وصفت صحيفة "الجارديان" البريطانية التصريحات التي أدلى بها نائب وزيرالخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف صباح اليوم حول انحسار سيطرة نظام الرئيس السوري بشار الأسد على سوريا ، بأنها تعد أول اعتراف من موسكو بقدرة المعارضة السورية على تحقيق النصر في معركتها ضد النظام. وقالت الصحيفة - في تقرير بثته على موقعها الالكتروني اليوم الخميس - "إنه على الرغم من أن بوجدانوف لم يتحدث صراحة عن تراجع موقف روسيا، إلا أن حديثه عن ضعف الأسد وتخطيط موسكو لإجلاء رعاياها من سوريا يعكس تراجعا في موقف الدولة التي طالما أيدت الأسد ومدت نظامه بالأسلحة ، وعرقلت عملية إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي لإدانته ضاربة بالاحتجاجات الدولية عرض الحائط رغم سقوط نحو 40 ألف قتيل نتيجة أعمال القمع التي مارسها هذا النظام ضد انتفاضة شعبه على مدى العامين الماضيين". وأشارت إلى آراء بعض المحللين السياسيين الروس لتصريحات بوجدانوف الذين قالوا "إن هذه التصريحات تحمل في طياتها تحولا في التحليل الروسي للموقف السوري"، مؤكدين أن هذا التحول لن يغير الوضع على الأرض إلا بقدر ضئيل". ونقلت الصحيفة عن فيودور لوكيانوف المحلل الروسي بمجلة (رشا إين جلوبال أفيرز) الروسية قوله "إن هذه التصريحات تعكس تحولا دون شك، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه يتعلق بما يلحق بهذا التحول..فموسكو تفكر الآن من منطلق أنها سعت دائما لأن يتم حل الأزمة السورية بشكل دبلوماسي، وهذا الحل لم يعد مطروحا لأن المعارضة باتت أقرب لتحقيق الانتصار". وأضاف أن ما وصلت إليه الأزمة السورية حاليا باستحواذ المعارضة السورية على 60\% من الأرض، واستعدادها لخوض معركتين فاصلتين في حلب ودمشق، يعد أمرا سيئا بالنسبة لصورة روسيا المؤيدة لنظام الأسد، لكنها لن تخسر كثيرا على المستوى التجاري والاقتصادي نظرا لأن الروابط التجارية مع حكومة الأسد انقطعت قبل نحو عام ، عندما بدأ جليا أن المسار الطبيعي للتعاون وتنفيذ العقود التجارية بين البلدين لم يعد ممكنا.
