من أشهر الروايات شهرة فى السينما العالمية والعربية رواية (الكونت دى مونت كريست)، والتى تناولتها أيضًا السينما المصرية فى أفلام: أمير الانتقام، أمير الدهاء، دائرة الانتقام، وغيرها. مؤلف هذه الرواية هو الأديب الفرنسى "ألكسندر دوما" والبعض ينطقه "الكسندر توماس أو ديماس" وكلها صحيحة، اشتهر بقصصه التاريخية الحافلة بالإثارة والمغامرة والتى جعلت منه واحدًا من أشهر الكتاب الفرنسيين والعالميين. ولد يوم 24 يوليو سنة 1802، فى قرية فى شمال شرق باريس، كان جده من النبلاء، ووالده كان جنرالاً فى جيش نابليون، وتوفى والكسندر فى الثالثة من عمره، تاركاً عائلته فى ظروف مادية صعبة، وقد حاولت أمه أن تجعله يكمل دراسته ولكن الظروف المادية حالت دون ذلك، ولكن هذا لم يمنعه من القراءة، فلقد كان ألكسندر شغوفاً بالقراءة منذ صغره وكان يقرأ كل ما تصل إليه يده فى سنوات طفولته، وكانت والدته حريصة أن تحكى له عن والده وحياته وبطولاته وسنوات مجد نابليون مما أثار خيال ألكسندر عن حياة المغامرات والأبطال. فى عام 1822 انتقل دوما إلى باريس وساعدته أصوله الأرستقراطية على الالتحاق بوظيفة فى القصر الملكى فى مكتب الدوق لويس فليب دوق أورلين، ومن ثم عمل فى بلاط ملك فرنسا لويس فيليب. فى أثناء عمله فى باريس بدأ ألكسندر الكتابة وكانت أولى كتاباته مسرحية (هنرى الثالث وبلاطه) التى لاقت نجاحاً جماهيريًا كبيرًا، وفى العام التالى حققت مسرحيته التاليه (كريستين) نجاحاً مماثلاً مما جعله قادراً ماديًا على التفرغ للكتابة، وبناء على طلب الصحف لقصة مسلسله قام دوماس بإعادة كتابة إحدى مسرحياته على هيئة قصة مسلسله تحت عنوان (الكابتن بول) فى الفترة من عام 1839 وحتى 1841، وبمساعدة بعض من أصدقائه قام ألكسندر بعمل كتاب على ثمانية أجزاء عن أشهر الجرائم فى التاريخ الأوروبى وأعقدها. فى عام 1840 كتب دوما قصته "الرجل ذو القناع الحديدى"، والتى تناول فيها الأوضاع فى روسيا وبعض الاضطرابات التى حدثت هناك، الأمر الذى أثار غضب القيصر نيكولاس الأول وتسبب فى منع ديماس من دخول روسيا حتى توفى القيصر. كسب ديماس الكثير من الأموال من كتاباته، ومع ذلك فقد كان على شفا الإفلاس عدة مرات، وذلك لإسرافه الزائد وحياة البذخ وكثرة أصدقائه المرفهين على حسابه، بالإضافة إلى القلعة الكبيرة الفارهة التى بناها خارج باريس والتى تعرف باسم قلعة "مونت كريستو" والتى كانت دائمًا مليئة بالضيوف والزوار. بعد إسقاط الملك لويس فليب فى انقلاب، لم يكن ديماس مفضلاً عند الرئيس المنتخب "لويس نابليون بونابرت"، مما اضطره للسفر إلى بلجيكا ومنها إلى روسيا التى كانت اللغة الفرنسية هى اللغة الثانية فيها، فكانت مؤلفاته تحظى بشعبية كبيرة. عاش دوماس عامين فى روسيا قبل أن ينطلق خارجها ليبحث عن قصص ومغامرات جديدة، ثم عاد إلى باريس فى عام 1864. ألف ألكسندر ديماس العديد من القصص الرائعة ذات طابع تاريخى ملىء بأجواء الإثارة والمغامرة ومنها: الفرسان الثلاثة، بعد عشرين عامًا، الملكة مارجو، الحراس الخمسة وأربعون، قائد الذئاب، وغيرها. وتوفى فى مثل هذا اليوم عام 1870م، ودفن حيث ولد فى مقابر قريته حتى كان عام 2002 عندما أمر الرئيس الفرنسى جاك شيراك بنقل رفاته فى تابوت جديد مغطى بقماش مخملى أزرق، وتم نقل التابوت فى جنازة نقلها التليفزيون وفى حراسة أربعة حراس يرتدون ملابس مثل ملابس الفرسان فى قصته الشهيرة الفرسان الثلاثة إلى مقبرة العظماء فى باريس (البانثيون)، كما تحول بيته خارج باريس إلى مزار وتم فتحه للجماهير.