النوبة هي كيان حضاري وتاريخي ساطع منذ بداية التاريخ وهي ليست وليدة اليوم أو الأمس بل ضاربة بجذورها إلي أعماق التاريخ ، وإذا أن تعرف حضارة شعب أقرأ تاريخهم ، وما النوبة ومصر إلا وجهان لعملة واحدة رغم أنف الحاقدين والكاذبين كانت النوبة ومازالت دعاة سلام وحب وانتماء للوطن مصر وليسوا دعاة حرب أو انفصال كما يتشدق أصحاب الحناجر المسمومة من اجل مصالح شخصية أو مراكز يتسلقوا بها فوق رقاب الشرفاء المخلصين . اليوم النوبة تنفجر غضباً وحزناً من قسوة الظالمين وتستنجد بالشرفاء والعاقلين وتنزف الدماء من الجنوب للشمال حسرة وبكاء وتنادي بمطالب شرعية ودستورية ومدنية وأدبية ظلت مجرد أوهام وشتات وكلمات براقة أطلقها جميع المسئولين ومنذ عقود طويلة وكلها ذهبت مع الريح واتحدي أي مسئول يقول أن في مركز النوبة مشروع حكومي واحد يستوعب شباب النوبة ، أن التفرقة التي عاني منها النوبة موجودة منذ زمن طويل وكبير والكل يوعد ولكنها وعود الخيال وأحلام البسطاء ، وما يحدث الآن هي النتيجة الطبيعة لثورة النوبة والنوبيين من أجل الحقوق وما ضاع حق وراءه مطالب ، ومن حقنا أن نسعى لتحقيق الذات والاعتراف بنا كمجتمع من مجتمعات مصر ونتملك بيوتنا وأراضينا بعد 47عام من الهجرة ، أليس من العار أن تماطل الحكومة في شرعية وحقوق بيوتنا وامتلاكها وتعويضنا عن أرضنا وبيوت إباءنا واجدانا التي غرقت في قاع السد العالي وبناء البيوت الباقية للتعويض منذ 47 عام وإنشاء الصرف الصحي في النوبة والمهددة بالانهيار لعدم وجود الصرف الصحي والاعتراف بالنوبة ذات كيان وخصوصية وعدم بيع أراضي النوبة للغرباء والأجانب لطمس تاريخ وحضارة النوبة . كثيراً من شباب مصر لا يعرف عن النوبة شيء وبل يتهجم ويتطاول علي الكيان النوبة لمجرد المطالبة بالحقوق ويسيء للنوبة بأننا أبناء طبقة عاملة ومنزلية وهذا شرف لنا ومصدر فخر وإعتزاز لنا وجميل إن يعمل رجالنا بشرف وامانة ونزاهة وبشهادة الجميع منذ قديم الزمان ، والنساء تقود البيت وتعلم الأجيال ، ولكن العار أن نري مجتمعات في مصر كانت تجبر النساء علي العمل في المنازل وما ادارك ما المنازل التي كانت وراءها مهازل ، أقول لهؤلاء الشباب أن النوبة هم أصحاب وسكان مصر الأصلية وأننا لسنا دخلاء ومرتزقة كحال الكثير من المجتمع المصري ونحن الأصول والجذور ولسنا التتابع ، وأننا لنا نسمح لأحد بالتطاول أو التجريح أو الإساءة في حق النوبة مهما كان وسوف نظل نطالب بحقوقنا داخل مصر وخارجه أذا لم توفي الحكومة بكل وعوها للنوبة من القديم للحديث . رحال النوبة جمال القرشاوي