وعيد الرئيس محمد مرسى ل"الذين يتطاولون ويجرحون الناس"، بقوله" لا يغرنكم حلمُ الحليم، لكن يمكن بالقانون وحده أن نردع"- نزل بردًا وسلامًا على محبيه، الذين طالما انتظروا هذه اللحظة لإعادة الهيبة لمقام الرئاسة؛ وشكَّل فى الوقت نفسه، مؤشرًا مهمًا على نفاد صبره إزاء ما يمارسه أيتام المخلوع من حفلات تعذيب ووصلات ردح وقذف وذم فى شخصه، بل وصلت الخيانة بإحدى هذه المنصات الفضائية، التى تخصصت فى سبِّ الرجل والإساءة إليه بأحط الكلمات بذاءة وسوقية، أن استعدت الصهاينة عليه بدعوى تشكيله خطرًا عليهم..! تهديد الرئيس، الذى تأخر كثيرًا، وتلويحه بالعين الحمراء وإمكانية استخدام حقه القانونى فى ردع، ليس منتقديه؛ فحق النقد والتعبير مباح ومتاح لدرجة تجاوزت الوقاحة والتناحة، وإنما رسالة للذين تجاوزوا فى حقه، خلال الهجمات الإعلامية المدبَّرة، والمخطط لها جيدًا من أشخاص جاهلة ومجهولة، مدعى الإعلام، كانوا يقبِّلون أقدام أى مسئول فاسد فى العهد البائد قبل أصابعه- سنجد لها صدى كبيرًا سلبيًا فى برامج الردح إياها، واتهام الرئيس بأنه ديكتاتور سرعان ما ضاق ذرعًا بحرية التعبير الوليدة! وأن كلمته لا تبشر بخير فى عهده الجديد.. وأنه يؤسس لعودة آليات القمع والترهيب؛ كما فعل نظام المخلوع! وفى تصورى لن يردع هؤلاء يا سادة سوى محاكمة عاجلة، وعادلة لكل متجاوز ليس فى حق الرئيس فحسب بل أى مواطن يتصدَّى لقضايا الشأن العام؛ ليكون لشلته الفاسدة، عبرة وأمثولة..! ليس معنى الدعوة لمعاقبة المتجاوزين فى حق الرئيس، التنازل عن مكتسبات ثورة يناير بإثراء حرية التعبير والنقد، وإنما الارتقاء بأساليب الحوار، وسمو الكلمة ورقى الرسالة الإعلامية التى تدنست على أيدى أيتام المخلوع، وأنصار المرشح الخاسر من مرتزقة الإعلاميين والصحفيين الفلول، الذين يتصيَّدون بعض الأمور وأذيالهم من مدعى الليبرالية والعلمانية، وأنصار التيار الثالث والتيار الشعبى والتيار الخائب، الذين باتوا يمثلون رأس الحرب فى الثورة المضادة جنبًا إلى جنب مع بعض رموز العدالة، الذين استخدموا جميعًا كمخلب قط لإجهاض أشواق الشعب نحو الحرية والنهضة والعدالة. لا تسىء حملات الأكاذيب التى طاولت رأس الدولة المنتخب، فحسب، وإنما تشكِّل إساءة بالغة للدولة المصرية بكامل هيئاتها ومؤسساتها جنبًا إلى جنب مع الإساءة للتجربة المصرية الوليدة فى الديمقراطية..! ولنعى جيدًا أن القضية لم تعد محصورة فى شخص رئيس الدولة بقدر ماهى محاولة يائسة وبائسة للنيل من المنصب الرفيع، الذى يسعى الإعلام المتواطئ بكل فصائله ومفاصله السعى نحو إسقاطه عبر إطلاق الأكاذيب، واصطناع حالة من المعارضة الهشة بحسبانها ضمير الشارع! الحقيقة المؤكدة والكاشفة، التى ربما لم تخطر على بال المتآمرين على أمن الوطن فى حفلات السُباب الليلية، التى يمارسها أنصاف المتعلمين، وأشباه الإعلاميين، أنهم أعلنوا الحرب وتحدى إرادة الشعب، ما يدعو الغيورين إلى ضرورة تحريك قضايا ضدهم بدعوى المشاركة فى فساد الحياة السياسية فى نظام المخلوع، وتصدُّر مشهد الثورة المضادة.. وكذا المساهمة فى تمكين فلول العهد البائد، ومواكب الفساد من مفاصل الدولة. أيها الإعلاميون الشتامون، الشعب كشفكم ويعى جيدًا أن ما تقومون به منكم ضد رئيس مصر المنتخب بإرادة شعبية حرة ونزيهة، لا يدخل فى مسار كشف الحقيقة أو حتى ربما النقد البنَّاء، وإنما محاولة رخيصة منكم لإعادة إنتاج نظام الفساد والمفسدين..! همسة: ولو أن كلَّ كَلبٍ عَوى ألقَمْتَهُ حَجَراً *** لأصبحَ الصَّخْرُ مِثْقَالاً بدينارِ...! [email protected]