قال الدكتور رمضان شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين "ثالث اكبر الفصائل الفلسطينية" إن مسيرة التسوية والمفاوضات مع إسرائيل وصلت إلى طريق مسدود وفشلت فشلا ذريعا ما يؤكد أننا بحاجة إلى إعادة صياغة المشروع الوطني الفلسطيني و بناء الحركة الوطنية من جديد. وأضاف شلح -في كلمة ألقاها عبر الهاتف أمام المهرجان الذي أقامته حركته بمدينة غزة فى ذكرى انطلاقتها الخامسة والعشرين مساء اليوم وحضره آلاف من أنصار الحركة وقياداتها وقادة الفصائل- أن حركة الجهاد تساند كل أشكال المقاومة، معربا عن رفضه أن يتم منع المقاومة المسلحة أو استبعادها من أجندة النضال الوطني الفلسطيني، ومنتقدا الدعوات لمقاومة شعبية فقط. وقال إنه يقصد بها المقاومة السلمية أو المدنية وهو تحايل يراد به نبذ المقاومة المسلحة، محذرا من "أن تذهب ريح المقاومة بين التنسيق الأمني في الضفة، والالتزام الطوعي بوقف المقاومة بغزة". وتابع "يمكن التوافق على تهدئة، لكن أن تصبح مجانية مفتوحة فهذا خطر على المقاومة وعلى القضية، و نحن جميعا مطالبون بمراجعة هذه السياسة"، مؤكدا أن القضية الفلسطينية تمر اليوم بواحدة من أخطر مراحل تاريخها، إذ تتعرض لعملية تصفية حقيقية ولا بد من إجراء مراجعة شاملة لمجمل الوضع الفلسطيني. كما شدد على أن الانقسام الراهن في الساحة الفلسطينية أحد مظاهر هذا العقاب الذاتي الفلسطيني " لكن العقاب الأشد هو الإصرار على مواصلة السير في هذا الطريق الخطأ، منتقدا إصرار السلطة الفلسطينية على إجراء الانتخابات في ظل الاحتلال، كما هو حال الانتخابات البلدية في الضفة، ما يكرس الانقسام ويعمق المأزق. كما أعرب شلح عن رفضه احتكار قيادة منظمة التحرير من جانب فصيل واحد "فتح"، والتهرب من إعادة بنائها، والقول بأنها لا تقبل القسمة على اثنين، في حين أنها يجب أن تسع كل أبناء وقوى الشعب الفلسطيني لتكون الإطار الجامع والممثل للجميع بحق. وعن الثورات العربية قال شلح إنها سلاح ذو حدين تجاه فلسطين، الأول سلبي يتمثل في الانشغال عن فلسطين بما يعطي فرصة لإسرائيل أن تفعل ما تريد، والثاني إيجابي اذ تعد هذه الثورات نافذة أمل تفتحها ثورات الشعوب لدعم وإسناد قضية فلسطين. وأوضح الدكتور رمضان شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي أن قضية فلسطين في أحسن الأحوال "مؤجلة"، ولا نقول "أسقطت" من جدول أعمال الأنظمة والحكومات الجديدة التي أوصلها الربيع العربي إلى سدة الحكم. وفي الشأن السوري، قال إن الحسم العسكري في أي اتجاه مغلق، ولا مخرج من هذه المحنة إلا الحل السياسي الذي يحقن الدماء، ويلبي مطالب وطموحات الشعب السوري بالحرية والكرامة، ويحافظ على وحدة سوريا . بدوره، أكد أبوأحمد المتحدث الرسمي باسم سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد، أن هذا يوم للاستفتاء الجماهيري على المقاومة، وتأكيد شرعيتها مشددا على ان المقاومة، هى الخيار الوحيد القادر على استرجاع الحقوق المغتصبة، وتحرير المقدسات . وقال إن سرايا القدس بإمكانها التصدي للمخططات الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن السرايا "لديها من الإمكانات البشرية والقتالية ما يؤهلها لأن تقوم بهذا الدور بامتياز". وفى كلمته، دعا خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس، قوى الشعب الفلسطيني إلى إطلاق اكبر ورشة عمل سياسية للتوافق على مشروع وطني تحت شعار "كل فلسطين للفلسطينيين". وأكد الحية التمسك بخيار الجهاد والمقاومة لتحرير فلسطين، وعدم الاعتراف بإسرائيل وقال "اليوم نجدد البيعه للمضي قدما نحو التحرير، كما نعاهد الشعب أن تبقى اليد باليد والبندقية مع البندقية". يذكر أن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين تأسست في الثمانينيات على يد الدكتور فتحى الشقاقى الذى اغتالته عناصر الموساد الإسرائيلي في مالطا عام 1995 وهو في طريق عودته من ليبيا إلى دمشق وكان عمرة 43 عاما.