وكأننا لم ولن نعرف للوسطية طريقا وكأنهم يتعمدون الذهاب بمصر إلى حافة الهاوية لكى تلقى مصيرها . كثيرا ما تذرف دموعى وبغزارة عندما أجد بنى جلدتى وقد انقسموا على أنفسهم هذا إخوانى، وذاك سلفى، هذا ناصرى وذاك علمانى، والكل يستخدم مصطلح التخوين ليقذف به نحو الآخر حتى صرنا كالثوب المهلهل سرعان ما ستمزقه تيارات الهواء قامت ثورة يناير حتى استبشرنا خيراً وحلمنا سويا بأن تشرق الشمس على مصرنا لكى ننعم بدفئها، ولكن هيهات لنا، فمازلنا نتعايش فى الظلام الدامس منذ ما يقرب من عامين بسبب قلة من أجهل الجهلاء يبحثون فقط عن مصالحهم الخاصة ويحرقون الأخضر واليابس من أجل الوصول إلى هدفهم الدنيء . يستخدمون أسلحتهم القذرة من أجل إشاعة الفوضى فى جميع أركان البلاد مشككين فى رئيس منتخب خرج من رحم الديمقراطية والتى يطالبون بها . أيها الغافلون مزدوجو العقلية كفاكم عبثًا بعقول البسطاء . وعندما تحدثهم ألم يأتِ مرسى عبر طريق الديمقراطية تبجحوا وقالوا إن عقله خاوٍ على عرشه وتزداد وقاحتهم عندما يقولون ماذا قدم قرابة ال5 شهور المنقضية؟ وفى إحدى المناقشات خاننى عقلى لكى أجادل أحد المغيبين، متسائلا إياه كم تحتاج العروس وقتا لكى تلد أول مولود لها من ليلة زفافها؟ فقال تسعة أشهر فقلت له هذا لو كانت سعيدة الحظ، فهناك أخريات ينتظرن لسنوات. فأجابنى وهناك أخريات يلدن قبل الزواج. وشعرت بالخزى من نفسى بعد أن أغلقت باب المناقشة فى وجهه القبيح . تبا لمعارضة تريد الوصول إلى مآربها فوق أنقاض معارضيهم وتناسى أصحاب تلك الألسنة والأقلام أنهم سيسألون أمام الله عما تسطره أيديهم . ومازلت أحلم بيوم تشرق شمسه وقد توحدنا بعد أن اختلفنا كثيرا وقد تجمعنا بعد أن فرقتنا رياح الخريف . ليتنا ندرك أن ما نشاهده اليوم ليست معارضة بل إنها (العهر السياسى)، فالمعارضة الشريفة أن تنتقد مخالفيك لا من أجل إسقاطهم ولكن من أجل أن تنتظر منهم المزيد من النجاحات وعندما تجدهم يقدمون ما هو مطلوب منهم، ما عليك إلا أن تصفق لهم وبحرارة، وأنت تقف فى صفوف المعارضين . فتبا لمعارضة تضع السم فى العسل الأبيض لكى يسد رمق البسطاء ولن يكون الأمر كذلك، فمن يتناول السم سيصبح لا محالة من الأموات . أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]