في مفاجأة من العيار الثقيل تكشف عن الاندفاع الأسطوري لعمليات أخونة الصحافة القومية، قامت مجلة "أخبار الأدب" التي تصدر عن مؤسسة "أخبار اليوم" القومية بعرض صورة كبيرة للمهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين على غلافها بارتفاع ثلثي غلاف الصحيفة بالكامل، وكتب إلى جوار الصورة مانشيتا كبيرا كان عنوانه "خيرت الشاطر .. هل يحقق استعادة روح مصر الثقافية ببرنامج الجماعة". التقرير الصادم حاول رئيس تحرير الصحيفة أن يخفف من عنف وقعه على القراء، خاصة قراء صحيفة أدبية، حيث لم يعرف لنائب المرشد العام للجماعة أي إسهام من قبل في شأن أدبي على الإطلاق، حاول رئيس التحرير أن يخفف من وقع الصدمة فقال في افتتاحية العدد "لماذا خيرت الشاطر، وهو رجل الأعمال عمليا، ونائب المرشد العام للإخوان المسلمين عقديا؟ ما علاقته بالثقافة والمثقفين والإبداع والمبدعين والفكر والمفكرين؟ " ثم أجاب بصدمة أخرى قائلا "العلاقة قوية ومعقدة ومتشابكة من منطلق المنظور الأكثر شمولية لمعنى الثقافة باعتبارها المعنى الراقي والشامل والعميق للحياة ودورها التنويري والاستناري والتي دونها يصبح المجتمع آيلا للسقوط وهو ما نراه الآن وغدا ، فالثقافة هي الأطول عمرا والأبقى أثرا وأغزر فكرا، هي روح المجتمع وقلبه النابض بالحياة والناهض للحياة هي القلب الخلاق للمجتمع المحترم والمثقفون من مفكرين ومبدعين هم بمثابة الأوتاد التي تثبت منظومة القيم في المجتمع وتقيه من عواصف الصحراء، السلطوية الماضوية، والفقهية المستبدة، والمذهبية المؤطرة". الواقعة ذات الدلالة من شأنها أن تعيد طرح المخاوف من عمليات الأخونة التي تجتاح مؤسسات الدولة، والتي وصلت حتى مستوى "الأخونة بالإيحاء" على النحو الذي حدث في مجلة "أخبار الأدب" القومية التي تمول من المال العام.