ليست حَزَّرْ فَزَّرْ، ولا لغزًا، ولا أحجية أو أغلوطة، وإن كان لديك بقية عقل تُعِينُك على العيش في مصر المحروسة، بعد لغط الإعلام وأغاليطه، فأجبني: "كلمة من ثلاثة أحرف"، تكون بمعنى الساعد واليد والمعول في بناء "مصر الجديدة"، وإن حذفت الحرف الأخير منها أثارت زوبعة من الزنِّ والزنِّ والزنِّ؛ و"الزنّ ع الودان أقوى من السحر"، والزنُّ الإعلامي والفضائي والقضائي، هو الذي سيورد مصر المهالك. أساعدك فأقول: يعمل مستشارًا، وإن شئت مستثارًا، قضائيًا، وإن شئت فضائيًا، له صوت صاخب، لا تجده إلا في مواطن الفتنة، والفتنة أشد من القتل؛ يُكثر التهويل والتحذير والتأويل، ثم يخنس ويعود أدراجه، وما نلبث أن ننسى وجهه وصوته، إلا ويخرج علينا في أي فضائية، ولو عكاشية، بقضية تثير الرأي العام، كأنه النذير العريان لمصر وأهلها وقضائها وقضاتها، من شر التيارات الإسلامية السياسية، وكأنهم شلة العيال الحرامية! وهو على رأي المثل: "زَيّ الجَمَلْ، يِمْشِي ويِحْدِفْ لِوَرَا، يِبَيِّنْ عُيُوبِ النَّاسْ، وعْيُوبُهْ ما يَرَى". في كل معركة على هواه ومقاسه يصيح بكلام فوق المعقول ودون المقبول، وهو - أسكت الله حسَّه، وعجَّل فَرَجَه ومَحْبَسه - ذو صوتٍ جَهْوَرِيٍّ مهجور. وظيفته، وما أدراك ما وظيفته؟! يؤدي خدمات اجتماعية لأهل ناديه وكاره وداره، وفي لغة: لأهل هيئته ومهنته وبَيْعَته وضَيْعَته، وأحيانا حِتَّتِه. وأمَّا هيئتُه وطَلَّتُه وطَلْعَتُه، فهو "زَيّ بُنْدُقِ العِيدْ مِزَوَّقْ وفارِغْ"، بلْ "زَيّ الطَّاوُوسْ، يِتْعَاجِبْ بِرِيشُهْ". وتراه في الفضائيات يصيح مع شاكلته وجوقته، ولكن حالهم "زَيّ جَمْعِيِّةِ الغِرْبَانْ، أَوِّلْهَا كاكْ، وآخِرْهَا كاكْ". وأمام أي كاميرا أو فضائية أو أي وسيلة إعلامية، يعد ويتوعد، ويُرْغِي ويُزْبِد، ويَهْرِف بما يعرف وما لا يعرف. يتباكى على الزمن الفائت أو البائد أو البائس الفقير، وفي رأيه هو الزمن الجميل بل النبيل، الذي تنَعَّم فيه وحَصَّل وفَصَّل. وآخر طلعاته الفضائية القضائيةبُكائيَّته ومَبْكاه على حائط النائب العام، وآخر معاركه الخدمية: سن المعاش والتقاعد 70 سنة ميلادية يا تأسيسية! حل الفزورة: إذا عرفته فأبلغه ومعه التأسيسية: أن لا حصانة لأحد على أحد، الحصانة للشعب وحده. ونصيحتي -بدون سيديهات أو أوراق مستندية-: لا تَرْفَعْ عليَّ قضية، فالصلح خير، قُمْ نتصالح. [email protected]