اختياران كلاهما مر، الاغتصاب إكراه، والإجهاض إكراه، ولا إكراه فى الدين، فما بالك بإكراه دولة، وليست كأى دولة، ست أخواتها وجاراتها، بل هى أم الدنيا وخزائن الأرض! الإجهاض كبت وطمس آثار ومعالم وغسيل عقول ومحو إرادات؛ والاغتصاب سلب إرادة وهوية، وما أكثر النهب والسلب فى مصر، حتى الإرادة مسلوبة؛ الآن مصر بلا إرادة، ومع ذلك الشعب يريد، ومصر تريد، والله يفعل ما يريد! بعض الدول والحكومات والتيارات تريد اغتصاب مصر واغتيالها (تصفية حسابات قديمة)، والبعض الآخر يريد إجهاض حركة مصر التاريخية لتصحيح وضعها وأوضاعها.. بمعارضة زائفة كرتونية تم تجريفها وتدجينها على يد نظام بائد فائت بائس، صَيَّرها معارضة مستأنسة داجنة أليفة، كانت تلعن راعيها الأول ثم هى تتباكى على أيامه من طول الإلف وحسن العشرة. وتيارات الإسلام السياسى تسعى فى بعض ما تسعى إلى إلحاق النكايات والعقوبات بالبائد الفائت، تخشى أن يعود؛ وبعض هذه التيارات لا يعرف ما يريد، وبعض البعض يريد ما لا يعرف، والنهضة إرادة شعب، والشعب يريد النهضة! وبين هؤلاء وأولاء جيش صامد صابر فى رباط إلى يوم الدين، يفض منازعات فى الداخل، ويرعى الحدود ويمنع عداوات الخارج.. وفى الصورة والمشهد أيضًا شعب بائس فقير، ضائع جائع بلا ملبس ولا مأوى ولا مسكن.. ولا.. ولا..، ولا أحد سامع حاجة، أُوذى من قبل الثورة ومن بعدها، فعسى الله أن يأتى بالفتح أو أمر من عنده. وتصحيح هذه الأوضاع أمر كالمخاض والولادة عسير، والولادة لها ساعة سهلة، وقد تكون غير سهلة، ومن بعدها يأتى الحلم الوليد الجديد.. ولأن الثورة المصرية نمط فريد بين ما يسمى ثورات الربيع العربى، فإن تصحيح مسارها أيضًا يجب أن يكون فريدًا، ولا ينبغى نمذجته على تجربة قريبة أو بعيدة، صديقة أو شقيقة، شرقية أو غربية. كل التيارت الحقيقية والزائفة الكرتونية، الإسلامية والإبريلية والبرادعية والحمدينية الصباحية والمسائية والساويرسية والعكاشية والزندية والمهجرية.. تفكر بمنطق تقليدى (داخل الصندوق الأسود!)، وصاحب الصندوق أغلقه عليهم، وهو فى ذمة الله؛ وشفيق -على وصف عمرو خالد- رجل دولة ومعه المفاتيح؛ ومنها مفتاح الصندوق! أهل مصر لا يجمعهم سوى أمر عظيم، كان منذ نحو عامين ثورة، والآتى أعظم!. [email protected]