بعد تراجع الدولار.. تعرف على أسعار العملات في البنوك اليوم    مسؤول أردني: آمال كبيرة على القمة العربية بسبب القضية الفلسطينية    بعد حادثة سيدة التجمع.. أول رد مش شركة أوبر على حادثة التحرش    وزير الصحة يزور مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي.. ويشيد بالدمج بين الخدمات الطبية واستخدام التكنولوجيا المتطورة    الأهلي 5-2 الترجي.. ماذا تقول عقدة "رادس" عن دوري الأبطال؟    «مياه المنيا» تبحث خطة تحصيل المستحقات وتحسين الخدمة    مينا مسعود يعلن خطوبته على إحدى نجمات بوليوود.. فمن هي؟    قصواء الخلالى: مصر داعية للسلام وإسرائيل جار سوء و"ماكينة كدب بتطلع قماش"    فيديو.. عالم أزهري: الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان.. والتراث ليس معصوما من الخطأ    اعرف قبل الحج.. هل الطواف حول الكعبة من الدور الثاني أو الثالث ينقص الثواب؟    رئيس وحدة الأبنية بمجلس الدولة: التحول الرقمي يساعد في تقريب العدالة الإدارية    لو بتعمل «دايت».. 5 وصفات لحلويات خالية من السكر    تحكم في وزنك من خلال تعديلات بسيطة على وجباتك    وزير الدفاع البريطاني: سنزود فرقاطاتنا بالبحر الأحمر بقدرات هجوم بري    الشيبي: بيراميدز يستحق التتويج بالدوري.. ولا أحب خسارة أي تحدِ    إنفوجراف| 5 معلومات عن السيارات الكهربائية في مصر    تعرف على القطع الأثرية المميزة لشهر مايو بالمتاحف.. صور    «السرب» يتصدر قائمة الإيرادات و«على الماشى» يتذيل الترتيب    جامعة الزقازيق تتقدم 46 مركزا بالتصنيف العالمي CWUR لعام 2024    غدًا.. الحكم على المتهم بدهس «طبيبة التجمع»    جامعة الأقصر تفتتح مركزًا للطلاب ذوي الإعاقة    وزير الأوقاف: نسعى لاستعادة خطابنا الديني ممن يحاول اختطافه    قبل البيرة ولا بعدها؟..تعليق علاء مبارك على انسحاب يوسف زيدان من تكوين    أحمد موسى يفجر مفاج0ة عن ميناء السخنة    بعد تصدرها التريند.. تعرف على آخر أعمال فريدة سيف النصر    الأربعاء.. انطلاق فعاليات الدورة الثانية لمعرض زايد لكتب الأطفال    بعد تصدرها التريند.. ما هي آخر أعمال نسرين طافش؟    جامعة حلوان تنظم ورشة عمل للتعريف باختصاصات عمل وحدة مناهضة العنف ضد المرأة    تنظيم 10 ندوات لمناقشة المشكلات المجتمعية المرتبطة بالقضية السكانية في شمال سيناء    مفاجأة كبرى.. ديبالا في مدريد هذا الصيف    الاتحاد الأوروبي يوسع عقوباته على إيران بسبب روسيا    الإحباط والغضب يسيطران على العسكريين الإسرائيليين بسبب حرب غزة    جامعة كفرالشيخ تتقدم 132 مركزا عالميا في التصنيف الأكاديمي CWUR    محافظ أسوان يكلف نائبته بالمتابعة الميدانية لمعدلات تنفيذ الصروح التعليمية    شعبة الأدوية: الشركات تتبع قوعد لاكتشاف غش الدواء وملزمة بسحبها حال الاكتشاف    برلماني: مصر قادرة على الوصول ل50 مليون سائح سنويا بتوجيهات الرئيس    مصرع شخص غرقاً فى مياه نهر النيل بأسوان    "العيد فرحة".. موعد عيد الأضحى 2024 المبارك وعدد أيام الاجازات الرسمية وفقًا لمجلس الوزراء    هيئة الأرصاد الجوية تحذر من اضطراب الملاحة وسرعة الرياح في 3 مناطق غدا    «على قد الإيد».. أبرز الفسح والخروجات لقضاء «إجازة الويك اند»    المدير الفني ل «نيوكاسل يونايتد»: نعلم مدى صعوبة مباراة مانشستر يونايتد غدًا    القاهرة الإخبارية: فصائل المقاومة نصبت أكمنة لمحاور التوغل الإسرائيلي برفح    «صحة النواب» توصي بزيادت مخصصات «العلاج على نفقة الدولة» 2 مليار جنيه    الغندور يثير غضب جماهير الأهلي بسبب دوري أبطال أفريقيا    بالصور.. وزير الصحة يبحث مع "استرازنيكا" دعم مهارات الفرق الطبية وبرامج التطعيمات    طالب يضرب معلمًا بسبب الغش بالغربية.. والتعليم: إلغاء امتحانه واعتباره عام رسوب    تأجيل محاكمة المتهم بقتل زوجته بكفر الشيخ لجلسة الخميس المقبل    أبو الغيط أمام الاجتماع التحضيري لقمة البحرين: التدخل الظولي بكل صوره أصبح ضرورة للعودة لمسار حل الدولتين    «أبوالغيط»: مشاعر الانتقام الأسود تمكنت من قادة الاحتلال    دعاء للميت في ذي القعدة.. تعرف على أفضل الصيغ له    «الداخلية»: ضبط 25 طن دقيق مدعم قبل بيعها في السوق السوداء    مصر تدين الهجوم الإرهابى بمحافظة صلاح الدين بالعراق    نموذج RIBASIM لإدارة المياه.. سويلم: خطوة مهمة لتطوير منظومة توزيع المياه -تفاصيل    السيد عبد الباري: من يحج لأجل الوجاهة الاجتماعية نيته فاسدة.. فيديو    "مقصود والزمالك كان مشارك".. ميدو يوجه تحية للخطيب بعد تحركه لحماية الأهلي    المندوه يتحدث عن التحكيم قبل نهائي الكونفدرالية أمام نهضة بركان    الإسكان: الأحد المقبل.. بدء تسليم الأراضي السكنية بمشروع 263 فدانا بمدينة حدائق أكتوبر    مجدي عبدالغني يثير الجدل بسؤال صادم عن مصطفى شوبير؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اتهام أحزاب المعارضة وحركات الإصلاح بدعم الإرهاب .. ومطالبة بتطهير مؤسسات الدولة من الفكر المتطرف .. ودعوة لتعديل اتفاقية السلام لحماية لسيناء .. وتحذير من فقدان انتخابات الرئاسة للشرعية بسبب المقاطعة .. وأيمن نور يشرح لماذا لم يقاطع الانتخابات
نشر في المصريون يوم 28 - 07 - 2005

عاد الصخب الذي أطلقته تفجيرات شرم الشيخ ليطغى على صحف القاهرة اليوم مجددا ، وذلك بعد يومين من الهدوء النسبي والحوار المتعقل حول أسباب التفجيرات وكيفية علاج جذورها لتلافي تكرارها . صخب اليوم شاركت فيه ، أو بالاحرى أشعلته ، الصحف القومية التي عادت لتطلق الاتهامات يمينا ويسارا ، حتى أن البعض لم يتردد في اتهام كافة أحزاب وحركات وتجمعات المعارضة - هكذا الجميع في سلة واحدة - بدعم الإرهاب وإصدار فتاوى للشباب بتفجير وتدمير المنشآت السياحية ، ولم يفرق مطلق الاتهام بين حزب "التجمع" التقدمي وحركة "الإخوان" الإسلامية أو حتى بين الوفد والناصريين . الاتهامات امتدت أيضا لتشمل مؤسسات ومراكز الدولة باعتبارها باتت تحتضن الفكر المتطرف ، دون أي تحديد لمضمون أو خطاب هذا الفكر ، فالمهم هو الاستئصال والاقتلاع من الجذور . في المقابل ، فان البعض استمر في الإشارة بأصابع الاتهام نحو إسرائيل باعتبارها صاحبة المصلحة الأولى في زعزعة الاستقرار وضرب السياحة في مصر ، كما امتدت أصابع الاتهام أيضا ، صوب الحكومة المصرية التي أهملت تعمير سيناء وتركتها فريسة سهلة أمام من يريدون الإضرار بالوطن ، مطالبة بضرورة تكثيف الاستيطان البشري في سيناء وتشجيع سكان الوادي والدلتا على الهجرة إليها . وعلى صعيد القضايا الداخلية ، فان الجدل السياسي لم يكن أقل صخبا ، حيث بدأت التحذيرات مبكرا من أن مقاطعة المعارضة لانتخابات الرئاسة المقبلة تشكل فشلا ذريعا للحزب الوطني وقد تطعن في شرعية تلك الانتخابات أمام العالم الخارجي ، باعتبار أن الحكومة فشلت في توفير الضمانات التي تشجع المعارضة على المشاركة . حدة الجدل هذه دفعت ، صحيفة الجمهورية لإطلاق دعوة للمصالحة بين الحكومة والمعارضة عبر فتح قنوات للاتصال بين الطرفين بما يمهد الطريق لحوار هادئ بعيدا عن التشنج والمقاطعة ، من جانب المعارضة ، أو الإقصاء والتهميش من جانب الحكومة . وننتقل إلى التفاصيل حيث المزيد من الرؤى والتعليقات . نبدأ جولتنا اليوم من صحيفة " الجمهورية " الحكومية ، التي بات عدد الخميس الأسبوعي ، بعد التغييرات الصحفية التي أطاحت بسمير رجب ، ساحة لحوار فكري ثري ، بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع مضمون ما ينشر . نقطة البداية في هذا الجدل ، والذي دار حول تفجيرات شرم الشيخ ، أطلقها محمود نافع ، مشيرا إلى أن " كل ألوان الطيف السياسي موجودة الآن في الشارع المصري: أحزاب وحركات وتجمعات. وهذا ما يحسب لمصر ويحمد للتجربة الديمقراطية ولكن.. كل هذه الألوان هل هي في صالح تعميق التجربة الديمقراطية. وهل برامج وأهداف تصب في خانة مصلحة المواطن المصري بدرجة أو أخري. أم في خانة المصالح الشخصية لأصحابها؟ هل هذه الأحزاب والحركات والتجمعات تتحرك وتسعي في سبيل الله وحب الوطن والمواطن أم أنها وسيلة "للشو السياسي" والوجاهة الاجتماعية؟ هل يكتفون "بالهرتلة والكلام الحنجوري" والزبد الذي يذهب جفاء ولا يمكث في الأرض ويضر الناس ولا ينفعهم؟ ولماذا نذهب إلي بعيد. أحداث التفجيرات الأخيرة في شرم الشيخ. ومن قبلها ميدان التحرير والسيدة عائشة وطابا. وكل ما قبلها. ألا تجعل أصحاب الحركات ورؤساء الأحزاب يفكرون في أن يضيفوا إلي برامجهم - إن كانت لديهم بالفعل برامج حقيقية - أفكارا عملية لمكافحة الإرهاب واقتلاعه من جذوره؟ . البديهي أن يكون هذا موجودا. إذا كانت مصر والمصريون - بالفعل وليس بالكلام والشعارات - في خاطرهم وأفواههم. وإذا كان الله من وراء القصد كما يدعون. لكننا لا نجد شيئا من هذا علي الإطلاق.. بل كثيرا ما نجد العكس.. أي وبعبارة صريحة ما يحض ويدعو بشكل مباشر إلي الإرهاب. وقتل الآمنين وترويع السائحين. وتجويع المشتغلين بالسياحة. وإغلاق المنشآت السياحية. وإطلاق الغربان تنعق وتعزف ألحان الخراب فوق أطلالها. احدهم وهو أمين عام لأحد الأحزاب قالها صراحة: "لا بارك الله في أي مال أو عائد يجيء من سياحة البحر الأحمر بالذات.. إنها والعياذ بالله سياحة العري والكفر والعياذ بالله".. نريدها فقط سياحة نظيفة. ونحن لا نشجع إلا سياحة المؤتمرات وسياحة التعريف بالآثار. وهنا يرد عليه آخر من حزب أكثر تشددا.. "حرام عليك يا كافر.. أتشجع سياحة الآثار.. إنها يا عدو الله سياحة عبدة الأصنام". وأضاف نافع " هذا الكلام الذي يطلقه هذا وذاك وهما نائمان في الحب ويعشش في رأسيهما العنكبوت. لا يكون مجرد كلام في الهواء. وإنما بمثابة فتوى. يأخذها ألف شاب وشاب رءوسهم فارغة بكل جدية حيث لا يميزون بين الظلمات والنور ولا الأعمى والبصير فيضربون السياحة والسائحين في كل مكان. وهم يعتقدون أنهم بذلك يتحركون ويجاهدون في سبيل الله.. بعدد شعر رأس كل ضحية يحصدون الحسنات وكل حسنة بعشرة أمثالها.. وبقدر إراقة الدماء وارتفاع منسوبها يتقربون من الجنة ونعيمه ويرون عطش سنوات الدنيا بأنهار من عسل مصفي لذة للشاربين! . وهكذا نجد أن كل هذه الأحزاب وتلك الحركات والتجمعات ليس لها برنامج يصب بالفعل في خانة المواطن ولقمة عيشه وأمنه وأمانه. وإن كان لأحدها برامج. فإنما لتضييق رزقه. وقطع كل السبل أمامه حتى يعيش عاطلا جائعا. يضع زلطا تحت لسانه. وينتظر أن تهبط عليه السماء بالذهب والفضة والموائد العامرة بالرزق الطيب! . أحزاب أخري في الشارع السياسي وأسماؤها تدق كالطبل. لكنها تقف كالأطرش في الزفة.. لا تري ولا تسمع ولا تتكلم. وأحزاب تنام في عسل الماضي.. فنجد أن برامجها أكل الدهر عليها وشرب " . هذا الاتهام بالجملة لكل أحزاب وحركات وتجمعات المعارضة بتشجيع الإرهاب ، يبدو أنه لم يعجب عبد الوهاب عدس ، الذي شدد على أنه " قبل أن نتعرض لأحداث طابا ولندن وشرم الشيخ.. لابد أن نعترف.. أن الظلم هو الدافع الرئيسي للإرهاب.. قد يكون هذا الظلم.. متمثلا في احتلال أمريكا للعراق.. وفي اغتصاب إسرائيل للأراضي الفلسطينية.. وفي نزيف الدم العربي.. المنهمر في العراق وفلسطين.. وفي المهانة والقسوة والاضطهاد التي يتعرض لها العرب والمسلمون في كل مكان. ولكن علي المقاومة.. ألا تتعرض للمواطنين الابرياء.. الذين قد يدفعون حياتهم ثمنا.. لأشياء ليسوا طرفا فيها. وهناك قضايا تتعقد أكثر وأكثر.. بمثل هذه العمليات الإرهابية.. حيث ينتج عنها أمور نحن في غني عنها.. ومعالجات خطأ.. قد نعاني منها لفترات طويلة.. وهنا لابد أن أتوقف أمام المعاملة المطلوبة لأبناء سيناء.. وأن يكون في أذهاننا.. أنهم تحملوا وعانوا.. من ظلم الإسرائيليين.. بالإضافة إلي قسوة الحياة وصعوبتها في سيناء نفسها!! وبمعني آخر.. فإن العمليات الإرهابية.. لا تنتهي بقتل الأبرياء فقط.. إنما تتسبب في ظلم الأحياء.. والمشتبه فيهم.. وما يتعرضون له.. وكلنا يعرف.. مدي حجم الإحساس بالمرارة بداخل كل منا فقط لمجرد الاشتباه.. أو التحقيق.. بالرغم من أن ذلك قد يكون من حق السلطات.. للوصول للجناة الحقيقيين.. ونتيجة طبيعية للعمل الإجرامي الإرهابي.. إلا أننا لا نطيقه. لا أريد أن أخوض كثيرا في مثل هذه التجاوزات أو الأخطاء.. فنحن نلمسها ونعرفها جيدا.. فقضية الإرهاب اكبر من كل ذلك.. وتحتاج إلي وقفة متأنية.. تراجع فيها كل الأجهزة والمؤسسات أسلوب تعاملها مع الإرهاب.. وما بعد العمليات الإرهابية!! وأضاف عدس أن " تصاعد العمليات الإرهابية.. من اتجاه الحدود المصرية الإسرائيلية.. يقودني للمطالبة بإعادة النظر في اتفاقية كامب ديفيد.. فلا يمكن أن تظل المنطقة "ج".. كما نصت الاتفاقية.. تحت حراسة قوات رمزية محدودة من حرس الحدود.. فقد كشفت هذه الحوادث عن ضرورة وحتمية.. وجود قوات عسكرية.. ومعدات حديثة.. للسيطرة علي هذه المنطقة الواسعة من الحدود بين البلدين.. مما يتطلب مراجعة كامب ديفيد. ليس عيباً.. أن تطالب مصر.. بإعادة النظر في بنود الاتفاقية.. بملحق يضاف إليها.. وأمامنا نماذج كثيرة.. لاتفاقيات ثنائية بين دول.. تمت مراجعتها.. وتعديل بنودها.. وهذا من منطلق.. أن كل شيء في الدنيا.. قابل للمناقشة والتفاوض.. بل والمراجعة.. خاصة عندما يكون متعلقاً بمصلحة الوطن.. ولا يوجد أفضل من هذا التوقيت بالذات.. لنطلب التعديل.. خاصة بعد هذه العمليات الإرهابية.. المتكررة.. بل والمتطابقة في كل مرة.. مما يجعل مطلب تعديل كامب ديفيد.. مطلباً عادلاً. إن مصر مستهدفة بالفعل.. وإن الأعداء لا يريدون لنا أن نقف أقوياء.. وعندما تلوح أمامنا.. بارقة أمل في تحقيق قفزة اقتصادية.. تعبر بنا عنق الزجاجة.. نجد من يتربص بنا.. ويعمل بوسائله الإرهابية غير المشروعة.. مثل هذه التفجيرات.. سواء في طابا أو شرم الشيخ. وقد تشير أصابع الاتهام إلي الموساد.. خاصة أن إسرائيل.. وجهت أكثر من تحذير إلي رعاياها بعدم الذهاب إلي هذه المنطقة.. وحملتهم المسئولية كاملة.. إذا ما خالفوا هذه التعليمات!! وإسرائيل لها سوابق معروفة في نفس هذا الأسلوب". ونبقى مع صحيفة الجمهورية ، والضلع الثالث في الحوار ، حيث علق سعد هجرس على التفجيرات ، قائلا " أتوقع بعد العملية الإرهابية التي ضربت منتجع شرم الشيخ في الساعات الأولي من صباح السبت الماضي ، نفس ردود الأفعال التي تعودنا عليها في أعقاب العمليات السابقة: بيانات شجب وإدانة.. موشحات من اللعنات والشتائم المستحقة للإرهاب والإرهابيين.. بكائيات ومراث للضحايا الأبرياء.. ونداءات لرجال الدين بالتصدي لفقه العنف والموت بفتاوي مضادة دفاعاً عن صحيح الدين وحماية للشباب من الوقوع في فخ الأفكار التي تكفر البلاد والعباد. وها هي عملية شرم الشيخ الإرهابية تأتي بقبحها ودمويتها ووحشيتها وغبائها وفاتورتها الثقيلة لتنبهنا ربما للمرة الألف بضرورة الإقلاع عن هذا المنهج الانفعالي. وغير العلمي وغير العملي. ولتذكرنا بأن ظاهرة الإرهاب اخطر من أن تترك للحل الأمني فقط. ولتطرح علي جدول أعمال الوطن والأمة وبالذات علي مراكز التفكير والبحوث والدراسات قائمة طويلة من الأسئلة المتعلقة بنشأة الظاهرة الإرهابية والقوانين الحاكمة لتقدمها وتراجعها. وكمونها وبعثها. وانتشارها وانحسارها. وخصوصيتها "الوطنية" وسماتها المشتركة "الأممية". وأضاف هجرس " فمن الناحية الفكرية نريد أن نفهم بالضبط وليس بالظن المرجعية أو المرجعيات الفكرية لهذه الجماعات. والتراث الذي تستند إليه وتتغذي عليه وتستقي منه أيديولوجياتها وفتاواها. وعلاقة هذا التراث بالمؤسسات الرسمية وشبه الرسمية الدينية والتعليمية. التي تحتضن هذه الأفكار. ومواقف المجتمع من هذه المؤسسات ونفوذها فيه وعليه. ومن الناحية السياسية نريد أن نفهم بالضبط وليس بالشبه الأهداف القريبة والبعيدة. المحلية والإقليمية. "الوطنية" و"الأممية". لتلك العمليات التي تبدو عمياء وغبية وعبثية وفارغة من المعني التي تشنها جماعات الإرهاب مع سبق الإصرار والترصد. وما هي نقاط التقاطع بين هذه الأهداف الخفية الحقيقية وبين أهداف القوي الدولية والإقليمية العظمي. وما هي العلاقة بين ظهور الإرهاب وبين مسألة الديمقراطية وجوداً وعدماً. وما هي العلاقة بين حضور الإرهاب علي المسرح وبين غياب أفق لحل حقيقي للقضية الوطنية. وبالذات المسألتان الفلسطينية والعراقية. في ظل عربدة بلا رادع للدولة اليهودية واحتلال باطش وكريه لبلاد الرافدين علي يد الإدارة الأمريكية وذيلها الإنجليزي. وهل الحرب الانجلو أمريكية علي ما يسمي بالإرهاب قد أدت. وتؤدي. إلي استشرائه أم العكس؟ ومن الناحية الاقتصادية والاجتماعية نريد أن نفهم بالضبط وليس بالتخمين مدي التطابق بين خرائط الإرهاب وخرائط الفقر والبطالة. وما هي "الحوافز" التي تقدمها هذه الجماعات لمن يمكن ان ينضموا إلي صفوفها رغم المخاطر الفادحة التي تنتظرهم. وما هي الإغراءات التي تسحر ألباب شباب هؤلاء "المريدين". وتغسل عقولها. وتهيمن علي تفكيرهم. وتجعلهم يقبلون علي الموت بالعشرات والمئات والآلاف وكأنهم ذاهبون إلي نزهة خلوية يضحون في سبيلها بالغالي والرخيص بل بالحياة ذاتها. وما هي العلاقة المباشرة وغير المباشرة بين هذه التنظيمات وبين أجهزة المخابرات العالمية وعواصم العالم ابتداء بواشنطن.. وربما انتهاء بتل أبيب؟ وما هي العلاقة المباشرة وغير المباشرة بين هذه الجماعات السرية وبين التنظيمات والجماعات الدينية العلنية؟ وما هو تأثير "العولمة" علي كل ما سبق؟ . هذه بعض الأسئلة التي لا يمكن
محاربة الإرهاب بجدية دون توفر إجابات دقيقة ومدروسة لها". نتحول إلى صحيفة " الأهرام " الحكومية ، حيث اعتبر مرسي عطا الله " أن التركيز علي ضرب جسد الإرهاب ليس هو الحل المباشر‏,‏ لأن قدرتنا علي الإمساك بهذا الجسد بأكمله تظل قدرة محدودة وغير كافية‏,‏ ومن ثم فإن الحل يكمن في مدي القدرة علي كشف وتعرية فكر الإرهاب‏.‏ ولست أعفي الجناة المتورطين مباشرة في زرع قنابل الموت من اية مسئولية‏,‏ فهم مسئولون ويستحقون أشد العقاب‏,‏ ولكن هؤلاء المغرر بهم مجني عليهم بمثل ما هم جناة‏,‏ وان المجرم الحقيقي هو ذلك الفكر المتطرف الذي سمحنا له بأن يتسلل الي عقولهم تحت سمعنا وأبصارنا عبر بعض وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية‏!‏ إن أية نظرة مدققة علي المشهد الإعلامي في عالمنا العربي والإسلامي‏,‏ تثير الشفقة والأسي معا‏,‏ حيث تتراجع قوافل التنوير أمام طيور الظلام الجارحة التي تريد أن تنتصر للجهالة علي حساب الاستنارة‏,‏ وأن تروج للتهور علي حساب العقلانية‏,‏ وأن تسد منافذ التطلع نحو الغد بعمليات جذب عنيفة للوراء‏!‏ لعلي أكون أكثر وضوحا وأقول‏,‏ إن تعليق شماعة الفساد والاستبداد في عالمنا العربي والإسلامي لتبرير ظاهرة الإرهاب‏,‏ يمثل تسطيحا لا يجوز في التعامل مع خطر بمثل هذا الحجم الكارثي الداهم‏,‏ لأن الفساد يمكن ملاحقته‏,‏ والاستبداد يمكن الإطاحة به بواسطة الإجراءات القانونية والسياسية المتعارف عليها منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها‏,‏ حيث لكل مجتمع شريعته التي يتعامل بها مع جميع الظواهر المرفوضة‏,‏ وفي مقدمتها الفساد والاستبداد وهما آفتان مزمنتان لا يقدر أحد علي القول باجتثاثهما تماما في أي عصر من العصور‏!‏ " . وأوضح عطا الله " أن خطورة الحدث ودقة المرحلة تتطلبان منا جميعا شجاعة الاعتراف بأن السنوات الأخيرة وتحديدا منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي تشهد تراجعا إلي الخلف في عالمنا العربي والإسلامي باتجاه ظلام التخلف‏,‏ بينما بقية العالم يندفع إلي الأمام صوب أنوار الحداثة والتقدم‏!‏ . إن الإرهاب الحقيقي الذي ينبغي اجتثاثه من جذوره هو إرهاب الفكر‏,‏ الذي يسمح باتهام مواطن بالكفر دون دليل ودون بينة‏,‏ وينشر أجواء من الرعب والهلع تدفع ببعض الكتاب إلي إعلان التوقف عن الكتابة‏,‏ درءا لتهديدات صريحة بقتلهم‏..‏ وتدفع أيضا ببعض المؤسسات الدينية إلي مصادرة الكتب الإبداعية في شكل عودة وارتداد إلي عصور محاكم التفتيش‏!‏ . نحن بالفعل مطالبون في إطار الاستعداد الجاد لكسب المعركة ضد الإرهاب بأن نناقش وبكل الصراحة أزمة الفكر والهوية عند شباب العالم الإسلامي الذي تتضخم في عيونه مشاعر القهر والاضطهاد وتتواري من ناظريه كل علامات الأمل والتفاؤل‏!‏ إننا بحاجة إلي حرب فكرية بكل أسلحة العلم والدين والثقافة‏,‏ حتى نجفف منابع الإمداد والتموين لهذه الأوكار الإرهابية‏,‏ التي تجتذب بعض شباب الأمة الذين قرروا لسبب أو لآخر ان يعتزلوا مجتمعاتهم‏!‏ إن الأمر لم يعد يحتمل أي نوع من إيثار السلامة تجنبا لنقمة هؤلاء المتطرفين‏,‏ الذين يراهنون علي إنزال الرعب في النفوس لكي تجبن عن مواجهتهم أو أن يضطر البعض لنفاقهم ومجاراتهم‏!‏ . ولست استعدي أحدا ضد أحد‏,‏ عندما أقول إن رصاصة الفكر المستنير لا يجب توجيهها ضد فصائل الإرهاب وحدها‏,‏ وإنما ينبغي الانتباه إلي أن الفكر المتطرف ليس في الجحور والأوكار السرية فقط وإنما هو موجود في بعض مراكز ومؤسسات الدولة والمجتمع المدني‏.‏ وكفي دورانا حول المشكلة والهروب منها باستسهال اللجوء للإجراءات الأمنية والعقابية من ناحية‏,‏ أو بالتقليل من شأن هذه الظاهرة أو من خطورتها والتوهم بأنها أحداث عشوائية طارئة وغير قابلة للتكرار من ناحية أخري‏!‏ " . ننتقل إلى صحيفة " الوفد " المعارضة ، حيث قال الشاعر عبد الرحمن الابنودي " ما يزعجني وما نبه إليه من قبل مفكرون كبار جادون، هو قضية تلك الأرض السينائية خارج البؤر السياحية وصلتها بنا وصلتنا بها. قلنا من قبل إن "سيناء" معرضة لكل أنواع الأخطار، وأنه لن يحميها سوي البشر الذين يربطون حبال التواصل بينها وبيننا، مازلنا لا نعرف عن سيناء سوي المناطق السياحية التي تمثل نقطة في بحر، أما بقية الأرض، فعلي الرغم من توصيل مياه النيل إليها من خلال ما يسمي بترعة السلام، إلا أن فلاحاً واحداً من أبناء الوادي المكتظ لم يدع إليها، قسمت الأرض في سفه لا منطق له، وكان حرياً بها أن تخفف عبء ازدحام الرقعة المأهولة في مصر، التي التهمت معظم الأرض الزراعية التاريخية التي لا يمكن تعويضها لتقوم عليها الأبنية القبيحة في إغارات لا سبيل لكبح جماحها يدعمها الفساد ويفتح السبيل أمام تحقيق مؤامراتها المال الحرام الذي يجري بحرية من خلف ظهر الدولة وفي كثير من الأحوال من أمامها حيث تراه ولا تستطيع إيقاف حركته أو بإشراف منها!! . قلنا بدل أن يزحم قاهرتكم ومدنكم الكبرى أهل الجنوب ملكوهم كل أسرة خمسة أفدنة في أرض الله السداح مداح، تخففون بها العبء عن الأرض وتعيدون للفلاح وظيفته الأصلية التي سبق الدنيا بريادته لها وهي الزراعة بدلاً من أن يدور بالأمواس والأمشاط وعربات التين الشوكي ويخلق العشوائيات التي نخرت في عظام الوطن وهي تتربص به. قلنا دعوا أهلنا يسكنون سيناء ليشكلوا مع بدوها نسيجاً جديداً ولاؤه لمصر أولاً وأخيراً، يحمون أطرافها ويسدون مداخلها، يعادون من نعادي ويبلغون عن الخيانة ويعطون الصحراء طابعاً مصرياً. لم يستمع إلينا أحد، وهذه هي النتيجة، إن صاحب الأرض يحرس أرضه، وهو ليس بحاجة إلي الشرطي الهزيل الذي يري أمامه مظاهر الثراء والبذخ وهو يتضور جوعاً وإفلاساً وذلة، كيف يحرس الشرطي المصري الذي يعرفه المصريون جيداً مصر من غدر الغادرين؟.. أجيبوني بالله عليكم!! ذلك الذي يسقطه رعباً نداء ضابطه عليه ". وأضاف الابنودي " ذهبت أرض سيناء إلي من لا يزرع، ذهبت في برد منفلت إلي فئات لا تعرف ما هي الفلاحة وعباد لا ينقصهم غني ولن يحموا الوطن ساعة الكارثة، حساباتهم تضج بها بنوك هنا وبنوك هناك وولاؤهم لأموالهم أولاً وأخيراً، وحين تقع الواقعة فإن أهلنا هم الذين يدفعون الثمن كما رأينا، ويكتبون قصائد ولائهم المحزنة للوطن بدمائهم علي أسفلت سعادتنا الظالمة. لابد من تغيير العجينة السكانية في سيناء وخلطها من جديد بدماء أهل الوادي والدلتا. لابد أن تزدحم المساحات بصيحات أهلنا ولغاتهم، ولابد من شوارع وتلاميذ تعلو أصواتهم ومصانع تقوم علي زراعاتهم، لابد لسيناء من أن تصبح مصرية مثلنا. لابد من بشر جدد يفكون طلاسم الجبال السيناوية ويرصدون وديان البانجو ومنافذ المخدر، بشر يدركون جيداً أن إسرائيل غادرت أرض سيناء إلي الأبد، وأن تتفتح كل المواقع للمصريين ولا تبدو كملكية إسرائيلية يسهل لهم الآخرون مهامهم عليها، فهناك أماكن من الصعب بل من المستحيل أن يدخلها مصري، علي الولاء أن يدير وجهه نحو مصر، ويجب أن يعلم الجميع أن كلنا سواسية علي هذه الأرض في سيناء أو في أبنود ". نعود مرة أخرى إلى صحيفة " الأهرام " الحكومية ، حيث وجد محمد سيد أحمد ، من الحديث عن التفجيرات مدخلا لتناول الجدل السياسي المحتدم حول انتخابات الرئاسة المقبلة ، قائلا " كانت المعركة الانتخابية لكل من الرئاسة ومجلس الشعب بسبيلها أن تبدأ حتى فوجئت مصر قبل فجر يوم السبت الماضي بعملية إرهابية مروعة في شرم الشيخ لن تنال من السياحة وحسب‏,‏ وإنما من مجريات الأحداث عموما في لحظة بالغة الدقة من احتدام التناقضات علي اتساع الشرق الأوسط‏. كنت اعتقد‏,‏ بعد تفجيرات لندن‏,‏ أن بؤرة الأحداث بصدد ن تنتقل‏,‏ بمشاكلها وتعقيداتها‏,‏ إلي الساحات الغربية‏,‏ وأننا بصدد ظاهرة توحي باتجاه إلي زيادة تدويل الإرهاب‏..‏ إلي زيادة عولمته‏..‏ ولكن ها هو يعود إلي مصر‏.. تصورنا أن السيناريو الذي يدعو إلي التشاؤم هو الذي يتمثل في مقاطعات واسعة للانتخابات‏..‏ فإن الذي حدث حتى لحظة كتابة هذه السطور هو أن أحد أحزاب المعارضة الشرعية‏,‏ هو حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي‏(‏ حزب اليسار‏)‏ قد قرر المقاطعة‏,‏ ولم يقاطعها حزب آخر من هذه الأحزاب حتى الآن‏,‏ مع احتمال راجح أن أغلب أحزاب المعارضة سيقاطعها‏,‏ لو تمسك الحزب الحاكم بشروطه في إجرائها‏. وأضاف سيد أحمد " والحقيقة أنه لو كانت الأمور توقفت عند هذا الحد‏,‏ لجاز لنا القول إن أيا من الطرفين لم يحقق ما أراده‏..‏ كان الحزب الحاكم ينشد مشاركة أحزاب المعارضة الشرعية في الانتخابات‏,‏ وهذا هدف لم يتحقق‏..‏ واعتبرت أحزاب المعارضة أن شروط الحزب الحاكم للمشاركة تعجيزية‏,‏ وبالتالي لم يكن هناك من مخرج سوي المقاطعة‏..‏ غير أن الحزب الحاكم لا ترضيه المقاطعة هو الآخر‏..‏ ذلك أن العالم كله بات يسلم بأن مشاركة أحزاب المعارضة في الانتخابات مسألة يفسرها العالم والعالم الغربي بالذات‏,‏ وعلي رأسه الولايات المتحدة علي أننا بصدد نظام يحترم الديمقراطية‏..‏ ويهم الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم أن يملك ما يبرر القول بأنه جدير بهذه الشهادة‏..‏ إلا أنه لا الحزب الحاكم‏,‏ ولا أحزاب المعارضة‏,‏ علي استعداد للتراجع‏..‏ وهكذا تتكرر الصعوبة التي سبق وأشرنا إليها‏,‏ وهي أن قناعة كل طرف بأن الطرف الآخر لا يملك غير أن يتراجع‏,‏ وأن هذا تحكمه عوامل داخلية ودولية وإقليمية من شأنها إلزام الأطراف بتجاوز المأزق‏,‏ أيا كانت الصعاب التي تقف عقبة في وجه هذا التغيير‏..‏ وبالعوامل الداخلية‏,‏ أعني أن هناك من يري النظام مهدد بفقد السيطرة علي حركة تشكيلات المعارضة‏,‏ وأصبح معرضا لخطر الانفلات‏..‏ وها هي العملية الإرهابية المهولة يوم السبت الفائت‏.‏ وبالعوامل الخارجية‏,‏ أعني أن النظام معرض للاتهام في الخارج بأنه غير ديمقراطي‏,‏ وأنه بصدد وضع عجز فيه عن إقناع أطراف المعارضة بأن شروط اجراء انتخابات نزيهة ليست محققة‏..(‏ يكفي أن نذكر في هذا الصدد أنه أمكن جمع‏12‏ ألف قاض للاشراف علي الانتخابات‏..‏ والعدد المطلوب هو‏54‏ ألفا‏)..‏ واقليميا‏,‏ أعني أن تعريض المنطقة برمتها لحالة فوضي مسألة من الصعب التكهن بعواقبها‏..‏ هل من سبيل لتجنب المطب والخروج من الدائرة المفرغة؟‏..‏ هل من سبيل لتجنب أن يزداد هذا السيناريو سوءا‏,‏ وأن يكف عن أن يكون التناقض الأسوأ؟ " . على ذكر مقاطعة المعارضة لانتخابات الرئاسة ، نتحول إلى صحيفة " الغد " المعارضة ، حيث شرح أيمن نور رئيس حزب الغد الأسباب التي دعتها لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة وعدم مقاطعتها كما فعلت أحزاب المعارضة الرئيسية ، قائلا " اختارت بعض القوى أن تقاطع الانتخابات الرئاسية بعدم الترشيح فيها لأسباب جمعيها منطقية وصحيحة مثل فساد التعديل الذي أجري على نص المادة 76 بحرمان قطاعات عريضة من حق الترشيح .. وبطلان إجراءات الاستفتاء الذي تم تزويره وفقا لتقرير نادي القضاة ووفقا لما شاهدناه ولمسناه بأنفسنا ومن بين الأسباب أيضا ضيق الفترة الزمنية والتضييق على المعارضة وإجراء الانتخابات يوم 7 سبتمبر على يوم واحد مما قد يفتح الأبواب لتزوير النتائج وكل هذا صحيح ووارد . لكن نبقى المقاطعة في تقديرنا هي الهدية الأكبر التي يمكن أن نقدمها لهذا النظام الذي أراد أن يستبعد أكبر عدد من المنافسين وهو يضع صياغة المادة 76 فإذا بنا وبالمقاطعة نعاونه باستبعاد من تبقى منهم ونخلي له الساحة كي يستمر ويستمر . لقد زور النظام نتائج الاستفتاء مستغلا مقاطعة الناخبين للتصويت وإذا بنا نعطيه الفرصة ثانية أن ينجح في 7 سبتمبر ودون احتياج حتى للتورط في التزوير .. ليخرج مدعيا أننا لو كنا شاركنا لكنا وجدنا كل الشفافية والديمقراطية والفرص المتساوية في المنافسة بل وسيقول ساعتها أنه نجح بغير تزوير وهو ما قد يحدث لعدم احتياجه للتزوير أصلا . وأضاف نور " إننا نشارك لنضع النظام أمام أحد خيارين أولهما أن يعطي للعشب حقه في الاختيار دون تدخل أو تزوير وهنا فالنظام صاحب الفرصة الأقل في النجاح لأنه يواجه رفضا شعبيا واسعا . ثاني الخيارات هو أن يضطر للتزوير تحت ضغط المنافسة فيفقد شرعيته ويتعرى أمام شعبه والعالم وهو ما يصنع من يوم 7 سبتمبر نهاية وليس بداية لحقبة جديدة في عمر هذا النظام فاقدا فيها كل شرعية حقيقية . ونخلص من هذا إلى أن المقاطعة هي السبيل
الوحيد لاستمرار هذا النظام ونجاحه دون تزوير وبشرعية ، نكون دون أن ندري ، قدمناها له على طبق من فضة ويومها سيدعو النظام العالم كله ليرى بنفسه أنه لم يزور وانه لا بديل عنه ولا منافس له ولا مناص من استمراره بل واستمرار من يورثه في اللحظة واليوم الذي يحدده . إن ترك الساحة خالية بدعوى المقاطعة لن يجبر النظام على أن يترك مكانه لغيره من البدائل التي لم تقدم نفسها ولم تترك الفرصة للمواطنين الراغبين في التغيير أن يجدوا سبيلا يصبون فيه رغبتهم ويعبرون من خلاله عن شوقهم وعن حقهم المشروع في التغيير " . وردا على السؤال الذي يردده البعض : ولماذا لا يكون التغيير من داخل النظام ، أوضح أيمن نور أن " هذا السؤال تفرضه أيضا تجارب شعوب مقل المكسيك وغيرها من دول أمريكا اللاتينية التي استطاعت بعض أنظمتها أن تجدد نفسها من داخلها بطرح بدائل تتواصل مع من سبقها .. لكن هذا الفرض الجدلي يفترض رغبة النظام وإدراكه لحتمية التغيير وبالتالي إبرامه اتفاقا شفافا مع الشعب على تغيير بعضه من داخل النظام القديم وهذا ما حاول البعض الترويج لما يسمى بالفكر الجديد كمحاولة للإيحاء بإمكانية تجديد النظام السياسي المصري من داخله بعد عقدين من الثبات والموات والعناد . وهنا نقول بوضوح لا يمكن أن نصدق بزوغ شمس الإصلاح على يد الفكر الجديد الذي لا يملك الحد الادني من القدرة على المكاشفة والمصارحة بالإشارة إلى ما يريد أن يصلحه وتوصيفه بأنه فساد لا يجوز العودة إليه أو الاستمرار فيه . نحن نرى نظاما سياسيا يلد لنا نظاما سياسيا صغيرا في السن والحجم لكنه يحمل نفس الملامح والصفات الوراثية والجينات لنظام قديم .. قائم وجاثم على صدرونا ويتيح الفرصة بمراوحة مكانه قليلا قليلا ليجثم النظام الوليد هو الآخر على نفوسنا وقلوبنا ذات الآليات والأدوات والوسائل المرفوضة . فهل يمكن أن تكون هذه هي الآلية للإصلاح من الداخل أم هي آلية لاستمرار ما هو قائم باسم وسن جديد " . نختتم جولة اليوم من صحيفة " الجمهورية " الحكومية ، ورئيس مجلس إدارتها محمد أبو الحديد الذي أطلق دعوة للمصالح بين الحكومة والمعارضة ، قائلا " لن أحتاج إلي أن أرفع صوتي لتسمعني. إذا كنت أجلس معك أو قريباً منك. ولن أحتاج إلي وقت طويل أو جهد كبير لأشرح لك رأيي لتفهمني.. إذا كان بينك وبيني حوار متصل. وكلما بعدت المسافة بيننا.. بأن أبعدتني. أو ابتعدت عني. أو تركتني أبتعد.. اضطررت أن أرفع صوتي ليصل إليك.. بل وأصرخ حتى يخترق صراخي مسامعك بعد أن يكون قد أحدث جلبة وأسمع الجيران..! وكلما أعرضت عني. وتعاليت عن الاستماع إلي.. وانقطعت بيننا سبل الحوار. فلن تفهمني ولن أفهمك. مهما قلت أنا أو قلت أنت. ولو تحدثنا لمائة عام. ولو وجدت بابك مفتوحاً لي. فسيكفي أن أطرقه برفق كي أدخل إليك.. أما إذا أوصدته في وجهي. فلن يكون أمامي سوي أن أدق عليه بعنف حتى تفتح.. أو يتحطم..! . هذا بالضبط هو تشخيصي البسيط للعلاقة بين المعارضة المصرية الوطنية بكل أطيافها. وبين النظام السياسي الحاكم.. ولذلك فإني أتصور السطور السابقة. وكأنها رسالة من هذه المعارضة إلي السلطة. في هذه المرحلة الدقيقة التي نعيشها. والتي أثق أننا قادرون بإذن الله بحكمة القيادة. والتفاف الشعب علي اجتيازها بنجاح. وبأقل الآثار الجانبية. نحن في مركب واحدة.. الداخل المصري والخارج العربي والأجنبي من حولنا يموجان بتيارات متلاطمة. بعضها يسعى لاختراقنا.. وبعضها يستعد للانقضاض علينا. وفي مثل هذه الظروف. تتحد الشعوب القوية الحية.. تتقارب صفوفها. وتلتحم إرادتها.. تتحول إلي أمة في رجل واحد.. تنحي خلافاتها.. تتحدث بلغة واحدة وصوت واحد.. لا مجال فيه لسلطة حاكمة أو معارضة لأن التحدي الذي نواجهه لا يفرق بيننا عندما يبدأ هجمته. ولا ينتقي ضحاياه عندما يوجه إلينا سهامه. وفيما عدا بعض أصوات النشاز. ومانشيتات التشفي غير الوطني في أحداث الوطن. ومحاولات استعداء الشارع علي الحكم. أو الاستقواء بالخارج علي الداخل. فإني أعتقد أن كل الأطراف الوطنية في الحكم والمعارضة. تدرك أهمية استثمار اللحظة الراهنة في التقارب والحوار. والاستماع لكل الآراء. والاستجابة قدر الطاقة إلي كل مطلب مشروع يحقق مصلحة الوطن. بصرف النظر عن من يتقدم به أو يرفعه. وأثق في أن للصحافة القومية دوراً في هذه المرحلة. يتجاوز مهمتها التقليدية في الإعلام. إنه دور سياسي وطني يمكن إذا أحسنا إدارته وتوجيهه أن يكون مؤثراً إلي أبعد الحدود. وفاصلاً في تعزيز تلاحم الأمة ووحدتها " . وأضاف أبو الحديد " و"الجمهورية" ومؤسسة دار التحرير. قادرة علي مواصلة هذا الدور.. بل وقد بدأناه فعلاً علي مدي الأسابيع القليلة الماضية.. فمن ذا الذي كان يتصور أن تنشر صحيفة قومية مثل "الجمهورية" علي صفحاتها وفي عددها الأوسع انتشاراً وهو العدد الأسبوعي آراء وصور كل قيادات الأحزاب والقوي السياسية في الشارع المصري بما فيها حركة "كفاية"؟! إنه دور وطني تاريخي انفردت به الجمهورية دائماً باعتبارها صحيفة الثورة المصرية التي نحتفل هذه الأيام بعيدها رغم هجمة الإرهاب. وهو دور أستشعر مسئوليتي الشخصية عن استمراره ودفعه. من أجل وطن يتحد فيه الجميع حول هدف واحد ويتحاور فيه الجميع بالحسنى ".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.