خيمت حالة من الحزن الشديد على معتصمي ميدان النهضة، صباح السبت، بعد سقوط عشرات الضحايا ومئات المصابين من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، خلال اشتباكات شارع النصر والنصر التذكاري بمدينة نصر، مؤكدين مواصلة الاعتصام بالميدان، وأنه لن يرهبهم القتل والبطش وهم على استعداد للموت ويحملون أكفانهم معهم حتى يعود الرئيس أو يخرجوا مكفنين شهداء في سبيل حماية الشرعية. وطافت مسيرة من المئات جابت أرجاء ميدان النهضة تنديدًا بأحداث شارع النصر حمل خلالها المتظاهرون الأكفان والمصاحف، معربين عن استيائهم الشديد للمجازر التي تحدث لأبناء مصر على يد العسكر، مرددين هتافات مثل "يا شهيد نام وارتاح وحنا حنكمل الكفاح".. "اقتل واحد واقتل 100 مرسى رئيس الجمهورية".. "فداك يا إسلام".. "القتل سياسة مشروعة تحت بيادة العسكر والحكومة".. "يا شهيد نام واتهنى واسبقني على باب الجنة". وشهد محيط ميدان النهضة هدوءًا تامًا لم يشهده من قبل وسط انخفاض ملحوظ في أعداد الطلبة الوافدين على مكتب التنسيق. فيما عززت اللجان الشعبية من وجودها على مداخل جميع الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إلى الميدان بعد أنباء عن تحرك الشرطة والجيش لفض الاعتصام بالقوة، حيث تم رفع الحواجز الرملية والخراسانية وزيادة الحواجز الحديدية على جميع مداخل الميدان، وتوسيع حيز الاعتصام ومد الحواجز إلى أماكن متسعة في جميع الشوارع المؤدية إلى الميدان والاستعانة ببعض إطارات السيارات ووضعها أمام اللجان الشعبية بعدة أمتار لإعاقة أي تحرك نحو الميدان لمحاولة فضه. وشهدت منطقة بين السريات والمنيل تحركات غريبة، حيث شوهد قدوم عدد من السيارات "الميكروباص" وتمركزت في شوارع مختلفة داخل المنطقة ووجود عدد من الرجال بها يرتدون تيشرتات سوداء اللون، ويخيم السكون التام على المنطقة وسط تشكيل لجان شعبية من الأهالي على جميع مداخل الطرق مستخدمين الحواجز الحديدية وأطر السيارات في إغلاق الطرق. بينما انسحب عدد كبير من مدرعات الجيش وسيارات فض الشغب التابعة للشرطة من محيط الميدان، وكذلك انسحاب مدرعات الجيش من أول كوبري ثروت وعباس ولم يتبق سوى مدرعتين فقط وسيارة أمن مركزي مع استمرار إغلاق الكوبري بالأسلاك الشائكة ومنع مرور السيارات. قام المعتصمون بالميدان بتوسيع نطاق المستشفى الميداني، وبنوا وحدات وغرف بجوار المستشفى القديم مستخدمين الألواح الخشبية في إقامة وتوسيع المستشفى مستعينين ببعض النجارين في التشييد، كما تم الدفع بكميات إضافية من الأدوية والعقاقير الطبية للمستشفى لإسعاف المصابين حال وقوع إصابات بين المعتصمين وبعد تردد أنباء، مؤكدة عن اقتحام الاعتصام وفضه بالقوة.