إن في قصص القرأن لعبرة لمن يعتبر لكننا للأسف الشديد نقرأها من أجل التسلية دون تفكير أو تدبر للمعاني و الأحداث... و ما أوردها الله تعالى في كتابه العزيز إلا لحكمة الإتعاظ من أخبار السابقين... فإن قصة فرعون و بني إسرائيل ذات النصيب القصاصي الأكبر في قرأننا الكريم حيث أنها تحمل الكثير من الأحداث لكنني لن أعيد كتابتها مرة أخرى مفسراً إياها فأنا لست بكاتباً روائياً أو للقرأنِ مفسراً إنما وضعت يدي على أهم حدث ممكن نستفيد منه الأن حيث أنه يمثل أو يشابه واقعنا الذي نعيشه حالياً... هذا الحدث مضمونه في سقوط الطاغية فرعون الذي كان يحكم شعب مصر هذا الشعب المكون من الفراعنة عابدي فرعون و بني إسرائيل مرهقي سيدنا موسى عليه السلام فلو تدبرنا حالة المجتمع المصري وقتها لوجدناه مجتمع كان يسوده الفساد و الظلم الممثل في عبادة البشر لبشرٍ من دون الله و حاكم مستغل ساذجة و جُبن شعب ليسخره لعبادته مستخفاً إياهم فما أعظم من هذا ظلماً و فساداً ظهر على وجه الإرض من حاكماً و شعباً كان... كما كان لفرعون رئيس الوزراء هامان و هو ذراعه الأيمن في تحقيق الظلم و ترسيخ قواعد الفساد على الأرض... أيضاً كان يوجد في حاشية فرعون رجل الأعمال الرأس مالي المعروف قارون الذي أتاه الله من الثروات و الأموال الكثير و الكثير فإستغلها في إفساد العباد... جزء أخر من المجتمع المصري كان يعصي الله عز و جل و هو يعرفه لذلك ساط الله عليهم من لا يعرفه و هم بني إسرائيل... فلو ربطت أخي القارئ ما بين وضع مصر في عهد فرعون و عهد مبارك لوجدتهما عهدان متشابهان في الظلم و الفساد مع إختلاف الطرق و الأساليب –إسقط حالة العبودية لغير الله في عهدنا هذا و ركز على الظلم و الفساد أنا لا أُكفر أحد من أهل النظام السابق عِيذان بالله- فلماذا أهلك الله فرعون و قومه؟ هل لإنصلاح حال العباد برب العباد أم أنه طغى و علا و زاد في الأرض فساداً؟... قبل الإجابة على السؤال لابد من أن نعلم شئ أن لله عز و جل سنن و ثوابت للتغير في كونه لعلو أو سقوط أو هلاك الأمم يعتمد على حال العباد برب العباد فهذا ليس معناه أن الله عز وجل قد أهلك الطاغية فرعون و قومه لأن بنوا إسرائيل قد أمنوا بموسى عليه السلام و أنابوا إلى الله عز و جل لا على العكس بل كانوا في عز تمردهم على نبيهم موسى عليه السلام و إنما هلاك فرعون جاء لطغيانه و إعلاء فساده الأرض و هي إحدى سنن الله للتغيير في كونه و قد حققها فرعون ليتحقق فيه حكم الله... هلك فرعون و هلك معه الظلم و أهله و لم يتبقى سوى الفئة العاصية المستضعفة في الأرض ليهنئوا؟ لا بل ليتيهوا في الأرض... التيه الذي يعيشه المصريين الأن لا يفرقون بين الحق و الباطل.... الفساد و الإصلاح... لا يميزون ما بين الإنحطاط الأخلاقي و الحرية... مشتتين الرأي غير مستقرين... متفرقين مفككين... لم يتغيروا للأحسن و لتحسين الأوضاع يطالبون... فنحن لم نحقق نصراً إلا من بعد نصرة الله تعالى "إن تنصروا الله ينصركم" فسقوط مبارك لا يعتبر نصراً لنا إنما هو ما حققه فرعون و قومه ليتحقق فيه أمر الله تعالى بهلاكه قد حققه مبارك و نظامه... و نصر الله تعالى ليس معناه أن نقف مسلحين وجهاً لوجه لمحاربة الفساد كما يزعم أهل الفتن و المصالح لكن نصر الله طاعتنا له و لن نحصل على التغير المُرضي إلا من بعد أن نحقق المعادلة الربانية "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".... سنن الله عز و جل لن تتغير لكن علينا نحن بأن نتغير حتى يتغير ما نحبه يتغير.... هذا هو ما بعد سقوط فرعون" أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]