يواصل زعماء العالم اليوم فى واشنطن مناقشاتهم فى قمة الأمن النووى، وهى أكبر قمة تستضيفها الولاياتالمتحدة منذ العام 1945، والموضوع الوحيد على جدول أعمالها هو منع الإرهابيين من الحصول على قنبلة نووية، وبينما اقترحت هولندا تأسيس محكمة نووية دولية لمكافحة ما سمته «الإرهاب النووى»، أكدت طهران أن القمة لن تؤثر على البرنامج النووى الإيرانى. كان الرئيس الأمريكى باراك أوباما، افتتح القمة التى تشارك فيها 47 دولة، أمس الأول، وقال إن الإرهاب النووى هو أكبر خطر منفرد على الأمن العالمى. لكن بعض الدول تتشكك فى مدى جدية هذا الخطر، وتفسره بأنه انشغال أمريكى بهذه المسألة، بعد الهجمات التى تعرضت لها الولاياتالمتحدة فى 11 سبتمبر عام 2001. وتتضمن مسودة بيان ختامى للقمة تعهد الزعماء بالعمل من أجل حماية كل «المواد النووية غير المحصنة» فى غضون أربع سنوات واتخاذ خطوات لمنع تهريب المواد النووية. وحققت القمة أولى نتائجها الملموسة، بينما كان الرئيس الأمريكى يجرى سلسلة من اللقاءات مع زعماء العالم، ومن بينهم رئيس أوكرانيا فيكتور يانوكوفيتش، الذى أعلن أن أوكرانيا ستتخلص من كل مخزونها من اليورانيوم عالى التخصيب بحلول عام 2012، وستتخلص من معظمه هذا العام. وتهدف خطوة كييف التى تملك كمية من المواد النووية تكفى لصنع عدة قنابل إلى تصعيب مهمة الإرهابيين فى الحصول على مواد نووية. وسوف تحول أوكرانيا برنامجها النووى المدنى للعمل باستخدام يورانيوم منخفض التخصيب، ووافقت واشنطن على تقديم مساندة تقنية ومالية للعملية. فى سياق متصل اقترحت هولندا فى القمة، تأسيس محكمة خاصة فى لاهاى لمكافحة الإرهاب النووى. وقال رئيس الوزراء الهولندى ، يان بيتر بالكيننده، فى واشنطن إنه يمكن عن طريق إنشاء محكمة نووية دولية مقاضاة الدول التى تمكن الإرهابيون فيها من الوصول إلى المواد النووية، أو تلك التى تنتهك بطريقة أخرى اتفاقيات منع الانتشار النووى. من جانبها، ذكرت طهران، أمس، أن نتائج قمة الأمن النووى لن تؤثر على البرامج النووية الإيرانية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمانباراست، للصحفيين فى طهران: «حتى الموافقة على العقوبات لن يكون لها أى تأثير على رغبة بلدنا فى ممارسة حقوقنا النووية». وشكك المتحدث أيضاً فى أن الصين وهى حليف استراتيجى للدولة الإسلامية، ستؤيد الجهود الأمريكية والأوروبية لتجديد عقوبات مجلس الأمن الدولى ضد إيران. إلى ذلك ذكر استطلاع رأى أمريكى أن 41% من المصريين يرون أن انتشار الأسلحة النووية يعد أكبر الأخطار التى تواجه العالم اليوم، مقابل 39% يعتقدون بأن الكراهية الدينية هى الخطر الأكبر، بينما 35% يجدون أن أمراض الإيدز هى الأخطر. وأوضح استطلاع الرأى الذى نشره مركز «بيو» للأبحاث أن 40% من المصريين يرون أن التلوث البيئى من أكبر الأخطار العالمية، فضلا عن أن43% يرونها تتمثل فى الفجوة بين الفقراء والأغنياء، وذلك فى الاستبيان الذى أجراه المركز على 48 دولة جاءت مصر فيها فى المرتبة 23 فيما يتعلق برأى المصريين حول أكبر الأخطار التى تهدد العالم حاليا. وركز الاستطلاع الذى تم نشره أمس على الموقع الإلكترونى للمركز، على خمسة محددات أساسية تقيم الأخطار العالمية المتوقعة، تمثلت فى انتشار الأسلحة النووية والكراهية الدينية والعرقية، وأمراض الإيدز، فضلاً عن التلوث البيئى وتزايد الفجوة بين الفقراء والأغنياء. ضم الاستطلاع 48 دولة من بينهم ست دول عربية هى: مصر والأردن والكويت ولبنان والمغرب وفلسطين، وجاءت مصر فى ترتيب سابق عنها فى قائمة الدول، فى حين جاءت تركيا وإندونيسيا وباكستان وبنجلاديش وماليزيا ممثلة للدول الإسلامية دون ذكر إيران. وعن رأى الشعب الإسرائيلى فى أكبر الأخطار العالمية، اعتقد 66% أن انتشار الأسلحة النووية هو الخطر الأكبر، وعن الدول الكبرى التى شملها الاستطلاع جاءت الولاياتالمتحدة على قائمة الدول، إذ رأى 45% من الأمريكيين أن انتشار الأسلحة النووية من الأخطار المهددة للعالم، كما وافقت ذات النسبة على أن الكراهية الدينية والعرقية من الأخطار العالمية المتوقعة. ولفت الاستطلاع إلى أن غالبية الدول العربية والإسلامية والشرق أوسطية اتفقت على أن انتشار الأسلحة النووية على قائمة الأخطار التى تهدد العالم حاليا، فى حين اعتقدت الدول الصناعية الكبرى والأوربية بأن التلوث البيئى هو الخطر القادم، بينما اعتبرت الدول الأفريقية أن انتشار مرض الأيدز هو أخطر ما سيواجه العالم.