رئيس الشيوخ يرفع الجلسة العامة بعد نظر خطط التوسع فى مراكز التنمية الشبابية    طلاب ثانية إعدادي بالقاهرة: امتحان الهندسة سهل بس عايز اللي مذاكر (فيديو)    لجنة برلمانية توافق على موازنة المجلس الأعلي للإعلام    محافظ المنوفية: استلام المحطة الوسيطة بمدينة تلا بتكلفة 35 مليون جنيه    «الريف المصري» ينظم إحتفالية كبرى بيوم حصاد القمح بالبحيرة    وزير الخارجية: اتفاقية السلام مع إسرائيل خيار استراتيجى ولها آلياتها    القاهرة الإخبارية: لا صحة لمزاعم الاحتلال بإدخال مساعدات أو وقود لغزة    الدفاع الروسية: إسقاط 6 مروحيات و36 مسيرة للقوات الأوكرانية وتحرير 4 بلدات بخاركوف    قيادي ب«فتح»: عرض واشنطن معلومات استخباراتية عن قادة حماس مقابل رفح «مثير للسخرية»    مودرن فيوتشر يعلن رحيل تامر مصطفى عن تدريب الفريق    نادي الداخلية يعلن تشكيل الجهاز الفني الجديد بقيادة عيد مرازيق    مجاني وبدون تقطيع.. مباراة مانشستر يونايتد ضد أرسنال بث مباشر | الدوري الإنجليزي 2024    رسميًا.. فيوتشر يُعلن رحيل تامر مصطفى عن تدريب الفريق    حُسم الأمر.. وكيل ليفاندوفسكي يعلن مصيره النهائي    المشدد 7 سنوات للمتهم بقتل شاب في القناطر الخيرية بالقليوبية    الحكم على متهم بالانضمام لتنظيم القاعدة الإرهابى 10 يونيو المقبل    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة».. موضوع خطبة الجمعة الأولى من مسجد السيدة زينب    مستشار الأمن القومي الأمريكي: ستحدث خسائر كبيرة إذا شنت إسرائيل عملية فى رفح    قصور الثقافة تقدم 20 عرضا مجانيا في موسم المسرحي بالزقازيق وكفر الشيخ    رئيسة الأوبرا تصدر قرارا بتكليف خالد داغر مديرا لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية ال32    المفتي يحذر الحجاج: «لا تنشغلوا بالتصوير والبث المباشر»    الصحة: الجلطات عرض نادر للقاح أسترازينيكا    لحماية صحتك.. احذر تناول البطاطس الخضراء وذات البراعم    مجلس الشيوخ يقف دقيقة حدادًا على النائب الراحل عبد الخالق عياد    ضبط دقيق مدعم وكراتين سجائر قبل بيعها بالسوق السوداء في المنيا    تأجيل محاكمة المتهمين بقتل سائق توك توك وسرقته في الفيوم لعدم حضور الشهود    مظاهرات الجامعات توقظ ضمير العالم    بطاقة 600 طن يوميًا.. إنشاء مصنع لتدوير المخلفات الصلبة فى الدقهلية    عبدالله رشدي يعلن استعداده لمناظرة إسلام بحيري بشأن "تكوين"    هاني سعيد عميدا لكلية التربية الرياضية بجامعة طنطا    رئيس اليونان تزور المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية (صور)    في العالمي للتمريض، الصحة: زيادة بدل مخاطر المهن الطبية    بعد توجيهات الرئيس بتجديدها.. نقيب الأشراف: مساجد آل البيت أصبحت أكثر جذبا للزائرين    جامعة الأقصر تخطط لإنشاء مستشفى وكليتي هندسة وطب أسنان    ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات بأفغانستان إلى 315 شخصًا    مجلس الجامعات الخاصة يكشف قرب الانتهاء من إنشاء 7 مستشفيات    هيئة الرعاية الصحية: تعزيز الشراكات مع القطاع الأهلى والخاص يضمن جودة الخدمة    بعد ظهورها بملابس عروس.. لقاء سويدان تتصدر مؤشر جوجل    قضية "ضحية كلب البيتبول".. ابرز تطورات محاكمة زوج الإعلامية أميرة شنب    سلطنة عمان تطالب دول العالم بالتحرك من أجل وقف فوري لإطلاق النار في غزة    رئيس تحرير الجمهورية: بناء الأئمة والواعظات علميًا وخلقيًا ومظهرًا وأداءً من بناء الدول    أول تعليق من وزير الخارجية على حقيقة خرق معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية    بايرن ميونخ يستهدف التعاقد مع مدرب "مفاجأة"    قبل انطلاق الامتحانات.. رابط الحصول علي أرقام جلوس الدبلومات الفنية 2024    حريق يلتهم سيارة داخل محطة وقود في أسوان    إيرادات مفاجئة لأحدث أفلام هنا الزاهد وهشام ماجد في السينما (بالتفاصيل والأرقام)    مصلحة الضرائب: مليار جنيه حصيلة الضرائب من المنصات الإلكترونية في 9 أشهر    عبر «فيس بوك».. «الداخلية»: ضبط 3 أشخاص لقيامهم بترويج العقاقير والأدوية المخدرة    أسيوط: إزالة 8 تعديات على أراضي زراعية ومخالفات بناء بمراكز أسيوط وصدفا وحي شرق    حكم أخذ قرض لشراء سيارة؟.. أمين الفتوى يوضح    مدبولي: نراقب الدين العام ووضعنا قيودا على النفقات الحكومية    حازم إمام: لا تذبحوا شيكابالا.. وغيابه عن نهضة بركان مؤثر علي الزمالك    تأهل 4 لاعبين مصريين للجولة الثالثة من بطولة العالم للإسكواش    الداخلية تُعلن قبول دفعة جديدة بمعاهد معاوني الأمن 2024 (تفاصيل)    إسلام بحيري يرد على سبب تسميه مركز "تكوين الفكر العربي" ومطالب إغلاقه    الرئيس السيسى من مسجد السيدة زينب: ربنا أكرم مصر بأن تكون الأمان لآل بيت النبى    الصحة: تطوير وتحديث طرق اكتشاف الربو وعلاجه    عمرو أديب ل إسلام بحيري: الناس تثق في كلام إبراهيم عيسى أم محمد حسان؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحذيرات للحكومة من تحويل 7 سبتمبر ل 11 سبتمبر مصري .. وثلاثة سيناريوهات لما بعد فوز مبارك بفترة رئاسة خامسة .. وحديث عن خلاف بين الرئيس ونجله حول القضايا الاجتماعية .. وتأكيدات بأن مصر دخلت مرحلة جديدة ولا سبيل لإعادتها للوراء مرة أخرى
نشر في المصريون يوم 07 - 09 - 2005

شهدت صحف القاهرة اليوم ، ومع إجراء انتخابات الرئاسة ، انقساما حادا بين فريقين : الأول أبدي تفاؤلا كبيرا بتلك الانتخابات وأعتبرها نقلة في تاريخ العملية الديمقراطية في مصر ، بينما كان الفريق الثاني أكثر حذرا وفضل الانتظار حتى تمر الانتخابات ، ويتم التقييم على أساس السلوك المتجسد على أرض الواقع . ومع ذلك ، فإن هذا الخلاف لم يمنع الكثيرون من تجاوز مرحلة التقييم ، والانتقال لرسم السيناريوهات لمرحلة ما بعد الانتخابات ، حيث حاول البعض استشراف السلوك المتوقع للرئيس مبارك عقب فوزه ، شبه المؤكد ، في الانتخابات ، مستبعدا حدوث تغير كبير في سلوك الرئيس ليتحول إلى دعم الأصوات المنادية بالإصلاح والتغيير ، لافتا إلى أن الأمر ينحصر في احتمالين : فإما أن يواصل مبارك سياساته الحالية ، وإما أن تنجح القوى المعارضة في إجبار نظام الحكم على الاستجابة لمطالبها . البعض الآخر ، سرد بعض الملاحظات على الحملة الانتخابية للرئيس ، لافتا إلى أنه في المرات التي خرج الرئيس فيها على نص الكلمة المكتوبة له ، من قبل فريق لجنة السياسات الذي أدار الحملة بقيادة نجله الأصغر جمال ، كان الرئيس أقرب لمشاعر وأحاسيس المواطن العادي ، فيما ركزت الخطابات المكتوبة على الرأسمالية والرأسماليين . هذه الملاحظات دفعت صاحبها للحديث عن وجود خلافات بين الرئيس ونجله حول بعض القضايا الرئيسية خاصة ذات البعد الاجتماعي الذي يمس احتياجات المواطنين . صحف اليوم ، شهدت أيضا دفاعا حارا عن الشعب المصري في مواجهة الأصوات الوطنية الحانقة على سلبية المواطنين وعدم تفاعلهم مع القوى المطالبة بالإصلاح ، حيث اعتبر البعض أنه من الضروري أن نتلطف في التعامل مع هذا الشعب الطيب ونصبر عليه حيث يستوعب التطورات الأخيرة ، وأن نوجه ذلك الهجوم إلى النظام الذي أوصله لتلك الحالة . الدفاع عن الشعب ، أمتد ليشمل أيضا موقفه السلبي تجاه المشاركة في الانتخابات ، حيث اعتبر البعض أن هذه السلبية ناتجة عن لجوء الحكومات الدائم إلى تزوير الانتخابات ، وهو ما ولد شعورا لدى المواطنين بأنه لا جدوى من الذهاب إلى مكاتب الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات محسومة نتائجها سلفا. وننتقل إلى التفاصيل حيث المزيد من الرؤى والتعليقات . نبدأ جولتنا اليوم من صحيفة " المصري اليوم " المستقلة ، حيث استعرض حسين عبد الرازق السيناريوهات المتوقعة بعد فوز الرئيس مبارك ، شبه المؤكد ، في الانتخابات الرئاسية ، قائلا " حسين عبد الرزاق " في حالة فوز الرئيس محمد حسني مبارك أيا كانت أسباب هذا الفوز فهناك أكثر من سيناريو أولها وأسوأها أن يواصل النظام سياسته الاقتصادية والاجتماعية التي أنتجت البطالة والفقر والفساد وأن يحافظ علي الأوضاع الاستبدادية القائمة وأن تقبل الأحزاب والقوى السياسية والحركات المجتمعية العودة إلي مقارها والقاعات المغلقة وبالتالي استمرار الاحتقان في الشارع واحتمالات الانتفاضات التلقائية التي تضر أكثر مما تنفع وفي هذا السيناريو سيلجأ الحكم إلي التدخل بقوة في انتخابات مجلس الشعب وتزويرها بصورة فاضحة متجاهلا الضغوط الداخلية والخارجية. السيناريو الآخر أن تواصل الأحزاب المعارضة والقوى والحركات السياسية الجديدة ضغوطها وحركتها في الشارع وتلجأ للتنسيق فيما بينهم والعمل المشترك وتضع قضية جذب المواطنين إلي العمل السياسي والمشاركة في أوليات عملها وبالتالي التحول إلي قوة مؤثرة بصورة غير مسبوقة وفرض تحول سياسي نحو الديمقراطية وزيادة نفوذها وعدد مقاعدها داخل البرلمان في انتخابات مجلس الشعب القادم في نوفمبر ثم دخول المجالس المحلية في انتخابات 2006 وتحقيق هذا السيناريو سيفرض بالضرورة للوصول إليه موجهات وربما صدمات مع الحكم القادم في إطار سلمي " . وأضاف عبد الرازق " السيناريو الثالث وهو أضعفها والذي يبدو مستحلا أو الأقل مستجداً يقوم علي تحول 180 درجة في سياسات الرئيس مبارك والتحالف الطبقي الحاكم والإقدام علي التحول تدريجياً ولكن بسرعة إلي مجتمع ديمقراطي وجمهورية برلمانية ديمقراطية وإصدار دستور جديد وإقامة بناء سياسي وقانوني يمكن في إطاره تداول السلطة سلما عبر صندوق الانتخاب وهو سيناريو نظري غير قابل للتحقيق فالحاكم المستبدون لا يتحولون فجأة إلي الديمقراطية ويتنازلون مختارين عن سلطاتهم وهي حقيقة تؤكدها وقائع التاريخ في مصر والعالم كله " . نتحول إلى صحيفة " الأهرام " الحكومية ، حيث كان عاطف الغمري أكثر تفاؤلا بما بالمرحلة التي سوف تلي الانتخابات ، قائلا " وبعد إعلان النتائج‏,‏ ستكون مصر أيضا مختلفة‏..‏ يمكن في إطار الظروف التي اختلفت‏ ،‏ لن يكون هناك انفراد لفريق دون غيره باللعبة السياسية‏,‏ فالوضع في مصر خلال الأشهر التي سبقت هذا السباق الانتخابي‏,‏ قد دخلته أطراف أخري مدعوة للدخول وأطراف أخري اقتحمت الساحة من غير دعوة‏,‏ وصار للكل تواجد وأنصار ومؤيدون وتأثير في العملية السياسية الجارية‏,‏ حتى ولو تفاوتت درجات هذا التأثير‏..‏ زيادة أو نقصانا‏ ".‏ وأضاف الغمري " تسابق المرشحون في السباق الانتخابي بلا استثناء علي طلب صوت الناخبين‏,‏ وتمني رضاهم‏,‏ اعترافا من الجميع بأن رضا الناخب هو صك الشرعية للحكم‏,‏ مادامت الانتخابات هذه المرة تجري بالاختيار وليس بالاستفتاء‏,‏ وإقرارا منهم بأن ما يطلبونه هو تفويض بعقد اجتماعي جديد‏,‏ قدم المرشح محتواه ببرنامج يلزم فيه نفسه سياسيا وأدبيا‏,‏ بتعهد بالإصلاح الشامل المبني علي الإصلاح السياسي العاجل‏,‏ والذي تنتقل به الرئاسة بمصر إلي عصر جديد تتحقق فيه نهضة تتوافر لها عناصر النجاح .‏ واليوم تجري انتخابات الرئاسة‏,‏ في مناخ لم تعد فيه قضية الإصلاح هي المطلب المستحيل‏,‏ فلقد حملها التيار المتدفق للتحولات التي شهدتها مصر في الفترة الأخيرة إلي المقدمة‏.‏ لتحتل لها موقعا‏,‏ تجسد فيه إرادة شعبية‏,‏ هي التي تسابق نحوها المرشحون لكسبها ونيل رضاها‏,‏ والفوز بثقة الناخبين‏.‏ لهذا صارت الظروف مختلفة‏,‏ وما ستشهده مرحلة الرئاسة القادمة مختلف‏,‏ فهناك عودة للدماء إلي أوصال الجسد السياسي والاجتماعي في مصر‏,‏ يدفع بها تيار متدفق من الوعي الشعبي الذي تحول بوجهه إلي العملية السياسية الجارية‏,‏ بعد أن كان قد أدار ظهره لها طويلا " .‏ نبقى مع الأهرام ، حيث اعتبر سيد على أنه ليس مهما ما سيحدثه في الانتخابات الرئاسية ، معتبرا أن الأهم هو أن تنجح التجربة ، ومضى قائلا " ليحدث ما يحدث في الانتخابات‏,‏ ليس مهما الآن من سينجح‏,‏ المهم الآن أن تنجح هذه التجربة المصرية‏,‏ ويستمر هذا المشهد السياسي بحيويته‏,‏ وأن تتواصل مظاهر التجربة والصبر عليها لكي ننضج ويصدق الناس أن هناك تغييرا‏,‏ غير أنني أخشي أن تصبح العملية الديمقراطية مقتصرة علي تلك النخب التي تفرزها الأحزاب والتي لا ترتبط بمصالح الناس إلا بالقدر الذي يسمح لها بممارسة السلطة والحفاظ عليها‏,‏ خاصة إذا كانت كل المناصب التي ترتبط بهم بالتعيين مثل العمد والمحافظين والعمداء‏.‏ ومادامت الانتخابات قد أصبحت فرضا وليست سنة‏,‏ فقد حان الوقت ليصبح الإنسان حرا أمام عدة خيارات‏,‏ أقول ذلك بعد أن ارتفعت سقوف الطموحات والآمال عند الناس خلال الشهور الماضية‏ " . وأضاف " ولهذا لم يعد مقبولا من اليوم أن تحكم مصر بالطريقة السابقة‏,‏ ولم يعد للبلطجة والموتى وأجهزة الأمن فرصة للوصاية‏,‏ ولم يعد الرئيس معصوما‏,‏ ولم يعد غياب الرجل الثاني في كل مؤسسات الدولة أمرا عاديا‏,‏ ولم يعد أداء أحزاب المعارضة بنفس المنهج ونفس الشخوص أمرا مقبولا ولم يعد وأد الأجيال الجديدة لحساب الآباء والأجداد أمرا طبيعيا‏,‏ ولم تعد قاعدة‏(‏ من أجل أن نعلي لابد أن نطاطي‏)‏ هي دستور الترقي‏,‏ ولم يعد الانتماء لشلة أو مراكز القوي هو الباب الملكي للأمان‏,‏ لم تعد الواسطة هي المؤهل لسرقة كفاءات وجهد المبدعين‏,‏ لم يعد الأداء المهني الرديء يضمن الاستمرار‏,‏ لم تعد المؤسسات القومية إحدي أدوات الحزب الحاكم‏,‏ لكل هذا أقول إن نجاح التجربة أهم من نجاح الشخص‏,‏ ولا يعني هذا أن ننتظر الكمال لأن ألف باء الديمقراطية ألا نحصل علي كل ما نريد‏,‏ بل يحصل كل طرف علي بعض ما يريد‏,‏ وأن يعمل الجميع علي إنقاذ ما يمكن إنقاذه ولا يلح البعض علي إغراق السفينة‏,‏ لأن الإصرار علي كل شيء أو لا شيء غالبا ما ينتهي بلاشيء‏,‏ وقد فشلت أحزاب المعارضة في الاتفاق علي مرشح واحد وبعثرت جهودها وأضاعت علي الوطن فرصة فريدة‏ . وأيا كان الأمر فهذه بعض دروس التجربة مازال الوقت مبكرا للتعلم منها في الانتخابات البرلمانية بعد أسابيع‏..‏ والعاقل من اتعظ بغيره‏,‏ فما بالك بمن لا يتعظ بنفسه‏..‏ فهل يتحقق ذلك؟‏..‏ الله وحده يعلم وكثيرون من أبناء هذا الوطن ممن لا يزال لديهم بعض من الحياء السياسي‏!‏ " . ننتقل إلى صحيفة " روز اليوسف " الحكومية ، حيث أبدى عماد الدين أديب تخوفا كبيرا من سير العملية الانتخابية ، مستعرضا العديد من الظواهر السلبية التي قد تفسد ذلك اليوم الذي وصفه بالتاريخي ، قائلا " اليوم يوم تاريخي،يوم صعب، يوم عظيم، يوم شديد الخطورة. وأخشى ما أخشاه أن يحدث تفجير لحلم حياة ديمقراطية مصرية أمام عدسات وكاميرات وشهادة أكثر من 2000 صحفي ومراسل عالمي. تفجير الموقف قد يأتي من قوي تسعي إلي التزوير. تفجير الموقف - وهذا هو الأسوأ - قد يأتي حتى يأتي نتيجة نتاج مشترك لأخطاء إدارة مزورة ومعارضة شريرة ومتحاملة. إذا حدث لا قدر الله هذا الاحتمال الأخيرة فإن أحلام ملايين المصريين المخلصين في خبر مستقل يعتمد الشفافية وتداول السلطة بأسلوب ديموقراطي قد تلقت ضربة قاصمة. أن لدينا عناصر متخلفة قد تؤدي إلي تفجير الموقف يمكن إجمالها علي النحو التالي: 1 – الخلاف بين القضاء الإداري واللجنة الرئاسة للانتخابات حول حق منظمات المجتمع المدني في الرقابة. 2 – الحديث عن تأخير تسلم كشوف الانتخابات لأحزاب غير الحزب الوطني. 3 – رغبة بعض نواب الحزب الحاكم أو بعض رجال الإدارة المحلية في التبرع بخدمة مرشح الحزب الوطني الذي لم يطلب منهم ذلك بالتدخل علي التصويت. هدف هؤلاء هو ذلك التصور الانتهازي القائم علي أننا إذا قدمنا السبت بمعني مع الحزب ومرشحه الآن فسوف نلاقي الحد في الانتخابات البرلمانية المقبلة. 4 – استخدام بعض جهات الإدارة الحكومية إمكانياتها المادية مباني وسيارات نقل أجهزة هاتف في تعبئة ومساندة مرشح الحزب الحاكم. ونعود ونقولها للمرة المليون هؤلاء يسيئون لمصر وللرئيس وللتجربة الديمقراطية ولحلم المصريين بحياة حرة. ما سيحدث اليوم سوف يجيب علي السؤال التاريخي هل هذا اليوم سيؤدي بنا إلي انتقال أمن لحياة ديمقراطية أم أن 7 سبتمبر سيكون لا قدر الله يوم تدمير برجي أحلام الديمقراطية والحرية؟! " . نتحول إلى صحيفة " الوفد " المعارضة ، حيث وجدت الشكوك التي أبداها أديب تأييدا مطلقا من سليمان جودة ، قائلا " لو أن رجلا ظل يكذب، ويكذب، ثم يكذب، حتى اشتهر بالكذب.. هل يصدقه أحد بسهولة إذا استيقظ ضميره فجأة، بوازع من نفسه، أو تحت ضغط من آخرين، وقرر أن يقول الحقيقة؟!.. هذا بالضبط هو شأن المصريين، مع حكوماتهم المتعاقبة، علي مدي نصف قرن مضي.. ولذلك فالمشكلة الحقيقية، بين الناخبين، الذين يتوجهون صباح اليوم ليشاركوا في أول انتخابات رئاسية تجري علي أرض بلادهم، وبين الحكومة أنهم لا يثقون فيها، بالقدر الكافي، أو بالقدر الذي يجعل الناخب، مطمئنا وهو يضع صوته إلي أن هذا الصوت، سوف يتجه إلي المرشح، الذي أراده الناخب، وليس إلي أحد آخر.. من الممكن جدا، بالطبع، أن تكون الحكومة صادقة هذه المرة وهي تقول إننا لن تتدخل وأنها سوف تترك إرادة الناخبين حرة بغير عبث، ولا تزييف، ولكنه المشكلة الكبرى أن هناك انطباعا دام، ويدوم، ويترسب، داخل المواطن بأن الحكومة دائما تخدعه، وتضحك عليه، وتتحايل علي إرادته، في الصناديق وتعمد إلي تزويرها. وأضاف جودة " هذا تراث طويل ويقوم علي دلائل وبراهين وحجج، تدعمه وتؤكده علي طول سنوات، ومن الصعب جدا أن تتحول عقيدة الناس إلي الثقة الكاملة، في الحكومة إلا إذا رأوا بأعينهم، ما يمكن أن يرسخ الطمأنينة، في نفوسهم.. ولذلك، كانت المشكلة ولا تزال، وسوف تظل، في مدي صدق شعارات الشفافية، والحرية، والنزاهة.. ولذلك أيضا كان
الدكتور نعمان جمعة مرشح الوفد في انتخابات الرئاسة علي حق، وهو يقول قبل يومين: إن مصير الانتخابات التي تجري في هذه الساعات التي نحن فيها، يحدده حرص المواطنين علي المشاركة وحراسة الصناديق، لمنع التزوير " . نعود مجددا إلى صحيفة " المصري اليوم " ، حيث أبدى حمدي رزق دفاعا مجيدا عن الشعب المصري ردا على من يحملون الجماهير مسئولية فشل الجهود المطالبة بالإصلاح بسبب السلبي التي تسود المجتمع ، وقال رزق " لا يجوز التشفي في شعب أنجب تلك الحناجر الذهبية التي تنادي بالحرية والإصلاح وحي علي الفلاح ، يصعب علي النفس أن ينال البعض منا أهله وناسه الذين أهلوه ليدافع عنهم ويحمل فوق رأسه همهم وحلمهم وطموحهم ، ليس كل مصري قادرا علي أن يقول ما نقول ووكلونا شفافية مع ألبان الرضاعة أن تصرخ بما صمتوا هم قصرا عنه. ليس من باب الشهامة جلد المصري علي هذا لنحو الذي لا أشكك في نزاهة مقصده ورغبته في التثوير وإحداث الصدمة السياسية والهزة الاجتماعية لعل النائم يصحو والغافل المتغافل أن يستيقظ لكن ليس من المصلحة تحويل الشعب الصابر إلي لوحة نيشان ، وهم من السلطة يتفرجون ساخرون منا .. من معاول الهدم التي تهدم في أساسات شعب كان الحاكم قد بدأ يهابه ويخشى زئيره .. فيأتي من بين الصفوف من يقول له أنه لبس أسد وإنما حمل وديع وبقرنيين ". وأضاف رزق " التغيير ليس صاعقة من السماء بل هو عملية مران سياسي للشعب .. أن يتعلم كيف يصوت حتى لو صوت تلك المرة لمن لا نحب ولا نرضي فلنراهن علي مرة أخري قادمة يصوت فيها لمن نحب ونرضي. عتبى أن نتحول عن السلطة إلي الشعب أو يجرفنا الغضب من عدم الاثمار أن نهيل علي وجه شعب مصر الجميل التراب لأنه اختيار دون إرادة منه ودون علم منه أن يتحكم في اختياره مبدأ "اللي نعرفه " وهو مبدأ سقيم معلول ولكن الأمل معقود أن يتعلم الشعب وأن يفهم الشعب وأن يقامر الشعب وأن يدفع فاتورة اختياره هذه المرة ليتعلم أن الضوء الذي لاح أمامه نار موقدة ما كان يصح أن يمسك اللهب. الشعب أكتفي بالفرحة علي المعركة في الشارع المصري دون يشارك أو ندعوه للمشاركة اكتفينا بنصب الأهداف التي نري حتمية تصنيفها دون حساب لأهداف شعب يذوق الأمرين في تدبير لقمة العيش في أن جاءه من يعده بستر العورة وفدان أرض فلا نلومه من يعده بستر العورة وفدان أرض فلا نلومه إن ذهب إليه طائعا مختارا وهو في اختياره حر لا ننصب أنفسنا حكاما عليه فنحن خدامه ولسنا قيمين عليه دعوهم يختارون لا تجلدوهم غدا يتبين الغيث من السمين وأن غدا لناظره قريب وقريب جدا أقرب مما تصورون فقط اصبروا وثابروا من أجل الحرية التي توعدون " . نبقى مع " المصري اليوم " ، حيث لفت حسنين كروم لمجموعة من الملاحظات التي تراكمت لديه من متابعته للحملة الانتخابية للرئيس مبارك ، قائلا " قد يكون الكثيرون قد لاحظو الجولات الانتخابية التي قام بها الرئيس مبارك وكلماته التي يلقيها في المؤتمرات غير المفتوحة التي أقيمت له ، فإن كان يقرأ من أوراق مكتوبة ، نلمس فيها تركيزاً هائلاً علي الرأسمالية والرأسماليين باعتبارهم القوة التي يستند إليها لتنفيذ برنامجه الاقتصادي والاجتماعي الطموح ولم يذكر شيئاً عن القطاع العام وملكية الدولة لبعض المرافق أو دورها الرئيسي في تنفيذ برنامجه الذي يحتاج إلي آلاف المليارات من الجنيهات دون أي ضمانات مؤكدة لتوافرها ، لكننا كنا نلاحظ أن الرئيس في المرات القليلة التي توقف فيها فجأة عن القراءة من الأوراق وتحدث من خارجها كان أكثر حرارة وقربا من الناس مثلما حدث في مؤتمره بمحافظة الشرقية عندما صاح احد الحاضرين قائلاً " ومجانية التعليم " فتوقف مبارك عن مواصلة القراءة وقال " محدش هيلمس مجانية التعليم إطلاقاً تحت شعب أغلبنا غير قادر علي ميزانية التعليم" ، ثم عاد إلي الأوراق المكتوية ". وتساءل كروم في خبث " فما السبب في هذا التغيير .. ربكم الأعلم .. لكني لاحظت منذ مدة أن جمال مبارك عندما حضر بين الحاضرين الذي يمسك في يده مجموعة من أوراق يتابع فيها خطبة أو كلمة مبارك التي يلقيها وكان يبدو متعمداً هذا المظهر بما يعطي انطباعا بأنه الخطاب وحددوا محاوره ولم يكن يبدو عليه الارتياح إذا خرج الرئيس عن النص المكتوب أو هكذا خيل إليّ وعلي كل حال فالواقع أنه الذي يحدد السياسات كلها ويتابعها لكن السؤال هو هل بينه وبين الرئيس خلاف حول بعض القضايا الاجتماعية والاقتصادية بالتحديد؟ . وأما السؤال الثاني والأخير لماذا لم يتطرق البرنامج إلي كيفية حل مشكلة الديون الخارجية التي تصل إلي 28 مليار ولا نسدد منها شيئاً وإنما ندفع فوائدها فقط وكيفية تسديد الدين الداخلي وجزء كبير منه من أموال البنوك العامة الأربعة التي يخطط النظام لبيعها بادئا ببنك القاهرة وما المرافق التي يخطط فعلا لبيعها كالسكك الحديدية وشركات البترول والموانئ والمطارات والطرق السريعة ، وهل ثمنها سيكون كافيا لتسديد الديون متي سيبيع الحزب الحاكم لتسديد الديون ، متي سيبيع الحزب الحاكم مصر أو يرهنها ، والسؤال الثالث والأخير هو لماذا خلا برنامج الرئيس من كيفية مواجهة انقطاع المعونة الأمريكية السنوية العسكرية والمدنية إذا أوقفتها أمريكا؟! " . نختتم جولة اليوم من صحيفة " الغد " المعارضة ، حيث شن أمير سالم هجوما عنيفا على النظام الحاكم ، قائلا " إننا أمام دولة بوليسية لان الأمن يحكم ويتحكم في كل شيء فيها ، وهو الذي يقرر مصائر الناس والوطن في الحاضر والمستقبل . ولن نتحدث الآن عن الفساد ، ولكن الدولة التي تتمسك بقانون الطوارئ ما يزيد على ربع قرن ثم قانون البلطجة وقانون ثالث للإرهاب إضافة إلى قانون العقوبات الذي يتسم بالشراسة وينتمي بالذات في الباب الخاص بأمن الحكومة من جهة الداخل من حيث الشكل والعقوبات فيه إلى حكم المماليك والعثمانيين في مصر وغيرها من قوانين الأحزاب والانتخابات والنقابات والجمعيات وقانون الصحافة . كيف يمكن هكذا بين ليلة وضحاها ودون تغيير في التشريعات المقيدة للحريات ودون تغيير لآليات إدارة الحكم بل ونفس الأشخاص الذين يحكمون دون ودون تغيير في حكم الأمن لمثر ، وهذه السيطرة الأمنية التي أصبحت في العالم وبسببها مصر نموذجا يشار إليه في القمع والاستبداد . كيفن يمكن أن نتصور أن نفس هذا النظام سيتحول فجأة إلى نظام ديمقراطي يحترم الحريات وحقوق الناس " . وأضاف " الأمر لن يتجاوز أسابيع الانتخابات ، إجازة محددة المدة من الظهور الفاضح للدولة البوليسية في مصر ، لذر الرماد في العيون تلك هي خطة المحترفين الجدد في لجنة السياسات ، تلك عي جزء من لعبتهم الإعلامية لخداع الخارج والداخل حتى يصدق الجميع أننا أمام انتخابات حقيقية ، بل وصل الأمر إلى الاتفاق والترتيب مع غالبية المرشحين للرئاسة ، وحتى يأتي الرئيس مبارك ومن بعده أبنه جمال عبر انتخابات تبدو حقيقية . ولكن الأهم من صورة الدولة القاتمة هو هذا المد الديمقراطي المتصاعد من قبل قوى وطنية كثيرة وفي معظم صفوف المعارضة ، وفي مقدمتهم قضاة مصر وكتابها وأدباؤها وفنانوها ، دعوا الدولة والأمن ولجنة السياسات تخطط وتتآمر لمزيد من السيطرة والاستبداد ، بينما الوطن ينهض والحراك السياسي يتسع وتنكشف قوى كثيرة وتسقط رموز لتصعد أخرى مكانها ، وسينقلب السحر على السحرة وتنكشف كل يوم ديكورات الديمقراطية العرجاء وليعلم أرباب الحكم أنه مهما طال الليل فإن الفجر والنهار قادم قادم لا محالة . الدولة تحاول أن تسرق نجاحات القوى الوطنية بأن تدعي أن الحراك السياسي وبعض المتغيرات كانت بإرادتها ومن صنع يديها ، الدولة تحاول إقناع العالم بأن حرية الصحافة والتظاهر تمت لأن الرئيس مبارك هو الذي أتاح لها الفرصة ، لكننا نريد أن نقول لهم حتى سائقي التاكسيات والميكروباصات والباعة المتجولين في مصر لا يصدقون ذلك ، قولوا كما تشاءون ونحن سنفهم كما نشاء " .

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة