تزوجت ابنتي من زميل لها بالعمل, ومنذ أن تزوجت منه وأهل زوجها يعتبرون أن قدمها سيئة عليهم, وانه بقدومها إلي منزل الزوجية أصابتهم الخسائر والأمراض وتعرضوا للحوادث. مع العلم أن كثيرا مما حصل لهم بعد زواج ابنتي حدث ما يشبهه لتلك الأسرة قبل الزواج, ولكنهم يرددون في حضورها وغيابها ويتهامسون فيما بينهم أن قدمها نحس عليهم ويدعي بعضهم أن حديثا نبويا يحذر من الزوجة الشؤم, وبسبب تلك الأقاويل أصيبت ابنتي بحالة نفسية سيئة, ونصحنا بعض الأهل والأصدقاء بزيارة من يسمون أنفسهم بالمعالجين بالقرآن والدجالين والمشعوذين لطرد هذا الفأل السيئ, فما رأي الدين في ذلك ؟ أجاب عن تلك الفتوي الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية قائلا: التطير والتشاؤم من عادات الجاهلية التي جاء الإسلام بهدمها والتحذير منها, فعن أنس ابن مالك, رضي الله عنه, قال, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لا عدوي ولا طيرة, ويعجبني الفأل, قالوا وما الفأل, قال كلمة طيبة وعن عروة بن عامر رضي الله عنه, قال: ذكرت الطيرة عند النبي صلي الله عليه وسلم, فقال أحسنها الفأل, ولا ترد مسلما فإذا رأي أحدكم ما يكره فليقل اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك. والتشاؤم سوء ظن بالله تعالي وربما وقع بعد ذلك المكروه الذي اعتقده بعينه عقوبة علي ظنه الفاسد, ولا تعارض بين هذا وبين حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما, قال, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لا عدوي ولا طيرة, إنما الشؤم في ثلاث: في الفرس والمرأة والدار لأن الرسول صلي الله عليه وسلم يشير في هذا الحديث ونحوه إلي تخصيص الشؤم بمن تحصل منه العداوة والفتنة, لا كما يفهم بعض الناس خطأ, من التشاؤم بهذه الأشياء أو أن لها تأثيرا, أما اللجوء إلي الدجالين والمشعوذين والاعتماد عليهم في جلب الخير أو دفع الشر فقد نهي عنه الشرع, وفي ذلك قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له, ومن أتي كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل علي محمد صلي الله عليه وآله وسلم وجعل النبي إتيان هؤلاء وتصديقهم مانعا من قبول العمل, فقال: من أتي عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ولكل ذلك نقول إن التشاؤم بالزوجة منهي عنه شرعا لأن الأمور بأسبابها تجري بقدرة الله تعالي, ولا تأثير للزوجة فيما ينال الإنسان من خير أو شر.