الإصلاح والنهضة يهاجم الحركة المدنية: تسير خلف "تريندات مأجورة"    أفراح واستقبالات عيد القيامة بإيبارشية الوادي الجديد والواحات .. صور    انفوجراف.. توقعات بنمو الطلب العالمي على الصلب    نقيب الفلاحين يحذر: سعر الثوم يصل ل 150 جنيها في تلك الحالة    إزالة 164 إعلاناً مخالفاً خلال حملة مكبرة في كفر الشيخ    جيش الاحتلال الإسرائيلي: تنفيذ 50 غارة جوية على رفح    سنؤذيك.. أمريكا تهدد المدعي العام للجنائية الدولية    غارة إسرائيلية تدمر منزلا في عيتا الشعب جنوب لبنان    قرار مفاجئ.. فرج عامر يعلق على لقطة طرد حسام حسن بمباراة الزمالك    بيزود الشك.. نجم الزمالك السابق يفتح النار على حكم مباراة سموحة    احتفالاً ب شم النسيم.. إقبال كبير على حديقة صنعاء في كفر الشيخ|صور    أثناء زفة عروسين .. إصابة 5 أشخاص بينهم 3 أشقاء فى حادث تصادم بقنا    فيفو تكشف موعد إطلاق هاتفها المميز Vivo X100 Ultra    تصريح خاص ل "صدى البلد" .. بلال صبري يعلن أسباب توقف فيلم نور الريس    بإطلالة شبابية.. ليلى علوي تبهر متابعيها في أحدث ظهور    محمد عدوية يشعل حفل أعياد الربيع في المنوفية    صالة التحرير ترصد معاناة سيدة من مرض سرطان العظام والصحة تستجيب    ضحايا احتفالات شم النسيم.. مصرع طفل غرقًا في ترعة الإسماعيلية    موعد إجازة عيد الأضحى 1445 للطلاب والبنوك والقطاعين الحكومي والخاص بالسعودية    ثقافة الإسماعيلية تحتفل بأعياد الربيع على أنغام السمسمية    بعد فوز ليفربول على توتنهام بفضل «صلاح».. جماهير «الريدز» تتغنى بالفرعون المصري    زيادة في أسعار كتاكيت البيّاض 300% خلال أبريل الماضي وتوقعات بارتفاع سعر المنتج النهائي    صانع الدساتير يرحل بعد مسيرة حافلة، وفاة الفقيه الدستوري إبراهيم درويش    مائدة إفطار البابا تواضروس    طلاب جامعة دمياط يتفقدون الأنشطة البحثية بمركز التنمية المستدامة بمطروح    خاص| مستقبل وطن: ندين أي مواقف من شأنها تصعيد الموقف ضد الشعب الفلسطيني    قبل عرضه في مهرجان كان.. الكشف عن البوستر الرسمي لفيلم "شرق 12"    في 6 خطوات.. اعرف كيفية قضاء الصلوات الفائتة    غداً.. «التغيرات المناخية» بإعلام القاهرة    صحة الإسماعيلية.. توعية المواطنين بتمارين يومية لمواجهة قصور القلب    رفع الرايات الحمراء.. إنقاذ 10 حالات من الغرق بشاطئ بورسعيد    عضو ب«الشيوخ» يحذر من اجتياح رفح الفلسطينية: مصر جاهزة لكل السيناريوهات    الأهلي يُعلن تفاصيل إصابة عمرو السولية    لسهرة شم النسيم 2024.. طريقة عمل كيكة البرتقال في المنزل    أمينة الفتوى تكشف سببا خطيراً من أسباب الابتزاز الجنسي    لقاء علمي كبير بمسجد السلطان أحمد شاه بماليزيا احتفاءً برئيس جامعة الأزهر    المصريون يحتفلون بأعياد الربيع.. وحدائق الري بالقناطر الخيرية والمركز الثقافي الأفريقي بأسوان والنصب التذكاري بالسد العالي يستعدون لاستقبال الزوار    عقوبة التدخل في حياة الآخرين وعدم احترام خصوصيتهم    الصحة تعلن إجراء 4095 عملية رمد متنوعة مجانا ضمن مبادرة إنهاء قوائم الانتظار    نانسي عجرم توجه رسالة إلى محمد عبده بعد إصابته بالسرطان.. ماذا قالت ؟    في العام الحالي.. نظام أسئلة الثانوية العامة المقالية.. «التعليم» توضح    التعليم العالي: تحديث النظام الإلكتروني لترقية أعضاء هيئة التدريس    إصابه زوج وزوجته بطعنات وكدمات خلال مشاجرتهما أمام بنك في أسيوط    في خطوتين فقط.. حضري سلطة بطارخ الرنجة (المقادير وطريقة التجهيز)    المستشار حامد شعبان سليم يكتب :الرسالة رقم [16]بنى 000 إن كنت تريدها فاطلبها 00!    مفوضية الاتحاد الأوروبي تقدم شهادة بتعافي حكم القانون في بولندا    مصر تحقق الميدالية الذهبية فى بطولة الجائزة الكبرى للسيف بكوريا    متى يُغلق باب تلقي طلبات التصالح في مخالفات البناء؟ القانون يجيب    "كبير عائلة ياسين مع السلامة".. رانيا محمود ياسين تنعى شقيق والدها    لماذا يتناول المصريون السمك المملح والبصل في شم النسيم؟.. أسباب أحدها عقائدي    ضبط 156 كيلو لحوم وأسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي بالمنيا    التعليم تختتم بطولة الجمهورية للمدارس للألعاب الجماعية    إزالة 9 حالات تعد على الأراضي الزراعية بمركز سمسطا في بني سويف    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 6-5-2024    استشهاد طفلان وسيدتان جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في حي الجنينة شرق رفح    خالد الغندور: علي معلول ليس نجما في تونس.. وصنع تاريخا مع الأهلي    عاجل - انفجار ضخم يهز مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية.. ماذا يحدث في فلسطين الآن؟    ميدو يوجه رسالة إلى إدارة الزمالك قبل مواجهة نهضة بركان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البابا الذي لم يعتذر وفرية الانتشار بالسيف
نشر في الشعب يوم 07 - 10 - 2006


بقلم: أد : يحيى هاشم حسن فرغل
عميد كلية أصول الدين بالأزهر سابقا ،
yehia_hashem@ hotmail .com
[email protected]
انطلاقا من رجعة الغرب إلى الأصولية الدينية وبالإضافة إلى الحقيقة الدامغة والتي تتمثل في : أن الدفاع عن النفس - بالقتال إن لزم الأمر - كان شريعة دينية لأنبياء الكتاب المقدس ، فضلا عن كونه وسيلة إنسانية مقررة في جميع العصوروالشرائع - فقد صار من اللازم هنا تجاوز أسلوب الرد في مواجهة الملحدين - العلمانيين والنسبيين والتطوريين والتاريخانيين إلخ والذي جرى عليه العمل طوال القرن العشرين - إلى أسلوب الرد على هؤلاء الأصوليين :

رجوعا إلى ما يؤمنون به ويعلمه البابا بنديكت حق العلم في :

1- الإصحاح العشرين من سفر التثنية 10- 16 في قوله :

- ( وإذا دنوت من قرية لتحاربها استدعها إلى الصلح أولا

* ( فإذا قبلت وفتحت لك الأبواب فكل الشعب الذي بها يكون لك للتسخير ويستعبد لك )

* ( وإن لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها

( وإذا دفعها الرب إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف

( وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها تغتنمها لنفسك وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاها الرب إلهك )

( هكذا فافعل بكل المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا )

(وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما )

( بل تحرمها تحريما : الحيثيين، والآموريين ، والكنعانيين ، والفرزيين ، والحويين، واليبوسيين ، كما أمرك الرب إلهك ...

وتبني حصنا على المدينة التي تعمل معك حربا حتى تسقط ) 10- 16 الإصحاح العشرون من سقر التثنية

ونجد مثل ذلك في الإصحاح الحادي والثلاثين من سفر العدد : ( أن موسى عليه السلام لما أرسل اثني عشر ألف رجل مع فينحاس بن العازار لمحاربة أهل مديان حاربوهم وانتصروا عليهم وقتلوا كل ذكر منهم ، وخمسة ملوك مديان ، وبلعام وسبوا نساءهم وأطفالهم ونهبوا جميع مواشيهم وبهائمهم وكل أملاكهم وأحرقوا جميع مدنهم وجميع حصونهم ، وأخذوا كل الغنيمة وكل النهب من الناس والبهائم ، (1-12) ولما رجعوا غضب عليهم موسى عليه السلام وقال لهم : " فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال ، وكل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها ،) الإصحاح الحادي والثلاثين من سفر العدد 1-20

وفي الإصحاح الثالث والعشرين من سفر الخروج ، 23-24 ، حيث يأمر الرب ( إن ملاكي يسير أمامك ويجيء بك إلى الأموريين والحيثيين والفرزييم والكنعانيين فأبيدهم )

وفي الإصحاح الرابع والثلاثين من سفر الخروج الفقرة 12- 13 ( هأنا طارد من قدامك الأموريين والحيثيين والفرزيين والكنعانيين والحويين واليبوسيين ... تهدمون مذابحهم وتكسرون أنصابهم وتقطعون سواريهم .. )

- وقتل بغير قتال : في الإصحاح الثاني والعشرين من سفر الخروج ( 18: لاتدع ساحرة تعيش 19كل من اضطجع مع بهيمة يقتل قتلا - 20من ذبح لآلهة غير الرب وحده يهلك )

- وسلب بعد حسن جوار في الإصحاح الثالث من سفر الخروج : 21 22( وأعطي نعمة لهذا الشعب في عيون المصريين ، فيكون حينما تمضون أنكم لا تمضون فارغين - بل تطلب كل امرأة من جارتها ومن نزيلة بيتها أمتعة فضة وأمتعة ذهب وأواني فضة وذهب وثيابا وتضعونها على بنيكم وبناتكم فتسلبون المصريين )

ومثل ذلك في الإصحاح الحادي عشر من سفر الخروج فقرة 2 ، والإصحاح الثاني عشر من سفر الخروج الفقرة 35

وقتل جزاء الارتداد إلى عبادة العجل : في الإصحاح الثاني والثلاثين من سفر الخروج فقرة 25 ( ولما رأى موسى الشعب أنه قد صار عريانا لأن هارون كان قد عراه للهزء بين مقاوميه .. ) 26( فوقف موسى في باب المحلة وقال من كان من الرب فليقبل إليّ ، فاجتمع إليه جميع بني لاوي ) 27( فقال لهم هذا ما يقول الرب إله إسرائيل ليتقلد كل رجل منكم سيفه على فخذه ومرّوا وارجعوا من باب إلى باب واقتلوا كل واحد أخاه وكل واحد صاحبه وكل واحد قريبه ) 28 ( ففعل بنو لاوي بحسب قول موسى عليه السلام ، وقتل في ذلك اليوم من الشعب نحو ثلاثة وعشرين ألف رجل ) كما جاء في الترجمة العربية لعام 1831 –1834 ، وأما في ترجمة 1970 فنجد العدد ثلاثة آلاف رجل ( سفر الخروج 28-32 )

وعمل يشوع عليه السلام بعد موت موسى عليه السلام بالأحكام المندرجة في التوراة فقتل الكنعانيين في الشرق والغرب والأموريين والحيثيين والفرزيين والحويين واليبوسيين " وكل جيوشهم معهم : شعبا غفيرا كالرمل الذي على شاطئ البحر في الكثرة بخيل ومركبات كثيرة جدا " ومن شاء فليطالع هذا في سفره من الإصحاح الحادي عشر 1- 23.

وفي الإصحاح السابع والعشرين من سفر صموئيل الأول فقرة 8 ( وصعد داود ورجاله وغزوا الجشوريين والجرزيين والعمالقة لأن هؤلاء من قديم سكان الأرض من الدهر من عند شور إلى أرض مصر ) فقرة 9 ( وضرب داود الأرض ولم يستبق منهم رجلا ولا امرأة وأخذ الغنم والبقر والحمير والجمال والثياب .. )

وانظر مثل ذلك بل أشد في الإصحاح الثامن من سفر صموئيل الثاني فقرة1- 2 ( وضرب داود الفلسطينيين وذللهم .. وضرب المؤابيين وقاسهم بالحبل ، أضجعهم على الأرض فقاس بحبلين للقتل ، وبحبل للاستحياء ، وصار المؤابيون عبيدا لداود .. )

، والإصحاح الثاني عشر من سفر صموئيل الثاني وفيه في الفقرة 29 –30- 31 –( فجمع داود كل الشعب وذهب إلى ربة وحاربها وأخذها ... وأخرج الشعب الذي فيها ووضعهم تحت مناشير ونوارج حديد وفؤوس حديد وأمرّهم في أتون الآجر ، كذلك صنع بجميع قرى بني عمون ، ورجع داود وجميع الشعب إلى أورشليم )

ويقول داود عليه السلام عن هذه المعارك والحروب التي قام بها في الزبور الثامن عشر فقرة 20 ( يكافئني الرب حسب بري ، وحسب طهارة يدي يرد لي ) 21 ( لأني حفظت طرق الرب ولم أعص إلهي ) 22 ( لأن جميع أحكامه قدامي وفرائضه لم أبعدها عن نفسي ) 23 ( وأكون كاملا معه وأتحفظ من إثمي ) 24 ( فيرد الرب لي كًََبرّي وكطهارة يدي أمام عينيه ) وشهد الله له بذلك في قوله في الفقرة الثامنة من الإصحاح الرابع عشر من سفر الملوك الأول (عبدي داود الذي حفظ وصاياي وتبعني بكل قلبه ليفعل ما هو مستقيم فقط في عيني )

وفي الإصحاح الثامن عشر من سفر الملوك الأول : أن إيلياء ذبح أربعمائة وخمسين رجلا من الذين يدعون أنهم أنبياء بعل - فقرة 40

ولما فتح أربعة ملوك سادوم وعامورة ونهبوا جميع أموال أهلها وأسروا لوطا عليه السلام ووصل هذا الخبر إلى إبراهيم عليه السلام خرج إبراهيم عليه السلام ليخلص لوطا عليه السلام وأهله وانطلق في إثرهم حتى أتى دان ( فلما سمع أبرام أن أخاه سبي جر غلمانه المتمرنين ولدان بيته ، ثلثمائة وثمانية عشر وتبعهم إلى دان ، وانقسم عليهم ليلا هو وعبيده فكسرهم ، وتبعهم إلى حوبة التي على شمال دمشق واسترجع كل الأملاك واسترجع لوطا أخاه أيضا وأملاكه والنساء أيضا والشعب )14- 16 من الإصحاح الرابع عشر من سفر التكوين

أما الإنجيل فقد تبني للسيف مكانا بارزا في قول سيدنا عيسى عليه السلام :

( لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض ، ما جئت لألقي سلاماً ، بل سيفاً " (متى 10/34 - 36). و ما جاء في لوقا: ( جئت لألقي ناراً على الأرض. فماذا أريد لو اضطرمت. . أتظنون أني جئت لأعطي سلاماً على الأرض .كلا، أقول لكم . بل انقساماً. لأنه يكون من الآن خمسة في بيت واحد منقسمين، ثلاثة على اثنين، واثنان على ثلاثة. ينقسم الأب على الابن، والابن على الأب. والأم على البنت، والبنت على الأم.والحماة على كنتها، والكنة على حماتها" (لوقا 12/49- 53)

أما تخلي تلاميذ عيسى الأوائل وأصحابه وأتباعه عن الجهاد ففي أعلب الظن لقد كان تقصيرا شنيعا ، أو قصورا قاتلا ، أدى إلى اضطهاد الرومان لهم - وثنيين أو نصارى - طوال قرون ، ثم أدت استكانتهم ورهبانيتهم وانقطاعهم إلى الأديرة .. إلى انتقال ديانتهم إلى مسيحية مختلفة بيد الكنائس المتضاربة بتدخل من بولس أولا ثم الإمبراطور قسطنطين ثانيا .


ضد اليهود :

أما قتل المسيحيين الروم لليهود فقد ألف القس الدكتور " كيث " كتابه الذي ترجمه القس " مريك " من الإنجليزية إلى الفارسية وسماه " كشف الآثار في قصص أنبياء بني إسرائيل " وطبعت في أدنبرج سنة 1846 ونقل عنه رحمت الله الهندي في كتابه " إظهار الحق " ما يأتي عن الإمبراطور قسطنطين أنه ( أمر بقطع آذان اليهود وإجلائهم إلى أقاليم مختلفة ، ثم أمر ملك الملوك الرومي في القرن الخامس من القرون المسيحية بإخراجهم من بلدة الإسكندرية التي كانت مأمنهم من مدة وكانوا يجيئون إليها من كل جانب فيستريحون فيها وأمر بهدم كنائسهم ومنع عبادتهم وعدم قبول شهادتهم وعدم نفاذ الوصية إن اوصى أحد منهم لأحد في ماله ، ولما ظهر منهم شغب لأجل هذه الأحكام نهب جميع أموالهم وقتل كثيرا منهم وسفك الدماء بظلم ارتعد له جميع يهود هذا الإقليم ) إظهار الحق ص 337

ثم نقل رحمت الله الهندي عن هذا الكتاب وغيره من المصادر الأساسية - مثل تفسير طمس نيوتن لتنبؤات الأسفار المقدسة المطبوع في لندن عام 1803 م وكتاب " الثلاث عشرة رسالة "طبع بيروت عام 1849 بالعربية ، ومجموع المجامع " كارتر " - فظائع ارتكبتها الكنائس والأباطرة وملوك المسيحية – وبابوات الكاثوليكية ضد اليهود وضد البروتستانت والديانات الأخرى

ومن كتاب " مرآة الصدق " الذي ترجمه القس " طمس إنكلس "من علماء الكاثوليك من اللغة الإنجليزية إلى الأردية ، طبع عام 1851 م : عن اضطهاد البروتستانت لغيرهم من الكاثوليك والأديان الأخرى مما يضيق عنه المقام ولا يصدقه عقل أو وجدان بله أن تشيب له الولدان ويكفي أن نذكر من ذلك

عدة أحكام تجري على اليهود :

أنه لا يعطى يهودي منصبا في دولة من الدول

أنه لو كان مسيحي عبدا ليهودي فهو حر

أنه لا يأكل أحد مع يهودي ولا يعامله

أنه تنزع الأولاد منهم وتربى في الملة المسيحية

وأنه كانت عادة أهل بلدة " ثولوس من فرنسا أنهم يلطمون وجوه اليهود في عيد الفصح

وأنهم في بلدة " يزيرس " كان من عادتهم أنهم يرمون اليهود بالحجارة في أيام العيد ص 338



وضد الكاثوليك : ومن كتاب مرآة الصدق المشار إليه أعلاه قال في أعمال البروتستانت ضد الكاثوليك ( سلب البروتستانت ستمائة وخمسة وأربعين رباطا ، وتسعين مدرسة ، وألفين وثلثمائة وستة وسبعين كنيسة ، ومائة وعشر مارستانات من ملاكها ، ... وما تركوا الأموات أيضا فآذوا أجسادهم في نوم العدم بسلب أكفانهم ) ( وضاعت في هذه الغنائم كتبخانات ذكرها جيئ بيل متحسرا بهذه الألفاظ : أنهم سلبوا كتبا ، واستعملوا أوراقها في الشواء ، وفي تطهير الشمعدانات ، والنعال وباعوا بعض هذه الكتب للعطارين وباعة الصابون ، وباعوا كثيرا منها فما وراء البحر على أيدي المجلدين ، وما كانت هذه الكتب مائة أو خمسين بل المراكب كانت مملوءة منها .. .. وما تركوا من خزائن الكنائس إلا جدرانا عارية ... وأنهم قرروا أزيد من مائة قانون ضد الكاثوليك كان منها :

لا يشتري واحد منهم أرضا بعد ما يجاوز عمره ثماني عشر إلا أن يصير بروتستنتيا

لا يشتغل أحد منهم بالتعليم ومن يخالف يحبس دائما

لا يسمع من أحدهم استغاثة عند الحكام

لا تنفذ أنكحتهم ولا ينفذ تجهيز موتاهم

لايحضر القسيس عند قتلهم ولا عند تجهيزهم وتكفينهم

لا يركب أحد منهم على حصان يكون ثمنه أكثر من خمسين روبية

إن ادى قسيس منهم أمرا من الخدمات المتعلقة به يسجن دائما

لا تقبل شهادة كاثوليكي في العدالة)


( وحمل كثير من رهبانهم وعلمائهم بأمر الملكة إليصابات في المراكب ثم أغرقوا في البحر ثم جاءت عساكرها إلى إيرلندا ليدخلوا أهلها من الكاثوليك في ملة البروتستانت فأحرقوا كنائسهم وقتلوا علماءهم واصطادوهم كاصطياد الوحوش البرية ، وكانوا لا يؤمنون أحدا وإن أمنوه قتلوه بعد الأمان .. ثم أحرقوا القرى والبلاد وأفسدوا الحبوب والماشية وأجلوا أهلها .. ثم ارسل البرلمان اللوردات سنة 1643 – 1644 ليسلبوا جميع أموال الكاثوليك وأراضيهم بلا امتياز بينهم ... )

. أنظر إظهار الحق لرحمة الله الهندي ص 330 - 347

مذابح ضد البروتستنت

( جاء في تاريخ الدولة العلية ص 74: عن مذبحة سان برتيلمي : "وهي مذبحة البروتستانت بجميع أنحاء فرنسا ذبحهم الكاثوليك بأمر ملك فرنسا (شارل التاسع) بناء على إيعاز والدته (كاترين دي مديسي) في يوم 24 أغسطس 1572م واختلف في عدد من قتل في هذا اليوم فأبلغه بعضهم إلى 60 ألفاً)"!. !!! ) نقلا من مقال الدكتور هاني السباعي بمقاله بالمصريون بتاريخ 1992006

وضد الأرثوذكس :

وهذه شهادة كاتب مسيحي هو الدكتور نبيل بباوي لوقا في دراسة صدرت له مؤخرا تحت عنوان: "انتشار الإسلام بحد السيف بين الحقيقة والافتراء"، حيث أشارت الدراسة : إلى الاضطهاد والتعذيب والتنكيل والمذابح التي وقعت على المسيحيين الأرثوذكس في مصر من الدولة الرومانية ومن المسيحيين الكاثوليك، لا سيما في عهد الإمبراطور دقلديانوس الذي تولى الحكم في عام 284م، فكان في عهده يتم تعذيب المسيحيين الأرثوذكس في مصر بإلقائهم في النار أحياء، أو كشط جلدهم بآلات خاصة، أو إغراقهم في زيت مغلي، أو إغراقهم في البحر أحياء، أو صلبهم ورؤوسهم منكسة إلى أسفل، ويتركون أحياء على الصليب حتى يهلكوا جوعا، ثم تترك جثثهم لتأكلها الغربان، أو كانوا يوثقون في فروع الأشجار، ويتم تقريب فروع الأشجار بآلات خاصة ثم تترك لتعود لوضعها الطبيعي فتتمزق الأعضاء الجسدية للمسيحيين إربا إربا.

وقال بباوي إن أعداد المسيحيين الذين قتلوا بالتعذيب في عهد الإمبراطور دقلديانوس يقدر بأكثر من مليون مسيحي إضافة إلى المغالاة في الضرائب التي كانت تفرض على كل شيء حتى على دفن الموتى، لذلك قررت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر اعتبار ذلك العهد عصر الشهداء في مصر، وأرخوا به التقويم القبطي تذكيرا بالتطرف المسيحي.)

وضد المسلمين وهذه إحدى خبطات سيف الكنيسة الكاثوليكية ضد الإسلام

في الأندلس – وفي جو الحملات الصليبية في الشرق – حيث دعت البابوية فرسانها إلى القتال ضد مسلمي الأندلس ، تماما كالاشتراك في الحملة الصليبية في فلسطين ، يقول بابا روما في وثيقة صدرت عنه عام 1099 موجهة إلى بعض أمراء الأسبان : " إذا كان الفرسان في إقليم آخر قد قرروا جميعا الذهاب لمساعدة الكنيسة الأسيوية (!!) وأن يحرروا إخوانهم من طغيان المسلمين ( !!) فإنه ينبغي عليكم أيضا وبتشجيع منا أن تبذلوا قصارى جهدكم ، ولا ينبغي لأحد أن يشك في أن خطاياه سوف تغتفر إذا مات في هذه الحملة ، حبا في الرب ، وفي إخوانه ، وأنه سوف ينال بالتأكيد نصيبه في الحياة الخالدة بفضل رحمة الرب الواسعة . ولذا فإنه إذا كان أحدكم قد قرر الذهاب إلى آسيا ، فعليه أن يفي بقسمه هنا ، ذلك لأنه ليس من الخير في شيء أن ننقذ المسيحيين من المسلمين في مكان لكي نعرضهم لطغيان في مكان آخر )[1]

ويصرح الدكتور قاسم عبده تحت ضغط الحقائق التي ينقلها من مصادرها .. بالوجه الصليبي الكنسي لهذه الحروب وهو الوجه الكاثوليكي سابقا - والبروتستانتي الصهيوني حاضرا - فيقول : ( الحقيقة التي لا يرقى إليها الشك أن الحركة الصليبية لم تكن لترى النور إلا بعد أن مهدت الكنيسة الكاثوليكية الأرض بصياغة أيديولوجية الحرب المقدسة )[2] ، وكما يقول عن الفارس الإقطاعي في غرب أوربا في القرن الحادي عشر المشارك في تلك الحروب ( كان متدينا على طريقته ، فقد كان يتقبل تعاليم الكنيسة بغير مناقشة )

إنه مذهب الإرجاء المسيحي : لا تضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة !!

فإن قالوا : تلك كانت العصور الوسطى عصور الظلام - عندهم - ، فلا يحتج على المسيحية بها ، فماذا يقولون في هذا القرن العشرين الذي نعيش ، والذي يسمونه عصر الحضارة الإنسانية الراقية ؟ ! .

لقد شهد هذا القرن من الحروب التي قامت بها الدول المسيحية ، ما شهدت تلك العصور الوسطى المظلمة - عندهم - بل وأشد وأقسى !!. – كما يقول الأستاذ محمد أبو شهبة - ألم يقف ( اللورد اللنبي ) ممثل الحلفاء : إنجلترا ، وفرنسا ، وإيطاليا ، ورومانيا ، وأميركا ، في بيت المقدس في سنة 1918 ، حين استولى عليه في أخريات الحرب الكبرى الأولى قائلاً: ( اليوم انتهت الحروب الصليبية )؟! .

وألم يقف الفرنسي ( غورو ) ممثل الحلفاء أيضاً - وقد دخل دمشق - أمام قبر البطل المسلم ( صلاح الدين الأيوبي ) قائلاً ( لقد عدنا يا صلاح الدين ) ؟!!
وهل هدمت الديار ، وسفكت الدماء ،واغتصبت الأعراض في البوسنة والهرسك إلا باسم الصليب؟

بل أين هؤلاء مما حدث في الشيشان - ومازال يحدث -؟ وفي إفريقيا ؟واندونيسيا ؟ و...غيرها ؟ وهل يستطيع هؤلاء إنكار أن ما حدث في كوسوفا كان حربا صليبية ؟

إنها حروب مسيحية بشهادة الرئيس الأمريكي وليام ما كينلي الذي أمر بغزو الفيلبين سنة 1898م : الذي يقول : "نحن لم نذهب إلى الفلبين بهدف احتلالها، لكن المسألة أن السيد المسيح زارني في المنام ، وطلب مني أن نتصرف كأمريكيين ، ونذهب إلى الفليبين لكي نجعل شعبها يتمتع بالحضارة".! .. وجورج بوش الصغير الذي يقول : إن الرب زاره اأيضاً لغزو أفغانستان والعراق!

وهو هو الغرب المسيحي في حروبه الوحشية العالمية !!

حيث بلغت خسائر الحرب العالمية الأولى (1914م إلى 1918م) حوالى 20 مليون نسمة..
وبلغت خسائر الحرب العالمية الثانية: (1939م إلى 1945م) قرابة 35 مليون قتيل.
وفي هلاك السكان الأصليين: يقول ناعوم تشومسكي في كتابه (الغزو مستمر) ترجمة مي النبهان ص 13: عن غزو الأوربيين للعالم أنه أسفرعن كارثتين لا مثيل لهما في التاريخ: "هلاك السكان الأصليين في نصف الكرة الغربي وخراب أفريقيا جراء تجارة الرقيق ا".
فهلا اتعظ البابا بنديك بالحكمة القائلة " من كان بيته من زجاج "
وهلا أدرك أن القضية لم تكن أبدا في تاريخ الإنسانية قضية اللجوء إلى القتال وإنما هي لماذا وكيف يكون : وهنا تأتي المقارنة بقتال الصليبيين ، كما تأتي المقارنة بقتال المسيحيين في العصور الحديثة وكيف كانت قتلا لا قتالا ، قتلا للمدنيين بالسيف والمنجنيق والتدمير والتحريق ، ومحاكم التفتيش ، والطيارات والصواريخ ، وأسلحة الدمار الشامل ؟
ألا يعلم البابا بنديكت هذه الحقائق ؟ أم تراه يريد محوها من التاريخ وإلباس كنيسته ثوبا جديدا لا تملكه من عقلانية السلام في دورة جديدة ممن دورات التزييف الذي اضطلعت به كنيسته الكاثوليكة وماتزال على مجرى التاريخ ؟؟!!

لكن " على مين " ؟؟!!

يتبع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.