رغم أن محصول القمح يبشر بالخير هذا العام فى بنى سويف مع زيادة المساحة المزروعة إلى 151 ألف فدان بزيادة 40 ألف فدان عن العام الماضى وارتفاع إنتاجية الفدان ما بين 18 و 22 إردبًا، إلا أن نقص السولار اللازم لتشغيل ماكينات الحصاد يهدد بفقد 25% من صافى الإنتاج مما تسبب فى إصابة الذعر بين الفلاحين الذين تركوا حقولهم وتفرغوا للوقوف فى صفوف طويلة حاملين الجراكن للحصول على عدة لترات فى سباقهم مع الزمن. وطالب المزارعون، بعقد جلسة طارئة لمجلس الوزراء لاتخاذ إجراءات عاجلة لتخصيص حصة كافية من السولار لمزراعى القمح على أن تتولى الجمعيات الزراعية وبنوك التنمية والوحدات المحلية توزيعها على المزارعين بنظام الكوبونات طبقا للمساحات المزروعة تحت رقابة صارمة من القوات المسلحة والشرطة. يقول على أبو سيف مزارع من مركز الفشن: الفلاحين يعانون من مشكلة نقص السولار وتركوا حقولهم وتزاحموا على محطات الوقود أملا فى الحصول على كمية من السولار تكفى لشغل يوم واحد ويتعرضون للضرب والإهانة من أصحاب المحطات الذين يرفضون بيع السولار لهم فى جراكن خوفًا من المساءلة القانونية. وأكد معروف حسين فلاح من مركز ببا، أن ارتفاع سعر صفيحة السولار فى السوق السوداء من 22 جنيها إلى 80 جنيها أدى إلى رفع ساعة الحصاد للجرار الزراعى من50 إلى 100جنيه، موضحًا أنه لا يمتلك جرارًا زراعيًا فاتفق مع أحد مالكى الجرارات الذى اشترط أن يكون سعر الساعة 100 جنيه بعد أن كانت 50 فى العام الماضى مما جعله يقترض لتغطية نفقات الحصاد . وأشار محمد أبو خضرة فلاح من مركز الفشن، إلى أن الحكومة مصرة على إطفاء فرحة الفلاحين استمرارًا لمسلسل اضطهاد الفلاح فعلى الرغم من أن موسم حصاد القمح هذا العام يبشر بالخير والإنتاج الوفير نتيجة الزيادة الرأسية والأفقية للفدان ولكن نقص السولار وسوء التخطيط يتسبب فى ضياع كميات كبيرة على الدولة . وبسخرية يقول جلال صبحى فلاح من مركز سمسطا، "ضحكوا علينا بموضوع كوبونات السولار 50 لترا لكل فدان"، وأن كل فلاح يصرف من أقرب محطة وقود وعندما توجهت لصرف الكوبون رفض صاحب المحطة الصرف وعندما شكوت لمكتب التموين أخبرنى المسئولين بأنه تم تخصيص محطة وقود معينة لصرف كوبونات القمح وأيضا رفض أصحابها الصرف وأحدهم قال لى "خلى التموين يصرفلك سولار" ولم يتسلم فلاح واحد لتر سولار فهل أصبح المزارعون مصدرًا لتسالى وتهكم المسئولين أم أنهم يتحدثون عن بلد آخر . وأضاف محمد عبد العظيم عبد الله مزارع، من مركز سمسطا أننى لم أحصل على الحيازة الزراعية الأمر الذى يصعب معه توفير حصة السولار التى أقرتها الحكومة وأدى ذلك لتأثر موسم حصاد القمح لدى ولا أجد حلا لمشكلتى سوى الوقوف فى طوابير محطات الوقود . فيما أوضح سلامة عوض مزارع، أن نظام توزيع السولار بالكوبونات ناجح جدًا ويساعد الفلاحين فى الحصول على احتياجاتهم تفاديًا للوقوف فى طوابير أمام محطات الوقود، مطالبًا بوضع رقابة من القوات المسلحة لردع أى محاولة لتعطيل الصرف أو المتاجرة بالكوبونات . وأضاف المهندس على حسين، أن مشكلة نقص السولار تأتى ضمن مسلسل تركيع المصريين والقضاء على الثورة، حيث تورط فيها أعضاء الحزب الوطنى المنحل الذين يمتلكون محطات الوقود دون غيرهم ويتحكمون فى منظومة توزيع السولار وتشاركهم شرطة متواطئة. وحذر الدكتور محمود مصطفى أستاذ المحاصيل بمركز البحوث الزراعية، من أزمة نقص السولار تهدد بفقدان 25% من إنتاج المحافظة من القمح للموسم الحالى نتيجة تعثر عمليات الحصاد، بالإضافة إلى أن الرياح الخماسينية ستؤثر على إنتاجية المحصول بشكل كبير، مطالبًا بتكاتف الجهود لإنقاذ المحصول قبل فوات الآون والكف فورًا عن الحملات الإعلامية بتعاظم الإنتاج والقرب من تحقيق الاكتفاء الذاتى ونحن ندمر المحصول بأيدينا.