طلاب الإخوان يتبنون موقف جماعتهم.. و"الدستور" و"الثوريون" يحظران من التصويت ب"نعم" انعكس الموقف السياسى المحتدم بين التيارات المختلفة منذ الإعلان الدستورى مرورًا بالاعتراضات على مسودة الدستور على الحياة السياسية داخل الجامعات، حيث تباينت مواقف القوى الطلابية من الأزمة الحالية وفقاً لمواقف الأحزاب التى تنتمى إليها. وجاء على رأس الأحداث التى تثير الجدل داخل الحرم الجامعى الاستفتاء على الدستور والموقف منه بالتأييد أو الرفض، ففى الوقت الذى بين فيه طلاب الإخوان موقف جماعتهم وحزب الحرية والعدالة من الترويج للمسودة وإقناع الطلاب بالتصويت بنعم فى الاستفتاء، اتخذت حركات "طلاب 6 إبريل والاشتراكيون الثوريون وطلاب حزب الدستور" جبهة المعارضة، فيما قام اتحاد طلاب مصر بتنظيم فعاليات وندوات لتوعية الطلاب دون التحيز لأى موقف. وقال صهيب عبد الله، مساعد الأمين العام لاتحاد طلاب مصر، إن الاتحاد يقيم الآن على تفعيل حملة موسعة فى كل جامعات الجمهورية لتوعية الطلاب بمسودة الدستور وأهمية المشاركة دون الاستجابة لدعوات المقاطعة، وأكد عبد الله أن الاتحاد لن يوجه الطلاب وكل ما يستهدفه هو توعية الطلاب وذلك وفقا لدور الاتحاد باعتباره الممثل الشرعى للطلاب. وأشار إلى أن الاتحاد سبق أن نظم عدداً من الندوات بحضور أعضاء من الجمعية التأسيسية لتفهيم الطلاب ما جاء فى المسودة وتحليلهم لكل مادة على حدة، مؤكدا أن الندوات مستمرة حتى الانتهاء من المرحلة الثانية من الاستفتاء على أن تكون الندوات مركزة فى الفترة القادمة على الجامعات التى تقع فى المحافظات التى لم سيجرى فيها الاستفتاء السبت بعد القادم. ولفت إلى أن الاتحاد قام أيضًا بتوزيع مسودة الدستور على الطلاب بشكل مجانى لدفعهم لقراءتها دون التأثر بأى رأى أخر. ونفى عبد الله أن يكون وجود رئيس الاتحاد أحمد عمر كعضو فى الجمعية أثر على رأى الاتحاد، مؤكدًا أن الاتحاد ملتزم الموضوعية دون الميل لأى فصيل سياسى. ومن جانبه، قال أحمد غنيم، المتحدث باسم طلاب جماعة الإخوان المسلمين بجامعة القاهرة، إنهم قاموا خلال الأسبوع الماضى بتنظيم العدد من الفعاليات فى الجامعات المختلفة مع التركيز على الجامعات التى تقع فى المحافظات التى يقام فيها الاستفتاء السبت كمرحلة أولى. وأشار إلى أن طلاب الإخوان من حقهم أن يحشدوا لرأى معين، مؤكدا أن وجود حزب الحرية والعدالة يستدعى السعى لتمرير المرحلة الحالية للوصول إلى مرحلة الانتهاء من بناء المؤسسات والاستعداد لتنفيذ البرنامج الخاص بالحزب. وعلى الجهة الأخرى، حشد عدد من القوى السياسية المعارضة للتصويت ب"لا" على الدستور، حيث قال أحمد فهمى، منسق طلاب حزب الدستور، إن طلاب الحزب أقاموا خلال الأسبوع الماضى بتنظيم معارض علاوة على استعدادهم لتنظم أكثر من ندوة على مستوى الجامعات لتوعية الطلاب بمخاطر التصويت ب"لا" على الاستفتاء، وأشار إلى أن أبرز الشخصيات التى ستتم استضافتها فى الندوات هما الدكتور أحمد البرعى نائب رئيس حزب الدستور ومصطفى الجندى عضو مؤسس بالحزب. وألمح إلى أن هناك تواصلاً بينهم وبين طلاب الحركات السياسية الأخرى على رأسها طلاب التيار الشعبى المصرى وطلاب الاشتراكيون الثوريون، وهو الأمر الذى أكده حسام أحمد، منسق الحركة بجامعة القاهرة. وقال فى تصريحات خاصة إن الحركة أعلنت رفضها لأنها ترى أن المسودة هى مسودة طبقية تتنافى مع أهداف الثورة من عدالة اجتماعية، بالإضافة لإهدارها لحق المرأة والتعامل معها كمواطن درجة ثانية. وأشار إلى أن طلاب الجامعة المنتمين للحركة يعملون خلال تلك الفترة على مستويين الأول داخل الجامعات والثانى خارج الجامعة، مشيرًا إلى أن الوقت لم يعد يساعدهم والاستفتاء غدًا وعليهم أن يبذلوا قصارى جهدهم لإقناع المواطن بالتصويت ب"لا". وتوقع أن يكون قطاع كبير من المواطنين رافضاً لتمرير الدستور الحالى، مؤكدًا أنهم سيعتمدون خلال حديثهم مع المواطنين على عرض مواد تمس حياتهم بشكل مباشر مثل مواد التعليم والصحة، ولفت إلى أنهم سيعتمدون على توزيع المنشورات ورسم الجرافيتى على الجدران، وبخلاف هذا القطاع الشعبى أكد استهدافهم لقطاع العمال والأماكن الشعبية التى أثبتت تأثيرها على نتيجة الاستفتاءات والانتخابات خلال الانتخابات السابقة.