تعليم قنا تحصد المركز الأول في مسابقة "الأخصائي المثالي للصحافة"    رسامة قمص بكنيسة الأنبا شنودة بقرية بهجورة في قنا    مصرف أبوظبي الأعلى.. سعر الدولار اليوم في 9 بنوك    السكك الحديدية تقرر تخفيض سرعة القطارات لهذا السبب    وزير العمل: لدينا عِمالة ماهرة ومُدربة جاهزة لسوق العمل الخارجي    هشام آمنة: برنامج "مشروعك" نفذ 211.7 ألف مشروع بقروض 28.4 مليار جنيه    رئيس جهاز القاهرة الجديدة يجتمع بسكان حى الأندلس بالتجمع الثالث لبحث مطالبهم    «مواني البحر الأحمر»: تصدير 27 ألف طن فوسفات من ميناء سفاجا ووصول 742 سيارة لميناء بورتوفيق    إسرائيل تستدعي سفيرها لدى إسبانيا بعد الاعتراف بفلسطين    شركة أمريكية تستحوذ على نادي إنتر ميلان الإيطالي    جوارديولا: أود مشاركة جائزة أفضل مدرب بالدوري الإنجليزي مع أرتيتا وكلوب    جوميز: كنت قريبا من تدريب الأهلي.. وهذا شرط منافستنا على الدوري    موعد مباراة ريال مدريد ضد بوروسيا دورتموند في نهائي دوري أبطال أوروبا.. والقنوات الناقلة    تقارير: ماكرون يفشل في إقناع بيريز بالتخلي عن مبابي من أجل الأولمبياد    المشدد 15 عاما للمتهم بأحداث عنف المطرية    الداخلية: ضبط 480 دراجة نارية لعدم ارتداء الخوذة    7 سنوات للمتهمين بالتنقيب عن الآثار فى عين شمس    أحمد حلمي يتبرع بخاتم عسل أسود في مزاد خيري بأستراليا    بروتوكول تعاون بين نقابة السينمائيين واتحاد الفنانين العرب والغردقة لسينما الشباب    مصادر: توافر الأدوية الناقصة في السوق بزيادة 25% من أسعارها يونيو المقبل    الصحة: برنامج تدريبي لأعضاء إدارات الحوكمة بمديريات الصحة في 6 محافظات    مساعد وزير الصحة يكشف تأثير تغير المناخ على الأمراض المعدية    إقامة صلاة الجنازة على رئيسي وعبداللهيان في طهران    هيئة شئون الأسرى: قوات الاحتلال تعتقل 12 فلسطينيا بالضفة الغربية    رئيس حزب الجيل: فخور بموقف مصر الحاسم تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة    الأزهر يطلق صفحة مستقلة بفيس بوك لوحدة بيان لمواجهة الإلحاد والفكر اللادينى    الأكبر سنا والمربع السكني.. قرارات هامة من «التعليم» قبل التقديم للصف الأول الابتدائي 2024    لمواليد برج القوس.. اعرف حظك في الأسبوع الأخير من شهر مايو 2024    في محو أمنية .. مصطفى خاطر مؤلف روايات    فدوى مواهب تخرج عن صمتها وترد على حملات المهاجمين    توريد 208 ألف طن قمح لشون وصوامع البحيرة    بإجمالي 37.3 مليار جنيه.. هيئة قناة السويس تكشف ل«خطة النواب» تفاصيل موازنتها الجديدة    للمرة الأولى منذ "طوفان الأقصى".. بن جفير يقتحم المسجد الأقصى    التكييف في الصيف.. كيف يمكن أن يكون وسيلة لإصابتك بأمراض الرئة والتنفس؟    قمة عربية فى ظروف استثنائية    تعديلات جديدة على قانون الفصل بسبب تعاطي المخدرات    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 22-5-2024 في المنيا    هربا من الحر للموت.. دفن جثتى شابين ماتا غرقا بنهر النيل في الصف    رئيس مياه القناة: استخراج جذور الأشجار من مواسير قرية الأبطال وتطهير الشبكات    لأول مرة .. انعقاد مجلس الحديث بمسجد الفتح بالزقازيق    طلاب جامعة الإسكندرية في أول ماراثون رياضي صيفي    دار الإفتاء توضح أفضل دعاء للحر.. اللَّهُمَّ أَجِرْنِى مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ    هكذا تظهر دنيا سمير غانم في فيلم "روكي الغلابة"    استطلاع رأى 82% من المواطنين:استكمال التعليم الجامعى للفتيات أهم من زواجهن    سيدة «المغربلين»    طلاب جامعة القاهرة يحصدون المركزين المتميز والأول فى مسابقة جسر اللغة الصينية    طلاب الشهادة الإعدادية في الإسكندرية يؤدون امتحان الهندسة والحاسب الآلي    دبلوماسي سابق: الإدارة الأمريكية تواطأت مع إسرائيل وتخطت قواعد العمل الدبلوماسي    عباس أبو الحسن بعد دهسه سيدتين: أترك مصيري للقضاء.. وضميري يحتم عليّ رعايتهما    رئيس نادي إنبي يكشف حقيقة انتقال محمد حمدي للأهلي    قرار جديد من الاتحاد الإفريقي بشأن نهائي أبطال إفريقيا    طريقة صنع السينابون بالقرفة.. نكهة المحلَّات ولذَّة الطعم    مأساة غزة.. استشهاد 10 فلسطينيين في قصف تجمع لنازحين وسط القطاع    شاهد.. حمادة هلال ل إسلام سعد: «بطلت البدل وبقيت حلاق»    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    الأرصاد: الموجة الحارة ستبدأ في الانكسار تدريجياً يوم الجمعة    جوميز: عبدالله السعيد مثل بيرلو.. وشيكابالا يحتاج وقتا طويلا لاسترجاع قوته    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطغيان والثورات ..!!
نشر في الشعب يوم 07 - 07 - 2007


بقلم: عبد الرحمن عبد الوهاب
[email protected]


يقول الشاعر:
ماذا يفعل العصفور يبني عشا ,,
حين تصير الأشجار فخاخا منصوبة ،،
حين الريح العاتية تبدد ما يجمع من قشات ..
حين المطر العاصف ينزع عنه الريش
والطير الجارح يتخطفه في كل مسار..

رفضت الأرض الإسلام وقوم اسمهم المسلمين.. وكان مصير المسلم كذلك العصفور في الأبيات أعلاه.. يتخطفه الطير الجارح في كل مسار.. ويلقي به في غوانتنامو.. او السجون السرية لأميركا.. او أبو غريب.. او باجرام او بل مارش.. او طرة وابي زعبل.. مؤلم ان يتحول العالم الى معتقل وسجن كبير.. لهذا المسلم وكأنه مصداقا لقول الرسول الكريم: الدنيا سجن المسلم وجنة الكافر.. رواه الإمام مسلم والترمذي..
مسكين هذا المواطن العربي المسلم.. على يابسة هذا الكون.. انه كالعصفور.. يهرب من الفخاخ المنصوبة أعلاه.. وأحيانا يمضى ليبني عشا.. في الجدران الأسمنتية.. والواجهات الزجاجية بأوربا.. كالمستجير من الرمضاء بالنار.. أقول هذا حين خرجت مظاهرة الأسبوع الماضي للعرب في بلجيكا.. للمطالبة بتسوية أوضاع هجرتهم.. وهل يرحم الاسمنت ريشه الضعيف وهل يرحم برد أوربا ضعف بنيته.. ترى من يرحم دمعات السجين في غوانتنامو.. والمعتقلات السرية للمخابرات الامريكية.
من يرحم.. حياء نساء بني تغلب.. حينما يجبرهن صهيوني على التعري.. على معابر صهيون في بيت لحم.. كما نقلت جريدة الشعب العدد الماضي..
وهاهو الإنسان المصري.. يموت غرقا على شواطيء ايطاليا واليونان.. كما حدث الأسبوع الماضي.. حين ينقلب عليهم القارب.. فيضيع الحلم ويغرق ويغيب عميقاً عميقاً في قاع مياه البحر المتوسط..
وهؤلاء منذ عدة سنوات خرجوا للهجرة.. الى استراليا.. وكان القارب مكتظا.. بالعائلات من العراق..
فغرقوا جميعا ولم ينج الا النذر اليسير.. وظلوا في المياه يغالبون الموت ليوم أو أكثر وتمر عليهم السفن الاسترالية ويرفضون أن يمدوا لهم يدا للإنقاذ.. في سادية لحم الخنزير.. وتركوهم ومضوا... وحين عرف أب منهم أن أطفاله الصغار ممن كانوا في معيته غرقوا جميعهم.. قام بإغراق نفسه.. قائلا: ماذا تعني الحياة بدونهم.
وهؤلاء في المحيط الإقليمي بين المياه الإقليمية لمصر يموتون إهمالا وغرقا أكثر من ألف مواطن مصري ماتوا جراء سادية رأسمال لحفنة من اللصوص.. يموتون في البحر الأحمر نظرا لسفينة يمتلكها مجرمين ولم يعبئوا يوما بحياة الشعوب ولم يستيقظ ضميرهم ولو للحظة.... فكان الركاب طعاما لأسماك البحر الأحمر هذا بعدما عاشوا نار المأساة على عبارة السلام ومازال أهاليهم يغالبون الحلم بالواقع ظانين أن البحر سيرمي بهم إليهم يوما.. وكانت بكائيات الألم فادحة فيمن نجوا ونقلوا لنا مر المأساة..
مسكين من كانت.. حياته مرهونة بالاستبداد.. فالاستبداد.. لا يعبأ بصرخات مسكين.. ولا بطموحات طفل صغير التي لا تتعدى طموحاته لعبة بسيطة ليهجس بها في عالم الطفولة البريء.. إلا أن الاستبداد يعرف جيدا كيف يشنق الأمل ويقهر الحياة.. كما جاء في خبر على المصريون.. أن امن الدولة المصري يعتقل أطفالا مصريين..
الإنسان العربي.. لا قيمة له في وطنه.. ولا قيمة له في غرباه.. قد بلغ به اليأس الذروة من المراحل..
الإنسان العربي المسلم يشكو كل يوم هوانه على الناس.. وأمة إسلامية كانت يوما مترامية الأطراف.. بصيحة واحدة من الخليفة ترتج الأرض كل الأرض.. ويعمل له الكفر ألف حساب.. هاهي اليوم بين الأسلاك الشائكة.. والمخيمات.. حتى المخيمات يريد اليهود ان يهدموها او بالفعل هدموها ناراً وقتلاً رصاصا ًفي نهر البارد..
كانت مخابرات المعتصم.. تحمل كلمة وامعتصماه من أقاصي الدولة إلى مجلس الخليفة مباشرة.. فيجيش لها جيشا جرارا.. قائلا لبيك يا مسلمة.. وهاهي اليوم يجبرونها على التعري على معبر بيت لحم.. ولا من مغيث..
هاهي اليوم.. صرخات لألف وامعتصماه.. ولا لبيك واحدة.. وكأن قادتنا رضعوا حليبا من حليب الخنازير.. لا يغيرون لحرمة ولا يثأرون لعرض..
كان المسلم يوما مصان الكرامة والعرض واللحم والدم.. واليوم.. لا قيمة ولا كرامة لمسلم.. في وطنة قبل ان تكون بلاد الأغراب.. فبالله عليكم أين يذهب.. وهو قد ضاقت في وجهه كل السبل والدروب.. الأمر الذي جعل بعض العرب يغيرون أسماءهم إلى أسماء نصرانية في هولندا وبلجيكا.. ويندمجوا في واقعا مغاير حتى ولو كان على حساب الهوية والدين.. ويا ترى ماذا سيكون دين وهوية أبناءهم في الزمن القادم!!
الحياة مرحلة بسيطة.. وقليلة العدد من السنين.. ولكنها بالمعاني الرائعة.. تكمن روعة الحياة..
( الحياة في موتكم قاهرين والموت في حياتكم مقهورين)
وبدون المعاني الجميلة من العزة والكرامة والشمم والكبرياء فلا قيمة لها.. فما بالنا أن يصل اليأس كما قال البياتي: لطخ هذه الصفحات فالعالم العربي فساد في فساد ..
نحن مخلوقات غير مرغوب فيها على ارض يابستنا الإسلامية.. قبل أن نكون كائنات غير مرغوب فيها ببلاد الغرب.. قيمة هذه المخلوقات أن تًضرب بالنعال في سجن ما.. من سجون الشرق.. وتصعق بالكهرباء.. ويلقى إليك جردلين احدهما للوضوء والآخر لقضاء الحاجة في زنزانة سعتها متر في متر.. ويسومك الطغيان العربي سوء العذاب.
نحن كائنات لا قيمة لها في اعتبارات شرطة وأمن الشرق كله.
فرجال الأمن والشرطة( ذوات علوية).. وبقية الشعوب( عبيد ).. كان هناك في بلاد الصين.. واقعا طغيانيا أشبه بهذا الواقع.. في ملوك الصين القدامى ممن كانوا يدعون أنهم ( أبناء السماء).. وبقية الشعوب أبناء الطين. أو كما قال سيد قطب في قصيدته ٌُهبلَ. عن فراعنة العصر..
كملوك تجلببت بالضياء ونزلت من كبد السماء..
وكم ذاقت الشعوب العذاب والويلات من (أبناء السماء).. واعتقد أنها لم تنته بالأمس ولن تنته غدا.. معضلة أبناء السماء.. والعبيد.. او الاستبداد وقهر الرجال.. ان مسيرة البشرية مع الاستبداد قديمة وطويلة ففي بلاد الصين كانت معضلة أبناء السماء استهلكت وقتاً زمنياً من العناء والثورات حتى غيبتهم الثورات من حياة الناس... تتلخص المشكلة انه نظرا لأن الشعب الصينى كان يوما متدينا ومؤمنا بالله وبأن أقدار الله نافذة فيهم.. جاء الملوك بفكرة انهم أبناء السماء.. كطرق من الخداع المعتادة.. كي لا يتمرد الشعب.. على أقدار الله.. وما عرفوا أن الله ضد هذا الظلم والطغيان (وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعِبَادِ) (غافر : 31 )). وقال تعالى (وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ) (آل عمران : 108 ) وان الله ضد الظلم الطغيان وهو جل شأنه الذي أرسل الرسل الى الطغيان خاصة.
(اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى) (طه : 24 ) (وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى) (النجم : 52 )أي ان الله ارسل نوح الى قوم كان قوام حياتهم الظلم والطغيان..
كان أبناء السماء في الصين يمثلون نوعاً من الديكتاتورية.. يمتلكون ما تحت أديم السماء من الجبال والأنهار.. وكل مقدرات الدولة.. ولا يتورع أيا منهم أن يقتل أي واحد من الرعية إذا كان في حالة من الغضب.. وله أن ينكح ما شاء من النساء.. وأن يقتل ما يشاء.. قامت الثورات تلو الثورات من الفلاحين والجنرالات.. الى ان انتهى حكمهم علي يد الثائر صن يات سن..sun yat sen.. الذي انتفض في ثورة Kuomintang بتارخ 11/11/1911 ذلك الرجل الذي اعتبروه أبو الصين.. الثورات.. في العادة تعالج أوضاع الاستبداد.. قالوا ان الثورة في بدايتها.. كانت ثمة فكرة في عقل رجل... إلا ان الثورات.. ليست مصنوعة من ماء الورد !!
دون تقليل من قيمة النبوات.. فهناك كما أسلفنا.. ثمة آصرة بين النبوة والثورة.. وعندما يزداد الطغيان.. تتدخل السماء.. بثوار الله في الأرض.. لتغيير الواقع الاجتماعي.. ليقول الله لموسى (اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى) (طه : 24 )
انه فرعون لم يختلف كثيرا عن ابناء السماء.. وعادة ما يولد موسى لخفض راس فرعون في كل زمان.. أما على الحالة المصرية.. كانت الوضع مؤلم وقاس جدا.. حيث اجترأ فرعون وقالها.. أنا ربكم الأعلى.. (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) (النازعات 24 )(وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ) (الزخرف : 51 ) نعم كان المجد على موعد مع الأنبياء الكرام.. أولئك الذين يكلفون الأشياء ضد طبائعها.. وذلك ببعث الأمم من تحت الركام.. كانوا يرفعون جباه البشرية من الركوع.. إلا لله.. الا انه بالرغم من المعرفة والعلم المتاح.. في القرن الواحد والعشرين.. نجد نماذج من خونة الفكر.. ولا اعرف ما هو علاج سيد القمني مثلاً.. وهو يقلل من قدر المصطفى الكريم.. ويزعم انه قائد عصابه.. ومع هذا يدعي انه مصرياً ويدعي انه مسلماً!! انها معالجات فكرية تراوح مكانها دوما في معركة تدور رحاها بين مجد الأنبياء.. وعار أبناء ذوات الرايات بالطائف وشارع الهرم!!
يقول سيد القمني في اسطر آخيرة لمقال له
[من هنا نفهم لماذا لم يتمن نبي الإسلام أن يصنع شعبه حضارة و كنوزاً، لأنه يعلم أن شعبه قبائل غير منتجة وأن الإنتاج خاصية لجغرافيا أخرى مستقرة، إنما تمنى الاستيلاء على ما حوله من حضارات: "و الذي نفسي بيده لتملكن كنوز كسرى وقيصر". وحتى اليوم لا يوجد لدينا طموحاً لمنافسة المنتجين والمخترعين والمبدعين في العالم، بل نريد الحصول عليها جاهزة بالاستيلاء عليها، على الطريقة البدوية القبلية، فهي ثقافة تجارة وصيد وقنص وكر وفر، تستولى على ما بيد الآخر بدلاً من أن تنجز مثلما أنجز وأن تتحضر مثلما تحضر.
بهذا الأسلوب الوضيع يتكلم عن اشرف الخلق وسيد المرسلين.. ولو كان الأمر بيدي.. لأقمت عليه الحد على الأسلوب القميء في التعرض لسيد الخلق واشرف المرسلين.. ايها السادة لكل امريء من اسمه نصيب.. والقمني ثلاثة أرباع المفردة.. (قميء )..
ولم يعرف أن المصطفى أحلت له الغنائم.. { نصرت بالرعب مسيرة شهر , وأحلت لي الغنائم , ولم تحل لأحد قبلي } . متفق عليه من حديث جابر, ولهما من حديث أبي هريرة : { لم تحل الغنائم لأحد قبلنا }. جاء في الحديث حدثنا هشيم أخبرنا سيار أخبرنا يزيد الفقير أخبرنا جابر بن عبد الله { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر , وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل , وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي وأعطيت الشفاعة , وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة } وجاء في الحديث.. حدثنا محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد ومجاهد ومقسم عن ابن عباس { عن النبي صلى الله عليه وسلم: أعطيت خمسا ولا أقوله فخرا: بعثت إلى الأحمر والأسود , وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا , وأحل لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي , ونصرت بالرعب فهو يسير أمامي مسيرة شهر , وأعطيت الشفاعة فأخرتها لأمتي إلى يوم القيامة وهي نائلة إن شاء الله من لم يشرك بالله شيئا }
وإذا كنا.. بلا حضارة.. كما يدعي ذلك النكرة..
فماذا.. يعلل ما قاله احد المفكرين الغربيين عن الحضارة الإسلامية.. يقول هيروشو:
لقد أتى العالم الغربي لشن الحرب الصليبية ضد المسلمين ولكنهم فجأة ركعوا ليحصلوا على المعرفة.. لقد وقفوا مبهورين أن يروا المسلمين ذووا حضارة أرقى من حضارتهم ولم تضاء عصور الظلام في أوربا بشيء إلا بمنارة الحضارة الإسلامية..
The Christian World came to wage crusades against Muslims but eventually knelt before them to gain knowledge. They were spellbound to see that Muslims were owners of a culture that was far superior to their own. The Dark Ages of Europe were illuminated by nothing but the beacon of Muslim Civilization.” F.J.C Hearushaw.. The Science of History
عجيب ان القمني لم يستوعبها.. وهي التي قد استوعبها الأجانب. هاهو يحاد الله ورسوله.. كمثل سباع.. يوم أن قال له حمزة بن عبد المطلب.. أتحاد الله ورسوله يا بن مقطعة البظور؟!!..حيث كانت أمه ختانة بمكة.. شيء عهدناه انه لا يحارب محمد صلى الله عليه وسلم ولا يحارب الإسلام.. إلا أولئك.. أمثال(العتل الزنيم) .. أو ( ابن مقطعة البظور). أومن كانت امة من ذوات الرايات بالطائف أو شارع الهرم.. لا يحارب الله ورسوله إلا الإشكال الوضيعة الأصل والنسب.. حقدا على الإسلام وعلى محمد.. لأن مجد محمد فاق مجد الأولين والآخرين.. والشرف الرفيع عادة ما يكون مصدر وجيعة وأرق لكل عتل زنيم..
كان محمد والذين أمنوا معه غيظ الكفار ..
(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح : 29 )
لا يحاربهم إلا من كان مطعون في نسبه.. انها الحرب القائمة منذ بدء الخليقة ولن تنتهي إلى قيام الساعة.. حرب بين أولاد الحلال وأولاد الحرام..
لقد قالها عبد المطلب جد المصطفى..
لا ينزل المجد إلا في منازلنا كالنوم ليس له مأوى سوى المقل..
لنا نفوس للمجد عاشقة وان تسلت أسلناها على الأسل..
هناك فرق بيوت المجد ينزل فيها جبريل.. ويهبط بالوحي من عند الله.. وبين أوكار الدعارة. لذوات الرايات بالطائف وشارع الهرم.. وعليه كان نتاجهم الفكري.. يحمل الأمراض السرية للعصر الواحد والعشرين والحقد الدفين !!
دعونا نقف عند ما قال الغرب.. عن محمد.. صلى الله عليه وسلم.
يقول توماس كارليل إن التهم التي القيناها حول هذا الرجل (محمد صلى الله عليه وسلم ) كانت عاراً لحق بنا فقط..
The lies which we [Christians] have heaped round this man (Mohammed), are disgraceful to ourselves only.”
Author : Thomas Carlyle
ويقول جيمس كيفن.. وهو جنزال بالجيش الأمريكي..
من بين القادة الذين تركوا أعظم الاثر على مر العصور كان لي أن أذكر محمد قبل المسيح!!
“Among leaders who have made the greatest impact through the ages, I would consider Muhammed before Jesus Christ” James Gavin, Speeches by a U.S. Army General
عيب يا قمني عيب.. وراجع معلوماتك كويس.. راجعه من مصادر الغرب.. أنفسهم.. ثانيا هذا الكلام يعتبر سباً وقذفاً للرسول وفيه حد.. والله سائل الازهر عنه ؟ ومفتي الجمهورية !!الله سائلهم جميعا عن هذا الحد ؟؟

وكان المجد على موعد مع أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام.. وهو يواجه واقعا نمروديا.. مؤلما وسياقا اجتماعيا.. كان الصنم فيه يستحوذ على مساحة من ذهن ذلك العصر.. سواء صنماً بشرياً متمثلاً في النمرود.. أو أصنام الحجارة..
في عرف البشرية, هناك نظرية في سياق واقع الطغيان تقول: لا تعارض من إذا قال فعل!! وعادة الأمور أن لا يكلف نفسه من البلاء ما لا يطيق.. وخاصة مع من لا يخافون الله..
لأنهم لا يضعون اعتبارات للسماء أو مخافة الله.. فيكون إجرامهم بالغ الذروة.. وعادة الأمور على الجهة الأخرى من الأنبياء والمصلحين أن جرت العادة بأن البشر لهم مساحة معينة من البذل والتضحية ولا يتجاوزونه.. وهناك ألف نداء في الضمير يقول له stop.. وألف نداء من العقل يقول له أنت رايح فين!! ولكن طبيعة وخامة ومعدن الأنبياء.. وضع مختلف.. لا stop ولا أنت رايح فين !! إني ذاهب إلى ربي !! (وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ) (الصافات : 99 )
الثورة قالوا ليست مصنوعة من ماء الورد.. والنبوة.. درب كله غصص ومحن.. وصعاب.. لا تنتهي!! انه درب الانقلابات الهائلة في الواقع الكوني نحو المثالية والفضيلة والحق.. والارتقاء بالذهن البشري.. والنهوض به من ارتكاسة وانتكاسة الصنم.. إلى واقع تقول فيه البشرية لكل صنم مادي او معنوي.. لا إله إلا الله.. ويهوي الثوار بالمعاول على الأصنام المعبودة من دون الله.. فكانت لا اله إلا الله صيحة المجد والحرية..
يحكي احدهم انه ذهب بعائلته في زيارة إلى سنغافورة.. وكان هناك محلا يبيع أصنام لبوذا.. ما بين صغير وكبير.. كان يراقب الزائر هو وابنه المسلم المحل وموقف الشراء.. فرأيا طفلا بوذيا يشتري صنما لبوذا بالغ في الصغر.. ويحتضنه ويمشي.. فأثار المسلم الصغير سؤالا ساخر من البوذي وصنمه الصغير.. قائلا لأبيه يبدو انه قد أخذه ليربيه في بيته لا ليعبده يا والدي !! هكذا حتى أطفال الإسلام تعطيهم لا اله الا الله.. روعة في النضج والذكاء والاستخفاف بعالم الصنم!!
هكذا لتنتهي أزمنة عبادة الفرد وتولي دولة المتجبرينا.. فتكسير الأصنام ليس بشيء هينا في مجتمع يمجد الصنم.. انه انقلاب هائل في الأوضاع.. يكلف الإنسان الموت حرقاً.. وبالتالي وصل الإجرام ضد إبراهيم عليه السلام إلى منتهاه بعد تكسير أصنامهم.. أن قالوا [قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ] {الأنبياء:68} ولم يختلف عن نوح.. [وَيَصْنَعُ الفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ] {هود:38} ولم يختلف عن موسى وهو يرى فرعون يدخل مجلس الشعب بالتصفبق الحاد.. ومكبرات الصوت.. ومجلس الشعب.. والشرطة.. والتآمر والكيد ..(فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفّاً وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى) (طه: 64)
وإشهار للقتل العلني ضد موسى لأنه سيظهر في الأرض الفساد!! (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ) (غافر : 26 ).. ويحي عليه السلام في مواجهة مباشرة مع الطغيان.. مع رأس الهرم السياسي.. ومحمد عليه الصلاة السلام.. يكسر الواقع الصنمي متمثلا في الأصنام على الواقع الاجتماعي.. وفراعنة هذه الأمة.. أمية بن خلف وأبي لهب.. محمد صلى الله عليه وسلم.. واجه في هذا الطريق.. كم من الآلام مجتمعة..
جاء في كتب السيرة:
عن الحارث قلت لأبي: ماهذه الجماعة ؟ قال: هؤلاء القوم اجتمعوا على صابيء لهم فنزلنا فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى توحيد الله عز وجل والإيمان وهم يردون عليه ويؤذونه.. وفي رواية فمنهم من تفل في وجهه ومنهم من حثا عليه التراب ومنهم من سبه.. حتى انتصف النهار وانصدع الناس عنه أقبلت امرأة قد بدا نحرها تحمل قدحا ومنديلا فتناوله منها فشرب وتوضأ ثم رفع رأسه فقال (يا بنية خمري عليك نحرك ولا تخافين على ابيك) وكانت زينب..
رواه الطبراني بإسناد وقال الهيثمي رجاله ثقات..
وعن عروه قال ومات أبو طالب وازداد من البلاء على رسول الله فعمد إلى ثقبف الطائف يرجو أن يئووه وينصروه فعرض عليهم وشكا إليهم البلاء وما انتهك قومه منه فردوا عليه اقبح رد واجتمعوا يستهزءون منه ويسخرون وقعدوا له صفين على طريقه فاخذوا بأيديهم الحجارة فجعل لا يرفع رجله ولا يضعها الا رضخوها بالحجارة وهم في ذلك يستهزءون ويسخرون.. أخرجه ابو نعيم في دلائل النبوة..
انه درب الحرية.. هاهو محمد يخوض الملحمة يقف بطلا.. يواجه المشركين.. قائلا أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب..
وللحرية الحمراء باب **** بكل يد مضرجة يدق
كان باب الحرية والمجد على موعد مع عظماء البشر.. أولئك الأنبياء العظام.. ومن بعدهم المصلحين والثوار.. نعم كل البشرية كان لها مرحلة في البذل لا تتجاوزه.. إلا الأنبياء قد أتوا بهذا التجاوز والتجاوز المضاعف في البذل والتضحية حبا في الله والضلوع بالأمر على خير وجه.. صلوات الله عليهم. وبالرغم من كل ذلك.. لم يسألوا على ذلك من أجر.. وثمة تساؤل.. ما هو الباعث لإبراهيم ان يخوض التجربة.. وان كان الحرق ماثلاً.. وماهو الباعث على أن يخوض موسى التجربة الى نهايتها.. حتى وهو أمام البحر.. فيقول احدهم إنا لمدركون.. فيقول (كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) (الشعراء : 62 ) ما هو الباعث على ان يخوض يحي عليه السلام التجربة.. وان كان الذبح ماثلاً في الطريق.. ما هو الباعث.. على ان يخوض محمد عليه السلام ان يخوض التجربة.. وأن كان التآمر على القتل ماثلا أمام غرفته في بيته الشريف.. قد يكونوا مجردين من عوامل القوة المادية.. ولكن ثقتهم كانت في السماء.. كانت اقوى من كل العوامل المحيطة بهم.
وأن ثقتهم بالله كانت أكثر من ثقتهم بأنفسهم.. كذلك الى ابعاد الخير العميق الكامن في ذواتهم الشريفة لإنقاذ وتحرير الإنسان.. تحريره ذهنيا وعقليا.. من نصورات الصنم.. وواقع الصنم..
لقد قال الغرب.. ان الحرية ليست وسيلة.. انها غاية سياسية.. بل إنها أعظم الغايات السياسية.
"Liberty is not the means to a higher political end.
It is itself the highest political end."
هل كان الباعث هو المجد ؟ أنهم لم ينظروا إلى المجد بل ركلوا كل أمجاد الأرض.. واكتفوا بالمجد في ميزان وعالم السماء.. فأكسبهم ذلك مجدا لم يتعمدوه ولم يتكلفوا له.. في دنيا البشر.. مجد في نظرة الأجيال المتعاقبة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (الأنبياء : 105 )
هي سنة الابتلاء.. فالله عز وجل يمهل للظالم ولا يهمله: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود:102]، ويقول جل وعلا: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ [الشعراء:227]، وجاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام بعض صحابته في الفترة المكية، وقد بلغ بهم العناء مبلغاً، واشتد الأذى إلى المنتهى، فقالوا: يا رسول الله! ألا تدعو لنا، ألا تستنصر لنا، فيقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (كان من قبلكم يوضع لأحدهم المنشار على مفرق رأسه فينشر حتى ينقسم إلى نصفين، ومنهم من كان يمشط بأمشاط من حديد ما بين لحمه وعظمه، ما يصده ذلك عن دينه، فوالله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم قوم تستعجلون) إن العاقبة للمتقين ولا شك، و إن الدائرة على المجرمين ولا شك، أجل فلتفقه سنة الله..
انه(الله) ترى ما الباعث.. أن ينشر الانسان بالمنشار من مفرق رأسه حتى ينقسم الى نصفين.. او يمشط بالحديد ما دون اللحم والعظم..
أنه حب الله.. لقد كانوا أشد حبا لله.. ألله هو أعز واحب شيء على النفس في حياة المسلم.. (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ) (البقرة : 165 ).
وما المجد إلا هادما صنما **** أو رافعا علما أو باعثا أمما
فأي مجد لمحمد.. وهو يعقد الرايات.. وهاهو كلامه باعثا للأمم.. على مر الأزمان, وهاهي الاصنام لا بقاء لها.. اللهم صلي وسلم وبارك عليه صلاة ابد الآبدين ودهر الداهرين صلاة تنفعنا إذا زلت الأقدام..
ان مجد محمد صلى الله عليه وسلم.. غريب ان ينكره أولئك الجاحدون, ممن يتسمون بأسماء إسلامية.. ونحن نستطيع أن نميز باطنهم على نحو جيد..
ونقول لهؤلاء إن لعبة النفاق قديمة.. وفعلها يهود الدونمة في تركيا.. ممن يتسمون بأسماء إسلامية ويبطنون اليهودية.. واحتفاء صليبيو المهجر والغرب بكم.. وبهذه المقالات خير شاهد.. كما قال المثل العربي الطيور على أشكالها تقع.. وكما قال المثل الغربي .. Misery makes company....
هكذ أيها السادة ..
فعلى مزبلته يصيح الديك!!
قال تعالى.. في المنافقين..
(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً) (النساء : 145 )

***********************
في المعالجات الفكرية للتحولات الضخمة على الساحة الكونية وكانت قمة درجاتها العظمى هي ما قام به الأنبياء الكرام.. نحو إيجاد واقع اجتماعي عالمي يزن الأمور بمعايير الحق والفضيلة والمثالية.. وسحب قوانين السماء بمثاليتها على الواقع الكوني !! ذكرنا في مقال مجد محمد صلى الله عليه وسلم..
أن أرشميدس قد قال يوما: اعطنى رافعة طويلة بما فيه الكفاية واخبرني أين أقف وانا أحرك العالم..
Give me a lever long enough and tell me where to stand and I will change the world..
ومما لا شك فيه آن أرشميدس كان له ملكاته العقليه.. إلا انه ما زال عاجزا.. عاجزا في قوله (اخبرني أين أقف) أي انه يفتقد إلى الأبعاد في (اينية الوقوف)..
ولكن أمام هذا العجز الارشميدي.. كانت مقولة.. جون أستون.. عن المصطفى صلى الله عليه وسلم.. "في أقل من العام كان محمد هو الحاكم الفعلي والروحي الوحيد للمدينة وكانت يده على الرافعة التي كان مقدرا لها ان تهز العالم "..
In little more than a year he was actually the spiritual, nominal and temporal rule of Medina, with his hands on the lever that was to shake the world. John Austin MUHAMMAD THE PROPHET OF ALLAH in T.P.'s and Cassel's Weekly for 24th September 1927

وكان هذا يحدو بالمفكرين.. أن يقفوا.. على الفرق بين الوحي والفلسفة.. وللشيخ محمد الغزالي كلام جميل في هذا السياق.. بكتابه عقيدة المسلم..
حيث قال ومهما عظمت نتائج الفلسفة فلن تخطو في هذا السبيل أشبار بعد أشبار حتى يدركها العثار.. ويضيف الرجل.. الأنبياء أساس علمهم الوحي فهؤلاء المصطفون من أبناء ادم تتلقفهم العناية من نشأتهم الأولى لتقيهم أوضار الطبيعة البشرية وترقي بهم صعدا في مدارج الكمال وترشح قلوبهم الكبيرة لاستقبال ما يفد به الملا الأعلى عن حضرة القدس.. فإذا الحكمة تميل من ألسنتهم والأسوة تقتبس من إعمالهم والنزاهة المطلقة تقنرن بأحوالهم واتجاهاتهم.. انتهى.
وثمة اختلاف بين الوحي.. والهوى.. ونتاج العقل وشطحات الذهن ونتاج العقل.. القابل للصواب والخطأ.. وللهوى أبعاد لا بأس بها من الضلال.. أما.. الوحي شيء آخر.. قال تعالى: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى) (النجم : 3 ) (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) (النجم : 4 )
العلم الإلهي هو الهدى المطلق.. والله هو العليم.. وهكذا قالت الملائكة.. (قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (البقرة : 32 )
وقال موسى.. لفرعون حينما سأله فما بال القرون الأولى ؟
قال موسى..
(قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى) (طه : 52 ) أي لا يعتريه ضلال او نسيان.. تعالى إلهنا رب السموات والأرض رب العالمين له المجد المطلق..
ومن هنا كان الوحي.. هو الهدى.. وقد قال الله تعالى في أول سورة بالكتاب الكريم..
(ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) (البقرة : 2 )
وكل ما نزل من عند الله هو الهدى..
(وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً) (الإسراء : 2 )
(وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ) (السجدة : 23 )
وقال الله عن الإنجيل.. فيه هدى..
(وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ) (المائدة : 46 )
وتكمن المعضلة.. في أهل الكتاب أنهم كذبوا على الله و كتبوا الكتاب بأيديهم وقالوا هذا من عند الله..
(فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ) (البقرة : 79 )
أما القرآن الكريم..
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر : 9 )
وكانت مفردة الحق أيضا هي النقيض للضلال.. (فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) (يونس : 32 )
من هنا.. لابد لأرشميدس.. أن يعجز.. وكل فلاسفة الأرض.. ذلك لأنهم يفتقدون.. إلى الحق المحض.. وليس هناك من حق محض إلا ما نزل الله على رسله وعلى محمد.. وكان لمحمد صلى الله عليه وسلم أن تكون يده الشريفة على الرافعة التي هزت العالم.. مجدا وسيوفا ورايات.
****
نعم كان الأنبياء هم الرموز التي غيرت العالم. ولهم التحولات الكبرى على ساحة الكون.. وكانوا من عجينة خاصة. او خامة خاصة..
تتميز بالاصطفاء الإلهي.. ناهيك عن كونهم مؤهلين للقيام بالدور..
(إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ) (آل عمران : 33 ) (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (آل عمران : 34 )
كانت خامة ومعدن الأنبياء تختلف.. عن معادن القطعان من الشعوب.. ولا وجه للمقاربة..
ربما قد لخصها علي ابن أبي طالب.. نحن بنو هاشم أمجاد أنجاد.. وقال في موقف آخر.. أما نحن بنو هاشم أبذل لما في أيدينا وأسخى بنفوسنا عند الموت..
(وذرية بعضها من بعض) في الآية أعلاه تفيد ان الخامة والمعدن واحد.. لأولئك الأنبياء وان بعدت الهوة الزمنية بينهم.. فكانت مواقفهم واحدة ضد الطغيان.. وفي النهوض بالامم.. كان هناك التأييد الإلهي بالوحي.. وتمهيد تربة الواقع.. لانتعاش الثمرة ونموها حتى تنضج وتستوي.
فالله تعالى.. قد اختار لمحمد صلى الله عليه وسلم.. خير الانصار.. إضافة إلى التأييد وتأليف القلوب على الحق..(وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (الأنفال : 63 )
ناهيك ان السماء كانت تخوض المعركة الى جانبهم..
(إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ) (الأنفال : 12 )

تغيير العالم متواصل....
قالوا.. ان كل فرد مضطهد او طبقة او جنس او جماعة مضطهدة، يبدءون في تكوين صورة ذهنية للثورة..
Every oppressed individual, class, race and group begins to form a mental picture of a revolution.
View quotes by Alexander Malina

إن منهج النبوات.. منهج رباني.. وهو الحق المحض.. من وحي السماء.. الجدير بالقبول والتسليم والإتباع.. أما ثورات البشر ماهي الا تجارب انسانية من نتاج بنات أفكار البشر.. قابلة للأخذ والرد.. ولا مانع من الاستفادة منها كتجارب إنسانية.. معالجة الانبياء هي تحري المثالية والسبل النزيهة.. وكانت معالجة الثورات للبشر.. أحيانا كانت تسلك سبل الانتهازية. كان الله هو غاية الأنبياء.. وكان غاية الثوار.. أشياء أخرى.. لا ترقى لمثالية الانبياء..
قالوا ن الثورات لا يمكن لها ان تغير من طبيعة الانسان,,
There is no revolution that can change the nature of man
Benito Mussolini
ولكن. كان مجد النبوة. هو التغيير من الانسان.. الى قمم من الارتقاء الذهني والحضاري..
كانت ثورة الحسين جانبا.. لثورة خرجت من بيت رسول الله وعباءة رسول الله.. فكان لها مذاق خاص وعبير خاص..
اعتقد إن الأمة الإسلامية.. وسط هذا القمع العالمي.. تحت قشرة لبركان الثورة القادمة.. سيتلظى بحممه العالم.. لهذا القمع والحرب التي تجاوزت كل المعايير والحدود الأخلاقية ضد الإسلام.. وفي العادة.. ان الحق فد يغفو.. ولكنه لا يموت..
لا يموت الحق وان لطمت *** عارضيه قبضة المغتصب
الحق دوما ينهض ساخطاً ..
هو الحق يغفي ثم ينهض ساخطا *** فيهدم ما شادالظلام ويهدم
قالوا ان كل جيل جديد يحتاج الى ثورة جديدة
“Every generation needs a new revolution.”
Thomas Jefferson ..
أجل لقد انتهى زمن النبوات واتى عصر الثورات.. وروعة الثورات الحديثة في المعيار الاسلامي أن تأخذ الزاد والوقود من نار ونور النبوة.. من محمد صلى الله عليه وسلم..
لتحقق من خلالها مثالية الأنبياء. في سحب قانون السماء وشريعة الله على الواقع الكوني وهيمنة القرآن على العالم من جديد!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.