فكم ملوك على الشطين قد نزلوا كانوا ملائكة أو كانوا شياطينا مروا كأشرطة السيما وما تركوا إلا حطاماً من الذكرى يآسينا إنا بلونا الليالي من عواقبها فصار ما يضحك الأيام يبكينا أين هؤلاء الملوك والرؤساء الذين تربعوا على عرش ( مصر ) وأذاقوها جميعا كؤوس الذل والهوان والاستبداد والطغيان مع اختلاف في الدرجة ؟؟ وقد يكون نظام أحدهم أقل سوء من الآخر فقط وبالتالي نردد مع الشاعر : رب يوم بكيت فيه فلما صرت في غيره ، بكيت عليه ؟؟ أين من ساموننا العذاب- وبعضهم لم يتب أو نسمع له حساً ولا ركزا؟ أين الباشا " شمس بدران " وأين الباشا الصغير ( حمزة البسيوني ) وأين اللواء سعد وحسن خليل واللواء سعد عبد الكريم واللواء جلال الديب وأين الصغار " صفوت الروبي " وأمثاله "رياض ابراهيم " ...الخ ، بل أين من كانوا يسمون المستشارون ووكلاء النيابة أمثال علي نور الدين ، محمد عبد السلام وأمثالهم " محمد قناوي" وغيرهم ..الخ ، الذين ملأوا السجون المصرية ولا زالوا مسئولين ومشاركين في التعذيب ؟ أين من قال [ أين ربك ؟ ادعيه لينقذك من يدي .. أما إذا ناديت عبد الناصر ..انظري ماذا يحدث (من كتاب أيام من حياتي للحاجة زينب الغزالي ص106) وأين من قال [ أنت هنا في جهنم عبدالناصر .. إذا قلت "يا رب" فلن ينقذك أحد ،ويا سعادتك لو قلت يا عبدالناصر..فستفتح لك الجنة ..جنة عبدالناصر، ص110 من نفس المصدرالسابق ] وأين من قال [ أنت فاهمة "ربكم" عنده جهنم صحيح ؟! جهنم هنا عند عبدالناصر..الجنة عند عبدالناصر جنة موجودة حقيقية..وليست جنة وهمية مثل التي يعدكم بها ربكم] (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا- الكهف :5 ) نفس المصدر السابق ص121] أين من قال [ أين هو "الله" الذي تنادينه ،فلن ينفعك إذا كان موجوداً؟ لو استغثت بعبدالناصر لأغاثك في الحال! ثم أخذ بلسانه يتطاول على جلال الله سبحانه وتعالى (نفس المصدرص129)] وأين [ جمال عبدالناصر وقد كان يتكىء على كتف عبدالحكيم عامر ويمسك في يده نظارة سوداء (يشاهدان التعذيب :نفس المصدرص165 )]!!! أين هؤلاء جميعا ؟؟ لقد خلفوا وراءهم أحزاناً تلو أحزان !! من جهة أخرى :أين "هيئة التحرير" والتي رشحوا لها (سيد قطب) كي يكون سكرتيراً لها ؟؟ وأين "الاتحاد القومي" وأين "الميثاق" وأين بيان "30 مارس" وقبلها أين الاتحاد الاشتراكي"؟؟ وكان بعضها مقررات دراسية تدرس في الجامعات والثانويات!!! بل أين ما كانت تصرفه "خزانة مصر" على حرب "اليمن" وهل كان استعماراَ جديدا وإلاّ فما معنى أن يتم اعتقال رئيس وزراء اليمن ومعه عشرون آخرون من المسؤلين ومعهم الشيخ "الايرياني" ونقلهم من "اليمن" إلى القاهرة مسجونين في السجن الحربي ؟ تماما- كما حدث من قبل من اعتقال مجموعة من الضباط في الجيش السوري في سجوننا العتيدة أوائل الستينات!! وما معنى أن تكون مع "الأسقف مكاريوس" في قبرص ضد المسلمين الأتراك؟؟ وما معنى أن نرمي بكامل ثقلنا مع"باتريس لولومبا" في الكونغو وهو رجل ماركسي لينيني؟؟ وتكلف الجامعات بإخراج المظاهرات ويردد الطلبة عاش لولومبا.. لونج ليف لولومبا" وذلك في أوائل الستينات؟؟ وما معنى أن يزورنا (خورشوف :رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي) ثم يستقبله في الإسكندرية جمال عبدالناصر ثم يصلان القاهرة وفي سيارة مكشوفة يقف الإثنان في ميدان الحديد في شارع رمسيس القاهرة ويهتف الرعاع [ الوحدة.. الوحدة يا خورشوف] وذلك بداية عام 1964 أى وحدة هذه؟؟ (هذا رأيته بنفسي مع آخرين). أين استقبال جامعة القاهرة لرائد من رواد الوجودية في العصر الحديث "جان بول سارتر" ومعه عشيقته "سيمون دي بوافر"وحديثهما أمام المسئولين والطلبة ..وهكذا كله في "مصر" المغلوبة على أمرها وفي جو خانق كئيب؟؟ وأين كتابات "علي صبري" – وهو يقّعد للاشتراكية العلمية في عنوان ثابت في جريدة "الجمهورية" .."علي صبري" الذي كان همزة الوصل بين السفير الأمريكي "جريفاس كافري" وضباط يوليو1952 ؟!! هل انقلب فكره..أم هكذا الأدوار؟؟ أم كان مدسوسا؟؟ أين مذكرات "كمال الدين حسين وعبد اللطيف البغدادي وأنور السادات" وما فيها من أحزان .. وأين مذكرات "صلاح نصر" التي تنشرها مجلة(المصور) وما فيها من أحزان ؟؟ رحم الله تعالى "مصطفى صادق الرافعي" وله كتاب اسمه (رسائل الإخوان ) يقول فيها :[ هذه رسائل الأحزان لا لأنها من الأحزان أتت ولكن لأنها إلى الأحزان انتهت ]!! ونحن – الآن – شعب مصر : نعيش الأحزان ؟؟ تلو الأحزان!! هل من مخرج؟؟ سؤال ينتظر إجابات!!! [email protected]