تنطلق اليوم الاثنين في العاصمة الأمريكيةواشنطن قمة الأمن النووي بمشاركة زعماء 46 دولة، على مدى يومين، في أول جهد دولي غير مسبوق لمناقشة تخفيف الخطر العالمي من الأسلحة النووية. وستسعى القمة للحصول على تعهدات من جميع الدول لاتخاذ خطوات لوقف انتشار النووي وتأمين المواد النووية الضعيفة وتحصينها. وتشارك 46 دولة في أعمال قمة واشنطن حول الأمن النووي بما فيها جميع الدول التي تمتلك السلاح النووي ماعدا كوريا الشمالية في حين تشارك ستّ دول عربية هي الجزائر ومصر والأردن والمغرب والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. ومن المتوقع أن تُهَيْمن قضية برنامجي إيران وكوريا الشمالية النوويين على أعمال المؤتمر، واللتان لطالما شكَّلت الأولوية القصوى بالنسبة لأجندة الأمن النووي الأمريكي على المدى الأوسع. ويرى المراقبون أنّ واشنطن سوف تضغط باتجاه دفع المشاركين نحو ممارسة المزيد من الضغوط على طهران وبيونجيانج. واستبق أوباما انطلاق القمة بالتحذير من مَغَبّة وقوع سلاح نووي بين أيدي منظمة "إرهابية" قائلاً: إن من شأن ذلك أن يشكل "التهديد الأكبر ضد أمن الولاياتالمتحدة". وقال الرئيس الأمريكي خلال لقاء مع نظيره الجنوب إفريقي، جاكوب زوما، عشية افتتاح القمة: إنّ "التهديد الأكبر ضد أمن الولاياتالمتحدة سواء أن كان على المدى القصير أو المدى المتوسط أو المدى الطويل، سيكون إمكانية امتلاك منظمة إرهابية سلاح نووي." ومن جانبها، انتقدت حكومة طهران قمة الأمن النووي، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: إنّ الدول التي تمتلك الأسلحة النووية تريد إجراء مسرحية للتظاهر بخفض الأسلحة وأن تعلن للعالم بأنَّها تنسق وتخطط لإدارة العالم مستقبلاً. كما وصف القائد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بأنها "إدارة شريرة، ولا يمكن الثقة فيها"، معتبرًا أن التصريحات التي أدلى بها أوباما مؤخرًا، وتضمنت تهديدات لإيران، "مضرة لأمريكا". وتأتِي القمة بعد أقل من أسبوع من توقيع الولاياتالمتحدة وروسيا معاهدة جديدة للحدّ من الأسلحة الإستراتيجية "ستارت" التي تخفض عدد الرءوس الحربية النووية الإستراتيجية في ترسانة القوتين العظمتين إلى مستوى غير مسبوق منذ أول عقد من العصر النووي.