جاءت فتوى الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية محاولة وقف قطار التسابق المحموم المتمثل في " بيزنس " إجراء عمليات التجميل بالوجه وأجزاء مختلفة من الجسد ، حيث أفتي بأن عمليات شد الوجه وتغيير شكل الجلد حرام شرعا باعتبار أن ذلك تغيير للخلقة التي خلق الله الناس عليها واعتراض من صاحب عملية التجميل على قضاء الله وقدره واعتبر أيضا العمليات التجميلية من عمل الشيطان المنهي عنه شرعا مستدلا بقوله تعالى : {ولأمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا} ، وبحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : [لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله] . وبقول الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا : [لا ضرر ولا ضرار] . كما عزز فتوى الدكتور علي جمعة العديد من علماء الأزهر الشريف ، فالدكتور عزت عطية وكيل كلية أصول الدين السابق يشير إلى أنه لا تجوز عمليات التجميل التي تجري لتحسين الصورة الخلقية بهذا الشكل الذي نسمع عنه من تصغير الثدي وتكبير الشفاة وتصغير الأنف ، فهو يعد تغييرا للصورة الخلقية التي فطر الناس عليها وهذا منهي عنه شرعا لقوله تعالى {فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله } ، بالإضافة إلي أن إحداث أي تغيرات في شكل الأنف أو الثدي أو أي عضو بالجسد يعد حراما شرعا لقوله تعالى : {الذي أحسن كل شيء خلقه} ، كما أن هناك أمورا أباح الشرع التجميل فيها وهي الحروق التي تصيب الوجه أو الجسد وتركيب الأسنان لاستخدامها لمضغ الطعام وتركيب الأطراف الصناعية وغير ذلك من الأمور الضرورية للإنسان التي تساعده على استكمال مشوار حياته الضروري ، أما ما يحدث اليوم من فوضي عمليات التجميل فيعد ذلك من عمل الشيطان المنهي عنه شرعا . كما أكد الدكتور محمد السماحي أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين جامعة الأزهر أن الله تعالي حرم التبديل والتغير في خلقته من خلال جراحات التجميل التي انتشرت في هذه الآونة بشكل يظهر أن الناس ترفض القناعة والرضا بالفطرة التي خلق الله الناس عليها والتي صورهم في أحسن صورة ومن هنا فإن الشريعة الإسلامية قد حرمت مثل هذا الفعل من شد الوجه وتكبير الثدي وتصغيره بغير ضرورة طبية يشير إليها الطبيب . كما أكدت الدكتور آمنة نصير أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر أن تدخل النساء في خلق الله من تكبير الثدي أو شد الوجه أو تغيير الأنف أو تفليج الأسنان ثبت ضررها ولذلك فهي حرام شرعا ويجب الاقتناع بخلق الله لنيل الرضا والاستقرار النفسي لأن التمرد يترتب عليه الأذى ، كما أن الرضا بالقضاء والقدر يؤدي إلى السلام النفسي وقناعة الروح من الداخل مما يترتب عليه خلافة الحياة أما الغرق في مساحيق التجميل وجراحاتها يعطي صورة مخادعة غير حقيقية ، والإسلام نهانا عن الغش وتغير خلق الله أو إظهار الفتنة والزينة لقوله تعالى : {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين} ، و{لقد خلقنا الله في أحسن تقويم} .