بدأت في 2017.. القصة الكاملة ل رفع اسم محمد أبو تريكة من قوائم الإرهاب    وظائف في القليوبية برواتب مجزية.. اعرف التفاصيل    وزير التعليم لأولياء أمور ذوي الهمم: «أخرجوهم للمجتمع وافتخروا بهم»    جولد بيليون: 2.3% زيادة في أسعار الذهب العالمية خلال الأسبوع المنقضي    «القباج» تستقبل وزير التمويلات الصغرى والاقتصاد التضامني بدولة السنغال    رئيس الوزراء: نستهدف فى 2030 الوصول لقيمة صادرات تتجاوز ال145 مليار دولار    إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء رفح في حركة الجهاد جنوب غزة    إحصاء أسبوعين، جيش الاحتلال يدمر 1400 مبنى ومنشأة برفح الفلسطينية    مدرب نهضة بركان يوجه رسالة خاصة ل«جوميز»: احترم منافسك وانظر لترتيبك في الدوري    المؤبد لعاطلين في اتهامهما بقتل «سمر دربكة» وحرق جثتها بالخانكة    سقوط 3 تشكيلات عصابية تخصصت فى سرقة السيارات والدراجات النارية والكابلات بالقاهرة    مصرع شخصين وإصابة 6 آخرين في حادث تصادم بالشرقية    إصابة المخرج محمد العدل بجلطة في القلب    الأحجار نقلت من أسوان للجيزة.. اكتشاف مفاجأة عن طريقة بناء الأهرامات    «صحة مطروح» تطلق قافلة طبية مجانية بمنطقة النجيلة البحرية الإثنين    أستاذ الطب الوقائي: الإسهال يقتل 1.5 مليون شخص بالعالم سنويا    توريد 189 ألف طن قمح بكفر الشيخ    وزير النقل يتفقد «محطة مصر»: لا وجود لمتقاعس.. وإثابة المجتهدين    طلاب الإعدادية الأزهرية يؤدون امتحاني اللغة العربية والهندسة بالمنيا دون شكاوى    غرة ذي الحجة تحدد موعد عيد الأضحى 2024    ضباط وطلاب أكاديمية الشرطة يزورون مستشفى «أهل مصر»    جامعة كفر الشيخ الثالث محليًا فى تصنيف التايمز للجامعات الناشئة    ب5.5 مليار دولار.. وثيقة تكشف تكلفة إعادة الحكم العسكري الإسرائيلي لقطاع غزة (تفاصيل)    نانسي صلاح تهنئ ريم سامي بحفل زفافها .. ماذا قالت؟    جوري بكر تتصدر «جوجل» بعد طلاقها: «استحملت اللي مفيش جبل يستحمله».. ما السبب؟    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    الصحة الفلسطينية: ارتفاع حصيلة الحرب العدوانية على غزة إلى 35386 شهيداً    «الري»: بحث تعزيز التعاون بين مصر وبيرو في مجال المياه    معهد القلب: تقديم الخدمة الطبية ل 232 ألف و341 مواطنا خلال عام 2024    قمة كلام كالعادة!    وزارة الدفاع الروسية: الجيش الروسي يواصل تقدمه ويسيطر على قرية ستاريتسا في خاركيف شمال شرقي أوكرانيا    صحة غزة: استشهاد 35386 فلسطينيا منذ 7 أكتوبر الماضي    "النواب" يناقش تعديل اتفاقية "الأعمال الزراعية" غدا الأحد    اليوم.. 3 مصريين ينافسون على لقب بطولة «CIB» العالم للإسكواش بمتحف الحضارة    بعد تخفيض الأسعار.. إم جي 6 في مواجهه GAC إمباو –جراف    أبرزهم رامي جمال وعمرو عبدالعزيز..نجوم الفن يدعمون الفنان جلال الزكي بعد أزمته الأخيرة    نهائي أبطال إفريقيا.. 3 لاعبين "ملوك الأسيست "في الأهلي والترجي "تعرف عليهم"    تشكيل الشباب أمام التعاون في دوري روشن السعودي    موناكو ينافس عملاق تركيا لضم عبدالمنعم من الأهلي    جهود قطاع أمن المنافذ بوزارة الداخلية خلال 24 ساعة فى مواجهة جرائم التهريب ومخالفات الإجراءات الجمركية    متاحف مصر تستعد لاستقبال الزائرين في اليوم العالمي لها.. إقبال كثيف من الجمهور    فيلم شقو يحقق إيرادات 614 ألف جنيه في دور العرض أمس    "الإسكان": غدا.. بدء تسليم أراضي بيت الوطن بالعبور    محمد صلاح: "تواصلي مع كلوب سيبقى مدى الحياة.. وسأطلب رأيه في هذه الحالة"    25 صورة ترصد.. النيابة العامة تُجري تفتيشًا لمركز إصلاح وتأهيل 15 مايو    مسئولو التطوير المؤسسي ب"المجتمعات العمرانية" يزورون مدينة العلمين الجديدة (صور)    "الصحة" تعلق على متحور كورونا الجديد "FLiRT"- هل يستعدعي القلق؟    خبيرة فلك تبشر الأبراج الترابية والهوائية لهذا السبب    فانتازي يلا كورة.. تحدي الجولة 38 من لعبة الدوري الإنجليزي الجديدة.. وأفضل الاختيارات    "الصحة": معهد القلب قدم الخدمة الطبية ل 232 ألفا و341 مواطنا خلال 4 أشهر    ما حكم الرقية بالقرآن الكريم؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل: ينبغي الحذر من الدجالين    «طائرة درون تراقبنا».. بيبو يشكو سوء التنظيم في ملعب رادس قبل مواجهة الترجي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 18-5-2024    أسعار الدواجن اليوم السبت 18 مايو 2024.. 83 جنيهًا للفراخ البيضاء    حادث عصام صاصا.. اعرف جواز دفع الدية في حالات القتل الخطأ من الناحية الشرعية    المستشار الأمني للرئيس بايدن يزور السعودية وإسرائيل لإجراء محادثات    الأرصاد: طقس الغد شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء    قبل عيد الأضحى 2024.. تعرف على الشروط التي تصح بها الأضحية ووقتها الشرعي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عين شمس.. قصة حى قال لمبارك "لا" (الحلقة الثانية)

- فى ديسمبر 88 استباحت قوى الأمن منطقة عين شمس واعتقلوا كل من دخل مسجد آدم للصلاة فيه
- مباحث أمن الدولة تقرر اعتقال كل من ينتمى للجماعة الإسلامية لفترات طويلة حتى يجففوا منابع نشاط الدعوة للجماعة تماماً
- مقتل د.علاء محيى الدين نقطة فارقة فى تاريخ الجماعة الإسلامية ودخلت بعده فى مرحلة ردود الأفعال
- الأمراض المزمنة تفترس أجساد المعتقلين حتى أصيب 450 معتقلاً بالدرن فى وقت واحد
- قيادات الجماعة الإسلامية فى عين شمس: شاهدنا قتيلاً فى المعتقلات وابتكروا لنا أساليب تعذيب جديدة
- الضابط أشرف إسماعيل يتفنن فى تعذيب المعتقلين فى سجن أبو زعبل ويموت على يديه كثير منهم
- الأمل يعود للمنطقة بعد الثورة وإحياء الدعوة من جديد.. شعار المرحلة القادمة
إنها قصة ربما غابت عن أجيال كثيرة معاصرة فكان لابد من التذكير بها وحكايتها تنبيهاً لجموع المصريين أن لهم تاريخاً يجب أن يفخروا به ويرووه لأولادهم وأحفادهم.
قصة "حى" فى قلب القاهرة رفع راية العصيان على مبارك ونظامه وقال له بكل شجاعة وجسارة "لا" فصب عليه حمم غضبه واستباح كرامته دون أن يطرف له جفن أو يرق له قلب.
إنها قصة حى عين شمس والذى كان أحد المعاقل الدعوية والتربوية للجماعة الإسلامية المصرية.
واليوم تكمل "المصريون" فى حلقتها الثانية فتح خزائن أسرار الحى الثائر وقصة اقتحام مسجد آدم للمرة الثانية وما تلاه من وقائع مرعبة.
اقتحام عين شمس للمرة الثانية.
يروى الشيخ أحمد عبد الرحمن القيادى فى الجماعة الإسلامية وقائع تلك الأيام قائلاً:
بدأت الأحداث الثانية فى عين شمس بعد أن نشط مخبرو أمن الدولة فى السؤال على عناوين بعض البيوت وخاصة بيوت المسيحيين حتى يحدثوا مشاكل بينهم وبين الجماعة الإسلامية، وادعوا أنهم ينظفون أسطح المنازل ووقتها حدثت مشكلة كبيرة فى مسجد على أطراف عين شمس فتوقعنا أن تحدث فى الفترة القريبة القادمة حملة اعتقالات كبيرة.
واقترح البعض أن نحشد الناس فى مظاهرات سلمية وألا يتم استفزازنا مهما حدث.
وكان ذلك فى 8/12عام 1988، ونزلت بعض قوات الأمن لاقتحام المنازل.
وتم إبلاغنا أن المنطقة كلها محاصرة بمصفحات وعربات أمن مركزى وآلاف الجنود بداية من شارع أحمد عصمت وحتى قسم عين شمس، ووجدنا أهالى المنطقة تقف معنا وتناصرنا وازدادت الأعداد دفاعا عنا وعن محاولات الاعتقال التى كانت سوف تحدث مرة أخرى.
ويتذكر عبد الرحمن بأسى أنه كان هناك شاب يدعى "جابر أحمد" وكان طالبا فى المدرسة الثانوية فكان يحشد يوميا لمظاهرة من أمام المدرسة حتى استطاعوا الوصول لمكانه.
وحذروه من ذلك وكان يعمل على إخفاء المطلوب القبض عليهم من أعضاء وشباب الجماعة حتى تم قتله فى أحداث اقتحام مسجد آدم بطريقة بشعة.
ويضيف أنه تم اعتقال عدد كبير من الجماعة الإسلامية وهرب عدد منهم لمدة تقرب من سنة ونصف وسنتين.
أما من كان يقبض عليهم فقد كان الضرب والتنكيل يبدأ بهم من وقت القبض على الشخص وحتى الوصول إلى السجن كما بدأوا بانتهاك حرمات وأعراض النساء.
ويلتقط الشيخ محمود رمزى طرف الحديث قائلاً:
حدثت مجازر لا توصف فكان الأمن لديه معلومات عن أفراد الجماعة وكانوا يتبعونهم فردا فردا وحين يصلون إلى أحدهم يشبعونه ضربا من بيته أو المكان الذى يتم القبض عليه منه وحتى مكان القسم أو سيارة الأمن المركزى التى تقف معهم حتى النساء كانت تضرب أمام الناس حتى يثيروا الرعب فى قلوب الناس.
وبالرغم من أن المرة الأولى لاقتحام الأمن لعين شمس كنا غير مستعدين لها بالمرة ولكننا نجحنا فى أن نبعدهم عنا، ولكن المرة الثانية التى كنا مستعدين لها ومخططين للتصدى لها لم نستطع أن نصدهم وإنما تم اعتقال عدد كبير من الأشخاص وقتها.
وكان مسجد آدم وقتها إذا ذهب أى فرد للصلاة فيه كان يتم اعتقاله واستمرت سيارات الأمن المركزى فى الوجود أمام المسجد قرابة السنة والنصف لا يصلى فيه إلا كبار السن ومنعوا تواجد أى أفراد بالقرب منه حتى الباعة من النساء والرجال.
وكانوا كل فترة يأتون بعدد من الأطفال من البيوت ويضربونهم فى الشارع ثم يطلقون سراحهم.
الأمن يلفق قضية "عين شمس"
يقول أيمن خميس: بدأنا الدخول إلى المعتقلات منذ شهر 12 سنة 1988، وكان هناك مأمور سجن استقبال طره، وقتها يدعى محمد عوض وكان شديد الإجرام ويتفنن فى ابتكار أساليب تعذيب جديدة وشاهدنا دخول أطفال يوميا فى سن ما يقرب من 12 عاما ومعتقلين مصابين إصابات شديدة بالمئات.
كما حدث تضييق شديد فى السجن وعدم تطبيق أى إجراء قانونى وكانوا يقومون بالتعذيب بالكهرباء والمياه الباردة فى الشتاء وسحب الأغطية منهم وكانوا يقومون بعمل ضغط نفسى كبير على المعتقلين وأهاليهم وخصوصا عندما يعتقلون عددا من الأخوة من أسرة واحدة.
والناس الذين دخلوا المعتقلات من عين شمس لاقوا ألوانا شتى من التعذيب خاصة الملتزمين الجدد منهم جعلوهم يتركوا الصلاة والالتزام.
وقاموا بعمل قضية باسم أحداث عين شمس ووضعوا فيها أعدادا كبيرة ممن اشترك ومن لم يشترك فى الأحداث حتى الذين كانوا فى المعتقلات وقتها والذين كانوا مسافرين خارج البلاد واتهموهم جميعا بمحاولة قلب نظام الحكم.
بداية عصر الاعتقالات المفتوحة
يضيف الشيخ محمد تيسير أنه قد بدأ أعضاء الجماعة يخرجون منذ عام 1991.
وعلى مدى هذه الفترة 28/12/1988، خرجت بعد الأحداث ومعى الشيخ محمد أمين والشيخ بهيج حسن وذلك بعد الأحداث بما يقرب من 20 يوما ولم يكن هناك أحد من أفراد الجماعة فى عين شمس، ولكننا لم نيأس وأردنا إحياء الدعوة من جديد وترددنا على بعض المساجد مرة أخرى.
ويضيف: أعتقد أنهم أخرجونا من المعتقل حتى إذا كان هناك أى بقايا لأفراد الجماعة نتصل بهم ويتم اعتقالهم مرة أخرى ولكننا اتفقنا على ألا نتصل بأى أحد من الجماعة الإسلامية فى هذا الوقت حتى لا نصبح طعما يصلوا بنا إليهم حتى لما كنا نتواصل كنا نلتقى فى أماكن بعيدة عن عين شمس.
ويكمل تيسير: لكن تم القبض على مرة أخرى بعد شهر من خروجى وتم إقصائى من القاهرة إلى الأقصر وتم تحديد إقامتى هناك، وقال لى أحد الضباط أثناء ترحيلى إنه إذا لم أقم بأى نشاط فى الأقصر فلن يتم اعتقالى مرة أخرى، ولكننى فوجئت بعد شهر باعتقالى وحاولت مقابلة هذا الضابط الذى وعدنى بعدم اعتقالى ولكنهم رفضوا وتم ترحيلى إلى الاعتقال فى القاهرة، والتقيت بإخوة عين شمس وبدأ خروجنا منذ عام 1991 وحتى عام 1993.
ثم بدأ يحدث تواصل مع أعضاء الجماعة مرة أخرى، وحدث وقتها أحداث اقتحام لمسجد الأنصارى ومسجد التوفيق المحمدى ووقتها ألقوا القبض على بعض الشباب وهم فى حلقات تحفيظ قرآن، حيث بدأنا فى تجميع الأعضاء حيث تعودنا أن يقبض علينا ونخرج لنعمل من جديد.
ويضيف تيسير: قابلت أحد الضباط الذين أعرفهم وقال لى "الاعتقالات بتاعة زمان بطلت"، وكان يقصد أنه توقف الاعتقال العادى وتكرار الاعتقال وأنهم سيبدأون فى الاعتقال طويل المدى وسياسة "تجفيف المنابع" أى اعتقال كل من ينتمى للجماعة الإسلامية لفترات طويلة حتى يجففوا منابع نشاط الدعوة للجماعة الإسلامية تماما.
مرحلة التصفية الجسدية
يقول الشيخ محمد تيسير: كنا فى لقاء روتينى فى شهر يونيه سنة 90 وبعد الاجتماع ركبت فى سيارة ومعى د.علاء محيى الدين المتحدث الإعلامى باسم الجماعة الإسلامية وقتها ونزل هو من السيارة فى الهرم وأكملت طريقى إلى عين شمس.
ويسترجع تيسير مشهد درامى فيقول: بعدها سمعت أن محيى الدين بعد نزوله من السيارة بخمس دقائق تم إطلاق النار عليه واغتياله.
وهذه كانت نقطة فارقة فى تاريخ الجماعة الإسلامية حيث دخلت فى مرحلة التصفية الجسدية، وعرفنا أن علاء محيى الدين كان بداية القائمة حيث إنه كانت هناك قائمة كبيرة من أفراد الجماعة الإسلامية مطلوب تصفيتها جسديا لوقف نشاطها تماما.
وكان د.علاء محيى الدين هو الشخصية التى تم البدء بها وتم اختياره بعناية ليكون بالونة اختبار لهذه الطريقة، حيث كان شخصية دعوية بحتة ليس له أى نشاط سياسى أو عسكرى بالإضافة إلى أنه كان يرتبط بعلاقات قوية بعدد من الكتاب والإعلاميين والمشايخ وكان ذا شهرة واسعة وقتها.
بعد ذلك دخلنا فى مرحلة الفعل ورد الفعل وأحداث الصدام مع الأمن وكان أشهرها قضية "رفعت المحجوب" وما تلاها من أحداث.
فى أثناء ذلك، تم اعتقال عدد كبير من أعضاء الجماعة الإسلامية والذين لم يخرجوا قبل أكثر من 10 سنوات بعد عمل مراجعات الجماعة الفكرية.
- معتقلو عين شمس فى سجن الوادى الجديد
يقول الشيخ أحمد عبدالرحمن إن بداية دخول المعتقلات والاعتقال لسنوات طويلة كانت فى نهاية عام 1991، وقاموا بفصل قواعد الجماعة عن قياداتها واتبعوا سياسة اعتقالنا فى سجون بعيدة عن محافظاتنا فيما أطلق عليه "سياسة التغريب".
وكان المعتقلون من منطقة عين شمس لهم وضع خاص داخل المعتقل، فكانوا من أوائل المعتقلين الذين ذهبوا إلى معتقل "الوادى الجديد" وهناك منعوا الزيارات عنهم لمدد طويلة.
أما أهالى المعتقلين فكانوا يتعرضون لحرب نفسية كبيرة عن طريق وسائل الإعلام وقاموا بتشويه متعمد للمعتقلين وأسرهم عن طريق بعض البرامج التليفزيونية والإذاعية، بالإضافة إلى التضييق الأمنى وتفتيش البيوت باستمرار وتحطيم أثاث البيوت وملاحقة من ينفقون على أسر بيوت المعتقلين والتضييق فى وسائل العيش والنواحى المادية ومعظمهم عانى بشدة، ولكن وقف البعض بجانبهم حتى لا تنهار الأسر بالرغم من انهيار بعض الأسر.
ويضيف أيمن خميس: للأسف الأمن حاول عن طريق بعض المشايخ المعروفة إقناع بعض زوجات المعتقلين بطلب الطلاق من أزواجهن المعتقلين عن طريق بعض الادعاءات أن أزواجهن خارجون من الدين مما أدى إلى تمزق الكثير من الأسر ورفض الكثير من الزوجات هذا الأمر.
أما داخل المعتقل فكانت معاناة أخرى وألوان شتى من التعذيب البدنى والنفسى والضرب وانتهاك الحرمات، وبالرغم من ذلك كنا نرى المنحة داخل المحنة وكنا نبتكر سبل عيش جديدة داخل المعتقل للتغلب على المعاناة التى كنا نعيشها.
لدرجة أن أحد الجنود قال لنا "أنا أراكم داخل المعتقلات أثناء التعذيب كأنكم مثل الصحابة ومن يقومون بتعذيبكم مثل المشركين".
ويقول محمود رمزى مستطردا: إن الأمن حشد أكبر عدد من الجماعة الإسلامية وقياداتها ووضعهم فى سجن العقرب شديد الحراسة فى طره وهو من أشد السجون والمعتقلات تنكيلا وبه أقوى أساليب التعذيب كما منع عنهم الزيارة وحين فتحت جعلها من خلف ألواح زجاج وكانت أول زيارة لهم، جاء لعدد منهم هيستريا قوية بعد منعهم لشهور طويلة من الزيارة.
- الأمراض المزمنة تغزو أجساد المعتقلين
يقول أيمن خميس: انتشرت العديد من الأمراض داخل المعتقل فأصيب 450 حالة بالدرن فى وقت واحد وكانوا يمنعونهم من العلاج وفى بعض الأحيان من الطعام، كما كانوا يوقعون بين أفراد الجماعة الإسلامية وبين التكفيريين لتحدث مشاكل ليقوموا بضربهم والتنكيل بهم.
ويضيف أنه قد صدر قرار برجوعهم إلى سجون القاهرة مرة أخرى ويصف شعوره وقتها أنه أحس بأنه عاد إلى بيته، ويكمل بأن الأمر لم يكتمل لأن الزيارة منعت عنهم لمدة عام ونصف.
وكان الأهالى يعذبون أثناء الزيارة حيث كانوا يمشون لمسافات طويلة فى الشمس وهم يحملون كميات كبيرة من الطعام ومن الأدوات الشخصية وبعد وصولهم يرفض الأمن أن يسلمها للمعتقلين فيضطرون للعودة بها مرة أخرى أو إلقائها فى الطريق.
ويروى الشيخ محمد تيسير كيف كان ضباط المباحث والسجون يذيقون المعتقلين ألوانا شتى من التعذيب مثل ضابط مباحث فى سجن أبو زعبل يدعى "أشرف إسماعيل" ومات على يديه شخصيا عدد كبير من المعتقلين أثناء التعذيب.
وكان هناك صول يدعى "عبدالعال" فى سجن، وكان دائما ما يضرب الشباب على الوجه بشدة، وشاويش آخر يجمع المجندين ويعلمهم ضرب المعتقلين ويكرر الضرب أمامهم ويأمرهم بعدم التوقف عن ضرب المعتقلين حتى يتوقف صراخهم تماما.
وكان بعض الضباط يكره المعتقلين على سب القرآن الكريم وسب الصلاة ويستهزئون بهم أولاً بأول.
ويضيف أنه كان يتم تعذيبهم عن طريق النوم عرايا على بلاط الزنازين، وأوقات كان يتم ضربهم بشدة ثم يتم تجريدهم من ملابسهم وإلقاؤهم على الأرض فتلتصق جراحهم ودماؤهم بالأرض وغيرها من وسائل التعذيب غير المتوقعة.
ويشير تيسير إلى أنه بالرغم من ذلك أنه كان هناك شرفاء من الشرطة ومن الضباط أمثال اللواء إبراهيم عبد الغفار مسئول سجن العقرب والذى كان لا يسمح بتعذيب أى فرد من المعتقلين.
وكان أحد الضباط فى سجن أبو زعبل يرفض الاعتداء على المعتقلين، وكان هناك ضابط اسمه مصطفى كامل من عين شمس كان يحمى الإخوة ويرفض إهانة أى فرد من الجماعة الإسلامية.
دماء المعتقلين مهدت الطريق للثورة المصرية
ويشير الشيخ أحمد عبدالرحمن إلى أن فى ظل هذه الظروف التى كانوا يتعرضون لها كانت تنزل عليهم رحمات كبيرة ومؤازرة من الله، ولذلك لم ينقطع الأمل فى الله ولا التفاؤل أبدا سواء لدى المعتقلين أو أهاليهم لأنهم كانوا متأكدين أنهم على الحق.
ويضيف أيمن خميس أنهم كانوا واثقين أن ما بذلوه كان فى سبيل إعلاء كلمة الحق وأن دماء من قتل وأصيب وعذب منهم كانت الطريق للتمكين والثورة ونرى نتائجه فى هذه الأوقات.
ويتذكر خميس تضحيات الكثيرين، أمثال الشيخ إبراهيم فشور الذى كان يبلغ الستين من عمره وكان يعذب بشدة داخل معتقل الوادى الجديد، وبالرغم من ذلك لم يترخص ولم يضعف حتى قتل داخل المعتقل والشيخ حسن جوهر الذى ظل يثبت من حوله أثناء التعذيب حتى مات هو الآخر داخل المعتقل.
ويقول محمود رمزى: بعدما خرجنا كان علينا ضغوط أمنية شديدة وتوقيف وتضييق دعوى وأمنى حتى قامت الثورة وعادت إلينا دعوتنا وعادت إلينا مساجدنا وأنشطتنا فيها وما زلنا نحاول إحياء نشاطنا الدعوى أكثر مما كان بالرغم من كل الأزمات التى مررنا بها وانقطاعنا عن المجتمع لسنوات ولكن لدينا أمل ألا يضيع الله ما قمنا به على مر السنين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.