شر موقع دويتشه فيله الالمانى تقريرا حول موقف روسيا تجاه الصراع فى سوريا حيث يعتبر الموقع أن الصراع في سوريا يشكل على نحو متزايد عبئا وضغوطا على العلاقات بين روسيا والغرب . ومع ذلك ، يتفق الخبراء على أن جوهر هذه القضية بالنسبة لروسيا ليس فقط هو مستقبل سوريا وانما هو رغبة روسيا فى ان لا يكون الدول الغربية بقيادة الولاياتالمتحدة هى التى تقرر وحدها ما ينبغى عمله . وفى اشارة الى الموقف الروسى , يشير الموقع الى أنه حتى الآن يمكن تلخيص الموقف الروسي بشأن سوريا على النحو التالى :" ارفعوا أيديكم عن سوريا " . ونقلت الصحيفة عن ارنست يورغ فون شتودينتس ، السفير الألماني السابق لدى موسكو ورئيس المنتدى الألماني الروسي , قوله أن موسكو لا تريد أن ترى مصير شريكتها في منطقة الشرق الأوسط يتم تقريره من الخارج . وقال شتودينتس لموقع دويتشه فيله أن الوضع كان مشابها للخلافات بين موسكو والغرب حول حرب حلف شمال الاطلسي في يوغوسلافيا عام 1999. وأضاف أن روسيا الآن ايضا تريد أن تمنع " الغرب بقيادة الولاياتالمتحدة - وأيضا أوروبا - من أن يصبح العامل الوحيد الذى يقرر بشأن مستقبل سوريا . ويعتبر شتودينتس أن هذا هو الدافع الرئيسي لموسكو . وعبرت مارجريت كلاين , من المعهد الألماني للشؤون الدولية والامنية , عن وجهة نظر مماثلة . فقالت " أنا لا أعتقد أن هذا النزاع هو بشكل كبير جدا حول تأمين المصالح العسكرية والاقتصادية بالنسبة للجانب الروسي , فروسيا تهتم أكثر بشأن التداعيات الاوسع نطاقا " , وأضافت " انه حول مبادئ النظام الدولي الذى فيه روسيا تريد التمسك بموقفها بأنه لا يجب أن يكون هناك أي تدخل عسكري من الخارج " . واتفق مع هذا الرأى فيودور لوكيانوف ، رئيس تحرير مجلة روسيا في السياسة العالمية , فقال أن " الامر ليس حول سوريا , فسياسة الكرملين تنظر الى وجهات النظر حول موقف روسيا في العالم وتأثيرها على السياسات العالمية . وعلى الرغم من أتفاق الخبراء على أن الخلاف الجارى الان حول سوريا قد أدى إلى تدهور وتوتر العلاقات بين روسيا والغرب , ولكن قالت كلاين " أنا لا اعتقد ان هذا الخلاف سيكون مسألة حاسمة في تحديد مستقبل العلاقة بين روسيا والغرب ". ويرى لوكيانوف ، انه " من غير المنطقى مقارنة ما يحدث الآن بصراعات الحرب الباردة " . واعتبر شتودينتس أن العودة إلى مثل هذه الحالة ( الحرب الباردة ) هو أمر مستحيل . ويفضل شتودينتس بدلا من ذلك التحدث عن " صعوبات " في العلاقات بين روسيا والغرب التي قد نجمت عن الصراع فى سوريا . وقال شتودينتس أن روسيا والصين والغرب جميعا متفقون على أن الحرب الأهلية يجب أن تتوقف , لكن هناك آراء مختلفة حول الكيفية التي يمكن بها تحقيق ذلك . وأشار موقع دويتشه فيله الى أن الحل لهذه الصعوبات ممكنا من خلال تحديد مصير مستقبل الأسد الشخصي الذى يمكن أن يكون عاملا رئيسيا في حل الأزمة . وقال شتودينتس أنه " اذا تم منح الأسد الخروج الذى سوف يضمن لأسرته ثروة معينة ، فأنا أعتقد أنه يمكن أن يكون هناك بعض التقدم بشأن هذه القضية " . ويمكن لروسيا في واقع الأمر أن تكون طرفا مهما في المساعدة على تنظيم ذلك . ويعتقد لوكيانوف أن " الأسد سوف يرحل في نهاية المطاف " . كما أشار لوكيانوف الى انه من الممكن ان الرئيس السوري ينتهي به الامر الى الحصول على اللجوء السياسى ، على الرغم من أن وزير الخارجية الروسي لافروف كان قد نفى هذا الخيار بأعتباره " مزحة " في اجتماع عقد مؤخرا مع نظيره الالماني جيدو فيسترفيله . Comment *