هذه هي مصر تعبر عن رأيها وتحدد وجهتها وتسطر تاريخها ويشارك جميع أطياف مجتمعها في بناء المجد وتامين مستقبل النشئ والحلم بعيشة رغيدة في الغد . في مشهد حضاري مهيب خرجت الملايين من الرجال والنساء والشيوخ والكهول ليشاركوا في عرس مصر الجديدة بايجابية غير متوقعة وليقولوا كلمتهم ويختاروا قبلتهم بنزاهة وشفافية لم تشهدها مصر إلا بعد ثورة التحرير من المفسدين والمدلّسين . خرجت الملايين لتختار مصيرها دون أن تعبأ بمن شكك في قدراتهم واتهمهم في تفكيرهم ورأيهم . خرجت الملايين دون أن تؤثر فيهم الأبواق الناعقة ولا الدعوات الباطلة ولا الوعود الكاذبة بل أثبت المصريون للعالم كله أنه شعب متحضر ينحاز للخير و يتخذ قراره من تلقاء نفسه دون مؤثرات ولا مغريات مهما كانت ومهما بلغت . هذه هي مصر بشعبها الواعي قد سئمت الذل والهوان وترنو إلى حرية تحفظ كرامة المواطن وتصون أدميته . هذه هي مصر تبني نفسها بسواعد الأبناء وعزيمة الشباب وخبرة الكهول ورشيد القيادة في عزم و إصرار لمواصلة المسير نحو التقدم والرفعة . هذه هي مصر تضمد جراحها وتفتح ذراعيها لجميع أبنائها لطيّ صفحة الماضي والبدء في صفحة جديدة تنحى فيها الصراعات السياسية والخلافات الحزبية وتهمش فيها المصالح الشخصية وتقدم فيها مصلحة مصر وشعبها أولا حتى تصبح مصر فوق الجميع .ًِ هذه هي مصر التي ذكرها الله تعالى في القرآن تعظيما وتشريفا وأشار إليها سبحانه في ثلاثين موضعا من القرآن رفعة وقدرا . هذه مصر التي جعل الله تعالى أرضها أمنا وحفظا ومنح أهلها الخيرية والأفضلية . هذه مصر مسكن الأنبياء وأرض العلماء ومقصد الصحابة والأولياء ومهبط التابعين ومقام خامس الخلفاء الراشدين . هذه مصر بشعبها الكريم أصله و النفيس معدنه والحسن خلقه والجميل حياؤه والمضحي بالمُهَج عند الشدائد والصبور عند المحن . هذه مصر بشعبها الثابت في الأزمات و الثائر على الظلم والرافض لسياسة القمع والصادع بكلمة الحق . هذه مصر مقبرة الغزاة ومردعة الغاصبين وقاهرة التتار ومبطلة لمفعول الحملات الصليبية . هذه مصر بتاريخ المشرق وصمودها المذهل وقادتها الأفذاذ وجنودها البواسل . هذه مصر مصنع الرجال ومخرج الأبطال ومضرب الأمثال في الشهامة والإكرام . هذه مصر التي تتحطم الأزمات على أعتاب صمودها ويندحر عنها الشر بعزائم رجالها وينجلي عنها الظلام بنور إيمانها . يا شباب مصر اعرفوا لمصر فضلها وأنزلوها قدرها واسعوا لرقيها وحافظوا على نعمائها وخيراتها . يا شباب مصر هيا فقد حان وقت العمل وقت البناء وتحقيق الأمل ، و أشرق نور يبدد ضياؤه كل الظلم . [email protected] أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]