تعرضت مصر طوال الأيام الماضية لمؤامرة دنيئة دبرت بليل مظلم وحيكت خيوطها من أجل القضاء على مصر وإسقاطها وإشعال النيران بين أبنائها لتبدد طاقاتها وتستهلك مواردها وتطحن رحى الصراع شبابها فتعطل مسيرة النهضة المأمولة ويفقد الوطن دوره الريادي والقيادي الذي منحه له التاريخ على مر العصور والأزمان. هم أرادوا أن يعيدوا مصر إلى الوراء حيث الاستبداد والظلم والتعنت والقهر وتكتيم الأفواه وكبت الحريات وضياع الحقوق وهضم الواجبات. هم أرادوا بمؤامرتهم على مصر هدم الفضيلة وضياع القيم والقضاء على كل خلق كريم في نفوس أبنائها. بل أرادوا تغريب مصر في سلوكياتها وأخلاقها وعادات شعبها وإبعادها عن الموروث الخلقي والثقافي والديني. هم أرادوا طمس الهوية الإسلامية لمصر لأن الشريعة تفضح أعمالهم المشينة وتطهر البلاد من فسادهم الذي عشعش في كل الهيئات والوزارات، وتقضي على عبثهم الأخلاقي وتضع حدًا لبغيهم وعتوهم. هم أرادوا تعطيل عجلة الاستقرار وإيقاف المسيرة نحو الغد الأفضل فأنفقوا الأموال وحشدوا الجموع وسلطوا الأضواء على القول بلا من أجل إنفاذ المؤامرة. هم أرادوا تشويه صورة الشعب المصري فاتهموه بالأمية تارة واتهموه بأنه شعب لا يقرأ وإذا قرأ لا يفهم من أجل تبرير فشلهم الذريع وتسترهم على المؤامرة على مصر. هم أرادوا تشويه المشهد الحضاري الذي ظهر عليه المصريون في هذا الاستفتاء وفي كل الانتخابات السابقة فاصطنعوا الأكاذيب واختلقوا الأباطيل وروجوا الشائعات من أجل إنجاح مؤامرتهم. أغرقوا البلاد بنسخ من الدستور مزورة لتضليل الناس عن حقيقته فانكشفت ألاعيبهم وافتضح صنيعهم. اصطنعوا العنف والمواجهات الحادة في الشوارع والميادين وأريقت دماء المصريين الطاهرة على أيدي البلطجة المأجورة لكي يجبروا الرئيس مرسي على إلغاء الاستفتاء ففطن الشعب المصري لخديعتهم فأقبل بنهم وشغف على الصندوق بأعداد غير مسبوقة. فتحوا قنواتهم الخارجية لاستعداء المجتمع الدولي على مصر واختيارها وإرادتها فردت السهام إلى نحورهم واتهمهم أسيادهم بعدم الجدية لأن أكاذيبهم وأباطليهم لم تثن الشعب المصري عن رغبته وسعيه الحثيث نحو الاستقرار والرقي بالبلد. شنوا هجومهم على الجولة الأولى من الاستفتاء وألصقوا بها التهم تارة بالتزوير وأخرى بالطعن في شخصية القضاة المترأسين اللجان. بل وصل بهم الأمر إلى أن يتهكموا على المؤيدين للدستور الراغبين في الخير لمصر فطعنوا في إمكانياتهم وشككوا في قدراتهم. لقد انتصرت إرادة الشعب وخرجت الملايين في مشهد حضاري مهيب أذهل العالم نظامه وأدهشتهم الطوابير الممتدة لمسافات طويلة من أجل المشاركة في عرس مصر واحتفاء شعبها بها. لقد اتخذ الشعب قراره بنزاهة وموضوعية وقال كلمته في صناديق الاقتراع بكل حرية واقتناع، الاستقرار لمصر، والرفعة لمصر، والخير لمصر. أجهضت المؤامرة بإرادة شعب واع بكل ما يحيط به من متغيرات وتطورات على أرض الوطن. انكشفت خيوط المؤامرة بعزيمة شعب يسعى لحياة كريمة ينعم فيها بالأمن ويؤمن من خلالها مستقبل النشء. يا أبناء مصر من قال "نعم" ومن قال "لا" تعالوا نتناسى الصراعات والخلافات ونساهم في بناء مصر الجديدة بمؤسساتها وهيئاتها وبنيتها التحتية. تعالوا نرتقي بمصر اقتصاديًا وثقافيًا وعلميًا واجتماعيًا وفي المجالات كافة. تعالوا نحلق بمصر حيث الريادة والقيادة ونضعها في مصاف الدول المتقدمة ببذلنا الجهد وحبنا لمصر. [email protected] أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]