي يصفو لك قلب .. ومتي تصفوا همتك لعمل خير أو مساعدة مسكين أو أرملة أو يتيم ؟ !! لا أدري . !! الشيء الوحيد الذي اثق فيه .. هو اننا لا نستحق أكثر مما نحن فيه .. لذلك أسأل الله ان يعاملنا بفضله , لأن العدل ليس فى صالحنا ..