ها نحن نخطئ، حينما تستفزنا الإساءة فنعلن المحبة، فإذا هدأت الإساءة هدأت المحبة، وأنا لا أهدأ.. فحينما أكتب عن سيدي، يرتفع مقامى ويفارقنى شلل البغض، ويبس الكراهية، محب أنا وعاشق ولهان.. جربت الهوى وخبرته، فلما صليت عليه، أضاءت وجهى الابتسامة، ولاحت أحلى علامة، وهى أن حبه لا يدانيه حب كل البشر. يا قوم أذنى لبعض الحى عاشقة / والأذن تعشق قبل العين أحيانا.. فكلما سمعت به، بكلمات منه، بخبر عنه، بنبأ منسوب إليه، بندى حنجرة مؤذن ينبهنى لموعد الصلاة عليه، كلما قيل: "محمد" قلت: سيدى ورائع سيدى. يا قوم إنه سيدى نبى الرحمة والمرحمة والملحمة والشفقة، نبى الصبر والرأفة، سيدى راعى غنم، فهو الراعى الصالح الرائع، وسيدى ليس كمثله راعٍ.. بأبى هو و أمى، بقلبى هو وعقلى، ويا ليت لسانى لم يسكت ساعة عن الصلاة على محمد، فاللهم صلّ وسلم وبارك عليه، على من كان يرعى الغنم: "ما بعث الله نبياً إلا راعى غنم".. طيب وأنت يا حبيبي؟ قال: "وأنا رعيتها". هكذا رباك مولاك فنِعم، والله نِعم التربية، تربية من سواك، يا سيدي، فقد سُقتَ الغنم صغيرا فى السن، وأنت كبير فوق كل بشر، وهكذا يسر لك ربك سبحانه تجربة الصبر وتمرين الحلم، فجئت للنبوة مبرأً من كل كِبر ومغسولا من كل مظنة غضب، وموصولا بنبع الرحمة، ومغسولا بأنهار الشفقة، حتى قلت يا سيدي: "اللهم أحينى مسكينا وأمتنى مسكينا واحشرنى فى زمرة المساكين". يقول صاحب "سبل الهدى والرشاد"، معلقا على رعى الغنم وربطه بالنبوة: ".. صبروا على رعيها وجمعها بعد تفرقها فى المرعى، ونقلها من مسرح إلى مسرح ودفع عدوها.. وعلموا اختلاف طباعها وشدة تفرقها مع ضعفها، واحتياجها إلى المعاهدة، ألفوا من ذلك الصبر على الأمة، وعرفوا اختلاف طباعها وتفاوت عقولها. فجبروا كَسيرها ورفقوا بضعيفها، وأحسنوا التعاهد لها، فيكون تحملهم لمشقة ذلك أسهل مما لو كُلِفوا القيام بذلك من أول وهلة.. وخُصّت الغنم بذلك لكونها أضعف من غيرها ولأن تفرقها أكثر من تفرق الإبل والبقر.. وفى ذكر النبى صلى الله عليه وسلم لذلك، بعد أن علم أنه أكرم الخلق على الله تعالى، ما كان عليه من عظيم التواضع لربه، والتصريح بمنّته عليه". فهل رأيتم الراعى الشفيق بنا؟ كم أحلم بزيارة مسجد سيدي؟ [email protected]