كشف تقرير حكومي النقاب عن أن مشكلة سكان العشوائيات في مصر قد تفاقمت بشكل خطير في السنوات الأخيرة ، مشيرا إلى أن أكثر من 5 ملايين و667 ألف نسمة يقيمون في 909 مناطق عشوائية ، حيث تعيش عشرات الآلاف من الأسر في مسكن مكون من غرفة واحدة متهالكة ، كما أن 60 % من الأطفال الذين يقيمون في تلك المناطق محرومون تماما من التعليم . وأشار التقرير ، الذي أعده المجلس القومي للخدمات والتنمية الاجتماعية ، إلى أن يعيش في القاهرة وحدها 2 مليون و99 ألف نسمة في 76 منطقة عشوائية في حين تحتل محافظة الدقهلية المرتبة الأولى بين المحافظات من حيث عدد المناطق العشوائية الموجودة بها ، والتي يبلغ عددها 121 منطقة يسكنها 355 ألف نسمة يليها البحيرة وبها 80 منطقة يسكنها 299 ألف نسمة . وأكد التقرير أن الحكومات المتتالية رصدت ملايين الجنيهات للقضاء على هذه العشوائيات ولكن تم نهبها من قبل المحافظات مشيرا إلى أن 60% من الأطفال في سن الدراسة بالمناطق العشوائية محرومون تماما من التعليم ، وأن عدد الأفراد الذين يعيشون في الغرفة الواحدة يصل إلى 7 أفراد. وأنتقد التقرير حديث الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء عن الحكومة الإلكترونية والتقدم التكنولوجي في حين أن أغلب سكان العشوائيات يعيشون في عشش الصفيح وأحواش المساجد والوكالات والدكاكين والجراجات والحارات بالمناطق الشعبية ، ويأكلون من القمامة. وحذر التقرير من مخاطر الحياة في المناطق العشوائية المحرومة من الخدمات الأساسية ، حيث تساهم في خلق أجيال مشوهة ومصابة بأمراض وعقد نفسية. وأكد التقرير أن الحكومة هي المسئولة عن ظهور مشكلة العشوائيات لأنها تجاهلت المشروعات الخاصة بإسكان محدودي الدخل فلجأ الفقراء إلى الأراضي الزراعية على حدود المدن وقاموا بالبناء عليها بدون تراخيص أو تقسيم هندسي مما تسبب في العديد من المشاكل التي فشلت الحكومات المتعاقبة في حلها كما أن وزراء الإسكان لا يهتمون إلا بالإسكان الفاخر ويتجاهلون البسطاء مما أدى إلى حرمانهم من أبسط حقوقهم الأدبية في امتلاك مسكن مجهز بالخدمات الأساسية. وحذر التقرير في تفشي التوتر النفسي والاجتماعي بين سكان العشوائيات بالإضافة إلى فقدان الإحساس بالخصوصية الذاتية وهو ما يتسبب في إصابتهم بالإحباط والعدوانية والانقلاب على المجتمع كما أن البيئة غير الصحية التي يعيشون فيها تؤدي إلى خلق شخصية غير سوية مدمرة للمجتمع في أغلب الأحوال. وطالب التقرير بضرورة الاهتمام بالمناطق العشوائية من خلال إنشاء المدارس والمستشفيات وتوصيل خدمات مياه الشرب والصرف الصحي والكهرباء وربطها بالمواصلات للنهوض بها بالإضافة إلى تكثيف الوجود الأمني بها لمنع انتشار الجريمة. وجدير بالذكر أن مؤشر التنمية الإنسانية الخاص ببرنامج الأممالمتحدة الإنمائي يضع مصر في المرتبة 105 من ضمن 162 دولة. كما تشير التقديرات الأخيرة للبنك الدولي إلى أن 23% من السكان في مصر يعيشون تحت خط الفقر بالإضافة إلى أن أكثر من 12% من الأطفال تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية وتزيد نسبة الأمية في مصر على 45%، ويعتبر معدل الإناث هو الأعلى في الأمية (60% من الإناث البالغات و 36% من الذكور البالغين أميين).