لم تكن كارثة قطار أسيوط التي راح ضحيتها حوالي 50 طفلاً بعد اصطدامه بأتوبيس يقل الأطفال التابعين لمدرسة "دار حراء" الخاصة بمدينة منفلوط بمحافظة أسيوط، هى الأسوأ ولا الأخيرة في سلسلة الحوادث التي مرت بها مصر من دمار للقطارات التي يروح ضحيتها الآلاف من المواطنين الغلابة في مصر. كما يذكرنا قطار أسيوط بحادثة قطار العياط التي وقعت في الساعة مساء يوم 24/9/2009، وذلك بعدما توقف سائق القطار المتجه من الجيزة إلى الفيوم في الطريق بعد اصطدامه بجاموسة كانت تعبر شريط القطار، ولم تصدر أي إشارات تحذيرية للقطارات القادمة من خلفه بتوقف قطار الفيوم في الطريق ما أدى إلى اصطدام قطار القاهرة المتجه إلى أسيوط بمؤخرته وتهشم عربيتين من القطار تمامًا وانقلاب عربات أخرى. كما قتل 43 شخصًا في 13 فبراير 1992 إثر اصطدام قطارين قرب محطة البدرشين جنوبيالقاهرة. وفى 12 ديسمبر 1993 قتل 18 وأصيب 85 آخرون عندما اصطدم قطار ركاب بقطار للشحن شمالي القاهرة. كما أصبب 75 شخصًا عندما اصطدم قطاران في إحدى محافظات الدلتا في يوم 27 مارس 1994وفي 25 فبراير 1995 قتل 11 شخصًا عندما اصطدمت الحافلة التي كانوا يستقلونها بقطار شمالي القاهرة وفى15 أبريل 1995 اصطدم قطار بحافلة مزدحمة بعمال النسيج عند تقاطع قرب بلدة قويسنا في الدلتا ما أسفر عن مقتل 49 شخصًا وفي 21 ديسمبر 1995 قتل 75 شخصًا وأصيب 76 عندما اصطدم قطار بخلفية قطار آخر قرب البدرشين جنوبيالقاهرة وفي 3 فبراير 1997 قتل 15 على الأقل وأصيب عشرة عندما اصطدم قطار بضائع بقطار للركاب قرب بلدة إدفو في صعيد مصر وفى 25 مارس 1997 قتل سبعة أشخاص وأصيب اثنان عندما دهسهم قطار أثناء عبورهم السكة الحديد قرب القاهرة وفي 18 أكتوبر 1998قتل 43 شخصًا وأصيب 90 آخرون عندما تعطلت فرامل قطار عند بلدة كفر الدوارجنوب شرقي الإسكندرية ليقتحم سوقًا مزدحمة. كما قتل عشرة أشخاص وأصيب سبعة عندما دهس قطار مجموعة من العمال أثناء تقديمهم المساعدة في حادث سيارة قرب تقاطع في محافظة القليوبية في 13 نوفمبر1999 وفى15 سبتمبر2000 اصطدم قطار بحافلة صغيرة عند تقاطع جنوبيالقاهرة ما أسفر عن مقتل تسعة وإصابة اثنين. وفى20 فبراير 2002 كانت المأساة الفاجعة داخل 7 عربات لقطار الصعيد الذى احترق فيه الركاب أحياءً وكانوا في طريقهم لقضاء العيد وسط عائلاتهم وحدث ذلك بالقرب من قرية كفر عمار بالعياط بمحافظة الجيزة، عندما اندلع حريق في القطار المزدحم بالركاب، وفى21 فبراير 2002وقعت في القاهرة كارثة أخرى في حي مدينة نصر أدت إلى مقتل اثنين وإصابة 9 وتدمير سيارتين، وفى 8 مارس 2002 استيقظ المصريون صباح الجمعة 8-3-2002 على حادث آخر؛ حيث خرج قطار قادم من الوجه البحري إلى الجيزة عن القضبان، وانفصلت إحدى عرباته وسقطت في نهر النيل؛ ما أسفر عن إصابة 31 شخصًا رغم أن العناية السماوية أنقذت ركاب القطار من الموت غرقًا. يشار إلى أن القضاء المصري برأ المتهمين في قضية قطار العياط وكان معظمهم من صغار الموظفين مطالبًا بتقديم المسئولين الحقيقيين عن مثل هذه الكوارث إلى المحاكمة. وفي يوليو 2008 قتل 44 شخصًا على الأقل عندما اصطدم قطار بحافلة ركاب بالقرب من مدينة مرسى مطروح الساحلية على البحر المتوسط, شمال غرب البلاد وفي أغسطس 2006 قتل 58 شخصًا على الأقل وأصيب 144 في اصطدام قطارين كانا يسيران على السكة نفسها، وبسبب الحادث حكم على 14 من موظفي هيئة السكك الحديدة بالسجن لمدة عام بعد إدانتهم بتهمة الإهمال. ويعود سبب معظم الحوادث في العادة إلى ضعف صيانة العربات والقاطرات واستمرار الاعتماد على العنصري البشري في مراقبة حركة التسيير والثغرات التي كشفها حادث العياط ووعدت الحكومة بتطوير قطاع السكك الحديدية الذي يعاني منذ فترة من خسائر جسيمة. وكانت الحكومة المصرية قد أعلنت أنها قامت مؤخرًا بتطوير العربات وشراء قاطرات جديدة كما أنها أطلقت هذا العام حملة إعلانية ضخمة تدعو المواطنين للحفاظ على هذه القطارات. في المقابل يشكو المواطنون من سوء حالة معظم قطارات ركاب الدرجة الثالثة التي تستخدمها الأغلبية من الفقراء ومحدودي الدخل ويرون أن عمليات التطوير تركز فقط على قطارات الدرجة الأولى التي يستخدمها الميسورون والسائحون. وتعتبر خطوط السكك الحديدية في مصر هى الأقدم والأكبر في منطقة الشرق الأوسط حيث تمتد لنحو خمسة آلاف كيلو متر بحسب تقديرات هيئة السكك الحديدية المصرية ويعمل في الهيئة نحو 86 ألف شخص وتعتبر القطارات وسيلة التنقل الرئيسية بين البلدات والمحافظات المصرية ويستخدمها يوميًا الملايين. ورغم تكرار حوادث القطارات في السنوات الأخيرة فما زالت تعتبر أكثر أمنًا مقارنة بالسيارات والحافلات حيث تشهد الطرق السريعة في أنحاء البلاد يوميًا حوادث يسقط فيها قتلى وجرحى. وبحسب تقديرات حكومية قتل في مصر خلال عام 2008 ثمانية آلاف شخص في حوادث مرورية. وترجع عادة حوادث الطرق إلى عدم التزام السائقين بقواعد المرور خاصة السرعة إضافة إلى سوء حالة الطرق مع غياب الصيانة والخدمات الأساسية.