...هكذا إذ فجأة وعلى حين غرة, و يا للهول, أصبح بعض الكتبجية, يعتقدون في التشاؤم والنحس و الفأل السيئ, وهات يا هجوم على الرئيس مرسي, ويربطون كل حادث بالتشاؤم... ... الحقيقة أن مرسي باب مغلق في وجه تحويلات تأتيهم من الفرس والروم, وابن الرومي شاعر عظيم, وهو من أشهر المتشائمين, لدرجة أنه لو دق عليّ بابه رجل, ولم يعجبه شكله من فتحة الباب, لا يخرج طوال يومه.. وكان يكره الناس ويكره نفسه, مع أنه لم ينضم لرهط الإفساد -جبهة الإنقاذ سابقًا- ولذلك فقد مات مسمومًا, حيث كان أحد الوزراء, يخاف من هجائه، فأطعمه حلوى مسمومة، فلما أكلها, أحس بالسم... فقال له الوزير: إلي أين تذهب؟ فقال: إلي الموضع الذي بعثتني إليه، فقال له: سلم على أبي: فقال ابن الرومي: ما طريقي إلي النار.... والنار من عود الثقاب, ولغويًا: الثِقاب يعني الزند, و لم يقدم ابن الرومي توك شو, ولذلك أصبح من أعاظم شعراء العربية.. و العربية غير السيارة.. ومن المذيعين, مَنْ علاقته بالنحو, كعلاقته بالإعلام, بعضهم يعتبر الفصاحة شؤمًا, و بعضهم يتشدق بالفصحى, وهو حمار, وو ائل شاعر قديم يُدعى: (الفُصَيْحِيّ) وكان من عينة أذكى أخواته في (القاهرة و الناس), وكان المحتاس يتشاءم من النحو والبلاغة, فقال: النحوُ شُؤْمٌ كله فاعْلمُوا / يذْهَبُ بالخُبْزِ من البيْتِ خَيْرٌ من النحوِ وأصحابِهِ / ثَرِيدةٌ تُعْملُ بالزّيْتِ و الزيت نفسه, باب للتشاؤم, فلو سكبت قطرة منه على صلعة المذيع إياه, لربما انزلق حذاؤك, فلا تضربه, و دعه, وبَدِل القناة, وتوكل على الله.. أما عن سؤال أخينا الذي سيجد مفاصل المقال, وصواميله مفككة, فأقول: يعني يا أخي لو لم يكن بالمقال سياسة, فمساء التعاسة, السياسة لا تسر, والسياسيون يوشوشون الودع, لدرجة أن "واحد خمنا" و سيرته تقطع الخميرة من البيت, أصبح يتطير و يتشاءم من مرسي, و كل صباحِ, يغرد بأنه كان أحق بالعرش, والقبقاب قتلوا به شجرة الدر, وكل قبقاب, شعاره اليوم: "إنّا تطيرنا بكم".. أما نحن الذين هم –بكم- فلم نتطير بل تفاءلنا بنحسهم ونحاسهم الصدأ, لأنه كلما تجنزروا بالميدان, عرفنا أننا على طريق الفأل الحسن... وحسن الصباحي يساند بشار. وقالوا(إيه)؟ قالوا إنا تطيرنا بكم.. ناقص يقولون "لا تذرن آلهتكم". twitter.com/mmowafi [email protected]