وزير الأوقاف: الخطاب الديني ليس بعيدًا عن قضايا المجتمع .. وخطب الجمعة تناولت التنمر وحقوق العمال    يواصل الانخفاض.. سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم الأحد 19 مايو 2024    متحدث الحكومة: الدولة بحاجة لحصر شركاتها لتطبيق الحوكمة والدعم    تحركات جديدة في ملف الإيجار القديم.. هل ينتهي القانون المثير للجدل؟    أول تعليق رسمي من مصر على اختفاء طائرة الرئيس الإيراني    تعرف على الأندية المتأهلة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2024-2025    بالصور.. حريق يلتهم مخزن خردة ومقهي بعزبه ذكريا في المنيا    تفاصيل المؤتمر الصحفي للإعلان عن تفاصيل الدورة الأولى لمهرجان دراما رمضان    هيئة الطوارئ التركية: إيران طلبت تزويدها بمروحية ذات رؤية ليلية    «يحالفه الحظ في 3 أيام».. تأثير الحالة الفكلية على برج الجوزاء هذا الأسبوع (التفاصيل)    أسامة كمال: "إسرائيل طول عمرها تعالج أزماتها بالحرب والافتراء على الضعيف"    مستشار الرئيس للصحة يكشف آخر تطورات متحور كورونا الجديد    اقرأ غدًا في «البوابة».. المأساة مستمرة.. نزوح 800 ألف فلسطينى من رفح    «النواب» يوافق على مشاركة القطاع الخاص فى تشغيل المنشآت الصحية العامة    رئيس اللجنة البارالمبية: نشكر لجنة الساق الواحدة لمجهوداتهم في كأس الأمم الأفريقية    مدينتي تطلق الحدث الرياضي "Fly over Madinaty" لهواة القفز بالمظلات    كيف هنأت مي عمر شقيقة زوجها ريم بعد زفافها ب48 ساعة؟ (صور)    متحف «طه حسين».. تراث عميد الأدب العربي    داعية: القرآن أوضح الكثير من المعاملات ومنها في العلاقات الإنسانية وعمار المنازل    دعوة خبراء أجانب للمشاركة في أعمال المؤتمر العام السادس ل«الصحفيين»    هل يستطيع أبو تريكة العودة لمصر بعد قرار النقض؟ عدلي حسين يجيب    السائق أوقع بهما.. حبس خادمتين بتهمة سرقة ذهب غادة عبد الرازق    ليفاندوفسكى يقود هجوم برشلونة أمام رايو فاليكانو فى الدوري الإسباني    ختام ملتقى الأقصر الدولي في دورته السابعة بمشاركة 20 فنانًا    بايدن: دعيت إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة    مدير بطولة أفريقيا للساق الواحدة: مصر تقدم بطولة قوية ونستهدف تنظيم كأس العالم    الرعاية الصحية: 5 ملايين مستفيد من التأمين الصحي الشامل بمحافظات المرحلة الأولى    جامعة حلوان تنظم قوافل طبية توعوية بمناطق الإسكان الاجتماعي بمدينة 15 مايو    «نيويورك تايمز»: هجوم روسيا في منطقة خاركوف وضع أوكرانيا في موقف صعب    رسائل المسرح للجمهور في عرض "حواديتنا" لفرقة قصر ثقافة العريش    أبرزهم «اللبن الرائب».. 4 مشروبات لتبريد الجسم في ظل ارتفاع درجات الحرارة    نائب رئيس جامعة الأزهر يتفقد امتحانات الدراسات العليا بقطاع كليات الطب    دار الإفتاء توضح ما يقال من الذكر والدعاء في الحرّ الشديد.. تعرف عليه    هل يجوز الحج أو العمرة بالأمول المودعة بالبنوك؟.. أمينة الفتوى تُجيب    بنك مصر يطرح ودائع جديدة بسعر فائدة يصل إلى 22% | تفاصيل    افتتاح أولى دورات الحاسب الآلي للأطفال بمكتبة مصر العامة بدمنهور.. صور    نهائي الكونفدرالية.. توافد جماهيري على استاد القاهرة لمساندة الزمالك    بايرن ميونيخ يعلن رحيل الثنائي الإفريقي    "أهلًا بالعيد".. موعد عيد الأضحى المبارك 2024 فلكيًا في مصر وموعد وقفة عرفات    مصرع شخص غرقًا في ترعة بالأقصر    رئيس «قضايا الدولة» ومحافظ الإسماعيلية يضعان حجر الأساس لمقر الهيئة الجديد بالمحافظة    منها مزاملة صلاح.. 3 وجهات محتملة ل عمر مرموش بعد الرحيل عن فرانكفورت    «الجوازات» تقدم تسهيلات وخدمات مميزة لكبار السن وذوي الاحتياجات    «المريض هيشحت السرير».. نائب ينتقد «مشاركة القطاع الخاص في إدارة المستشفيات»    10 نصائح للطلاب تساعدهم على تحصيل العلم واستثمار الوقت    إصابة 4 أشخاص في مشاجرة بين عائلتين بالفيوم    نائب رئيس "هيئة المجتمعات العمرانية" في زيارة إلى مدينة العلمين الجديدة    وزير العمل: لم يتم إدراج مصر على "القائمة السوداء" لعام 2024    أول صور التقطها القمر الصناعي المصري للعاصمة الإدارية وقناة السويس والأهرامات    «الرعاية الصحية»: طفرة غير مسبوقة في منظومة التأمين الطبي الشامل    ضبط 100 مخالفة متنوعة خلال حملات رقابية على المخابز والأسواق فى المنيا    ياسين مرياح: خبرة الترجى تمنحه فرصة خطف لقب أبطال أفريقيا أمام الأهلى    مدينة مصر توقع عقد رعاية أبطال فريق الماسترز لكرة اليد    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 19-5-2024    سعر السكر اليوم.. الكيلو ب12.60 جنيه في «التموين»    ولي العهد السعودي يبحث مع مستشار الأمن القومي الأمريكي الأوضاع في غزة    عرض تجربة مصر في التطوير.. وزير التعليم يتوجه إلى لندن للمشاركة في المنتدى العالمي للتعليم 2024 -تفاصيل    ضبط 34 قضية فى حملة أمنية تستهدف حائزي المخدرات بالقناطر الخيرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خبير نووي: فشل برنامج مصر سياسي ولدينا كفاءات لإدارة المحطات النووية
نشر في المصريون يوم 23 - 08 - 2012

الصراعات الداخلية بين قادة هيئة الطاقة الذرية أدت إلى هروب الكفاءات النووية..
البرنامج تأخر لأن مَن يتحدثوا عن المفاعلات بالطاقة الذرية تخصصوا فى زراعة محاصيل
فشل تشغيل المفاعل البحثى الثانى منذ 15 سنة يتطلب تشكيل لجنة محايدة وتحويل القضية للنائب العام.. ولجان الاستلام رفضت استلامه من الأرجنتين ورؤساء الهيئة يتحملون 2.5 مليار دولار خسائر
"غارة على مفاعل" دليل قوى يجعلنا نفتح ملف اغتيال العلماء المصريين..
مصر يمكنها أن تربط احترام اتفاقية كامب ديفيد باستهداف العلماء
تفجيرات الضبعة أهانت الحكومة المصرية والشركات العالمية ستستغلها فى كتابة أسوأ استغلال.. وكل مَن يتحدث عن بحيرة ناصر لا يفهم طبيعة الأرض هناك
إسرائيل تعمدت إرهاب مصر والعرب باغتيال العلماء حتى لا يبنوا مفاعلات ذرية تنافس ديمونة
الأنظمة السابقة تعاملت بجهل مع البرنامج النووى رغم أنه أمن قومى.. وهناك صناعات كثيرة ستخرج إلى النور بسببه
أكد الدكتور هشام رمضان، العالم المصرى وأستاذ الهندسة النووية باليابان، أن البرنامج النووى لن ينجح إلا بقرار جمهورى لإنشاء لجنة طاقة ذرية تتبع هيئة المحطات النووية، موضحًا أن الصراعات الداخلية بين قادة هيئة الطاقة الذرية وبعض الخبراء أدت إلى هروب الكفاءات النووية إلى الخارج، مبينًا فى الوقت نفسه أن البرنامج تأخر لأن مَن يتحدثوا عن المفاعلات بالطاقة الذرية تخصصوا فى زراعة محاصيل.
وقال رمضان إن فشل تشغيل المفاعل البحثى الثانى منذ 15 سنة يستوجب تشكيل لجنة محايدة من خارج الهيئة وتحويل القضية للنائب العام، مشيرًا إلى أن لجان الاستلام رفضت استلام المفاعل البحثى من الأرجنتين وأن رؤساء هيئة الطاقة الذرية الدكتور القللى والدكتور عبد العظيم يتحملون أكثر 2.5 مليار دولار خسائر.
** فى البداية.. هناك الكثير من التقارير الفنية التى تؤكد أن مصر ستدخل عصر الظلام فى عام2020 كيف ترى تلك الأزمة؟
يجب أن تعلمى..أن الأمن القومى لأى بلد مرتبط ارتباطًا وثيقًا بكيفية توفير الطاقة لكافة الأغراض من مصادر متنوعة، لذلك علينا التوسع فى إدخال الطاقات المتجددة مثل الشمسية للإنارة والتدفئة وللمنازل، وفصل هذه الأحمال عن شبكة الجهد العالى، وإقامة محطات نووية لتغذية الأحمال المستمرة والصناعية التى تتطلب جهدًا عاليًا، والتى لا تستطيع الطاقة الشمسية توفيرها لمحدوديتها، فأمريكا لديها أكبر محطة شمسية فى العالم فى صحراء كاليفورنيا بقدرة 384 ميجاوات، وفى نفس الوقت أعطت التراخيص لبناء مفاعلات جديدة فى كل من تكساس وفيرجينيا وهذه المفاعلات تضيف 5000 ميجاوات على الرغم من أن تكساس بها نسبة سطوع شمس عالية، لأن تكساس منطقة يغلب عليها الطابع الصناعى بينما كاليفورنيا يغلب عليها الجانب السكنى، وعندما تنظر إلى هذا التخطيط تعلم أنه لا يوجد كلمة تحل محلها ولكن هناك هدف لاستخدام الطاقة النووية كما يوجد هدف لاستخدام الطاقة الشمسية.
** البعض يرى أن الدولة تشهد حالة فوضى، ومن ثم فإن مناقشة البرنامج النووى الآن تمثل ترفاً ليس فى وقته؟
إقامة برنامج نووى ليس ترفًا بل ضرورة وحتمية، ويعادل فى أهميته تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح، فهناك ما يسمى بمثلث الأمن القومى لأى دولة حتى تستطيع النهوض وهو الماء والطاقة والغذاء وسقوط أى ضلع يعرض أمن البلد للخطورة، فأين الترف من توفير مصدر طاقة، يمكن أن يضاعف الطاقة المصرية المنتجة فى عشر سنين من الآن، الطاقة النووية ليست ترفًا لدولة مثل مصر لا تملك كثيرًا من الموارد وتريد النهوض، فإقامة محطات نووية سيؤدى إلى تقدم كثير من الصناعات التى تدخل فى تركيب المحطة، على سبيل المثال شركة المراجل البخارية وهى شركة بقليل من الاهتمام والتطوير من الممكن أن أصل بها لأن يتم تصنيع الوعاء الحاوى للمفاعلات بها، ومن ثم تستطيع هذه الشركة الدخول فى مشروعات أخرى، وشركات الحديد والصلب بتطويرها لإنتاج الصلب عالى الجودة المستخدم فى المفاعلات يمكن إدخال هذا المنتج فى صناعات أخرى، مما يعنى أن تكنولوجيا المحطات النووية يمكن أن تكون قاطرة النهضة الصناعية بمصر.
** تقصد أن نكون مثل الهند؟
بالطبع.. فدخول البرازيل والهند وإيران مجال إنتاج الطاقة النووية جعل لديهم طفرة صناعية هائلة، لذلك أرجو من القائمين على الأمر فى مصر فرض هيبة البلد على كل أراضيه بنزع السلاح غير المرخص من الأيدى فى المناطق الحدودية مثل الضبعة والعريش وإحكام السيطرة على الحدود، ومنع أى شخص يخرج ليتكلم على الناس بغير علم فهذه ليست ديمقراطية بل فوضى.
**هل تقصد الفيديو الخاص بخالد عودة؟
خالد عودة غير متخصص فى هذا المجال، فتخصصه هو جيولوجيا الحفريات، وهذا بعيد كل البعد عن مجال الطاقة النووية، والفيديو الذى يتحدث فيه عن إثراء اليورانيوم 235 عن طريق تحويل اليورانيوم 238، لا يمكن أن يحدث علميًا.
** وماذا عن دراسته الخاصة بالضبعة؟
وعلى افتراض أن كلامه صحيح عن دراسته لموقع الضبعة، فليقل لنا ما هى النماذج الرياضية التى استخدمها فى التحليل لحساب الانتشار الإشعاعى.
** وماذا عن الموقع الذى اختاره ممدوح حمزة بجوار بحيرة ناصر؟
من الواضح أن ممدوح حمزة لم يكن يعى ما يقوله عندما تحدث عن الأرض التى تحيط ببحيرة ناصر، لأنها منطقة يمر بها فلق كلابشة، كما أن كثافتها السكانية مرتفعة، والبحيرة تعتبر مغلقة ولن تكون مناسبة لاستعمال مياهها فى التبريد، وهذا يؤكد أن ممدوح حمزة غير متخصص وعليه أن يترك مسالة اختيار المواقع النووية للمتخصصين، فهو يردد نفس كلام إبراهيم كامل وبذلك يجعل علامات الاستفهام تزداد حوله.
** وماذا عن اقتراح البعض لإقامة البرنامج النووى فى حلايب وشلاتين باعتباره موقعًا استراتيجيًا بدلا من الضبعة؟
هذا الاقتراح تكلمت فيه سيدة تدعى سهير منصور، وهى طبيبة، ولا أدرى ما علاقتها بعملية اقتراح موقع نووى ودراستها بعيدة كل البعد عن هذا المجال، فالدكتورة سهير منصور ذهبت إلى الضبعة وقامت بتحريض الأهالى هناك على عدم إقامة المحطة النووية فى الضبعة، واقترحت إقامة مولات وإحضار توكيلات فى الضبعة بديلا لمشروع قومى كمنافس لدبى.
** المكان المقترح لإقامة منطقة تجارة حرة كان غرب السويس؟
بالفعل.. منطقة غرب خليج السويس كانت المكان المقترح لإقامة منطقة تجارة حرة مثل دبى، ولكن هذه الأرض استولى عليها ساويرس، لذلك لم تتحدث عن هذه المنطقة.
** اليابان استطاعت أن تبنى 54 مفاعلاً نوويًا رغم أن أرضها من أكثر الأراضى النشطة زلزاليًا.. فهل التمسك بموقع الضبعة هدفه تعطيل البرنامج النووي؟
اليابان الآن وبعد حادثة فوكوشيما، وضعت الكثير من المعايير لاختيار المواقع النووية للمحطات الجديدة المزمع إنشاؤها، ومنها اختبارات التربة وخصوصا الفوالق الأرضية، وهذا يؤكد أن المطالبة بتغيير موقع الضبعة الهدف منه تعطيل البرنامج وليس العكس.
** لماذا ؟
لأن الضبعة موقع تم اختياره من بين مجموعة من المواقع التى طرحت كأماكن محتملة، لإقامة المحطة النووية بعد دراسات مستفيضة، فالضبعة تعد الموقع المثالى لإنشاء محطة نووية، لأنه ينطبق عليه كل المعايير الأساسية، فلا توجد به فوالق أرضية، والنشاط الزلزالى به منعدم، والكثافة السكانية حول الموقع تخضع للمعايير الدولية وسرعة الرياح واتجاهاتها تم تحليلها، لذا فموقع الضبعة جاهز وعلى الدولة سرعة التحرك لإقامة هذا المشروع، ولكن قبل إقامته يجب نزع السلاح غير المرخص من يد البدو، وبسط همينة الدولة هناك ومحاسبة كل مَن تعدى على الموقع.
** أى المفاعلات تناسب الأجواء المصرية؟
المفاعلات لا تتأثر بالأجواء المحيطة
** ما نوع المحطات النووية التى من المفروض أن تتعاقد عليها مصر؟
مصر لا تملك رفاهية اختيار نوع المفاعل، فلم يتبق أمامنا إلا مفاعلات الماء المضغوط للتعاقد عليها، لأن نوع الكاندو أصبح أقرب للمستحيل الحصول عليه.
** وهل هذا النوع آمن؟
الجيل الثالث من مفاعلات الماء المضغوط يعتبر آمنًا جدًا، ولم يتعرض إلى أى مشاكل فى كل الدول التى تستخدمه وهو المفاعل الأكثر انتشارًا فى العالم الآن ومعظم تعاقدات الدول الجديدة من هذا النوع.
** وماذا عن التخوف من التسرب الإشعاعى الناتج عن المفاعلات؟
عليهم أن يقرأوا التقرير الحكومى اليابانى عن حادثة فوكوشيما، والذى ذكر فيه أن نسبة الإشعاع التى انبعثت لن يكون لها أى تأثير على معدل الإصابة بالسرطان، فتقرير منظمة الصحة العالمية جاء به أن نسبة الإصابة بمرض السرطان لن تزيد عن المعدل الطبيعى حول منطقة فوكوشيما، بعد ظهور هذين التقريرين تشجعت الحكومة اليابانية واتخذت القرار بإعادة تشغيل محطاتها النووية لمواجهة العجز فى الطاقة والذى أثر بشكل ملموس على الاقتصاد اليابانى.
** الكثير يقول إن نفس الإشكالية التى يعانى منها المفاعل الثانى الأرجنتينى هى نفسها المشاكل التى كان يعانى منها مفاعل تشرنوبيل فهل تعتقد أن المفاعل مع الإصرار على تشغيله يمكن أن ينفجر؟
بالطبع لا.. هذا كلام لا يمت للعلم بأى صلة، فالمفاعل البحثى لا يمكن أن ينفجر، فأبسط الفروق بين تشرنوبيل ومفاعلنا البحثى، إن تشرنوبيل كان يستخدم الجرافيت كمهدئ وفى المفاعل البحثى يتم استخدام المياه وهذا الفرق ينسف أى أوجه شبه، مع العلم أن تشرنوبيل لم يكن يعانى من أى مشاكل فنية ولكن حادثة تشرنوبيل جاءت نتيجة لخروج إحدى التجارب الروسية داخل المفاعل عن السيطرة.
** ولماذا فشلنا فى تشغيله منذ 15 عامًا؟
الفشل بدأ فى فترة التركيب، وعدم تشكيل لجنة لمراجعة التركيبات، وتم إسناد الموضوع من قبل المشرف إلى أحد رجاله وظهرت العيوب أثناء محاولات رفع قدرة المفاعل للتجريب وقبل الاستلام، وقد تصدت الدكتورة فايزة عبد المجيد رئيسة الهيئة سابقا، لمحاولات تمرير التسليم وبدأت فترة مبشرة ورضخت الشركة للكثير من الملاحظات، وبدأت الشركة بالفعل فى الإصلاح ولكن بعد انتهاء مدتها وتولى رئيس أخر، تم توقيع محضر الاستلام، لذلك يجب فتح تحقيق لمعرفة الحقيقة وتشكيل لجنة محايدة من خارج هيئة الطاقة الذرية لمراجعة محاضر الاستلام ومعاينة المكان على الطبيعة وتحديد العيوب وتحويل لجنة استلام المفاعل للتحقيق بحضور اللجنة الفنية.
** هل تعتقد أن به عيوب فنية؟
مفاعل لم يستطع العمل بشكل مستمر رغم مرور خمسة عشر عامًا هل تعتقدي أنه سليم.
** الدكتور على الصعيدى وزير الكهرباء فى وقت استلامه قال إنه به عيوب تصنيعية فلماذا تسلمناه؟
إذا كان الصعيدى هو وزير الكهرباء فى وقت استلام المفاعل يبقى يتحمل المسئولية برمتها، لأن الطاقة الذرية تتبع وزارة الكهرباء، وأعتقد أن ذلك عذر أقبح من ذنب، فلماذا لم يقم بتحويل الأمر بالكامل للنيابة.
** شركة اينفاب التى صنعت المفاعل لم يكن لديها أى خبرة تذكر وكان هذا التصميم الأول من نوعه وسلمتنا مفاعلاً من المفترض أن قدرته 22 ميجا ولكنه للآن لم يستطع أن يصل إلى 13 وبمجرد الوصول إليه يخرج فقاعات هوائية هل هذه الإشكالية فنية؟
الموضوع لا يتعلق بخبرة اينفاب أو عدم خبرتها الموضوع يتعلق بنا نحن كيف تسلمنا المفاعل، ولقد طالبت أن يتم تجريب المفاعل لمدة 19 يومًا عند 22 ميجاوات حتى يتسنى لنا الحكم عليه قبل الاستلام هذا هو الاختبار الذى يتم على أساسه تقييم أى مفاعل فى العالم، وليس مصر فقط وهو أن تقوم الشركة المنفذة بعمل اختبار للمفاعل مدة دورة وقود كاملة عند القدرة القصوى تحت إشراف الجهة المتعاقدة وفى حالة عدم تخطى المفاعل للاختبار يتم تقليل قدرة المفاعل تدريجيا حتى نرى القدرة الحقيقة لعمل المفاعل لمدة دورة وقود كاملة، حالة عدم قدرة المفاعل على العمل طبقًا لهذا من الممكن للدولة المتعاقدة أن تتطلب تفكيك المفاعل أو غرامة مالية كبيرة.
** وأين لجان الاستلام وتقاريرها؟
لا أعلم الكثير عن التقارير واللجان، لأننى غادرت مصر سنة 1998 ولم يكن تم استلام المفاعل بعد.
** الدكتورة ميرفت شنيشن رفضت المفاعل وتم إجبارها على الخروج على المعاش، والسجل التشغيلى يؤكد أن المفاعل لم يعمل طوال 15 سنة أكثر من 289 ساعة وتوقف بشكل فوجائى 16 مرة ألا يعد هذا سببًا لوجود فساد إدارى وفنى داخل الهيئة؟
ميرفت شنيشن صاحبة مدرسة متفردة وهى من أقوى العاملين فى المجال النووى علميًا وهى محقة تمامًا فى رفضها للمفاعل هناك قضية رشوة ظهرت فى الجرائد تورط فيها نائب رئيس الهيئة، فهل هناك دليل أكثر من هذا على الفساد.
** شركة اينفاب رفعت مذكرة مؤخرًا للحصول على تعويضات لعدم تشغيل المفاعل كيف يمكن مواجهة ذلك؟
أمر فى منتهى السهولة، وهو أن نقوم بطلب تحكيم دولى، وهناك مكاتب متخصصة فى ذلك لإثبات أن المفاعل به عيوب وفى هذه الحالة سوف نرجع على الشركة المنفذة بطلب لإصلاح العيوب الموجودة، لكن لابد أولاً أن يعترف الذين قاموا باستلام المفاعل أنهم أخطاوا وإن لم يحدث يتم فتح تحقيق شامل وموسع ويتم عمل لجنة من خارج الطاقة الذرية تماما لتقييم هذا المفاعل.
** وماذا عن موقف وزير الكهرباء السابق من هذه القضية؟
حسن يونس وزير الكهرباء السابق ظهر وكأنه محارب الفساد الأول ولكنه محارب كرتونى لأنه لم يتخذ أى إجراء قانونى لحل هذه الإشكالية.
** لماذا تسلمنا مفاعلاً به عيوب فنية؟
أتوجه بهذا السؤال لمحمد القللى وعبد العظيم واللذين رأسا الهيئة هل كنتما لا تعلمان أن المفاعل يعانى من مشاكل فنية حتى تضيفا إلى بلدكما مشكلة جديدة وهى مصنع إنتاج النظائر وتقومان بتوقيع عقد لإنتاج نظائر مع نفس الشركة المصممة للمفاعل ووضع شرط جزائي.
** هل يمكن إصلاح المفاعل أم إعادته لدولة المنشأ؟ أم هل يمكن أن تتم معايرته من جديد كما يقول مشغلوه ليعود إلى قدرته؟
أعتقد أن مَن يحتاج معايرة هم الأشخاص الذين يرددون كلمة معايرة فبعد 15 سنة لم يعمل فيها المفاعل، نأتى لنتكلم عن معايرة!!
** ما الحل لإنهاء هذه الإشكالية؟
بتحويل الموضوع لأى محكم دولي، وسيتم تحديد إذا كان العيب أتى من الشركة المنفذة مثلا أثناء التركيب، أم أنه حدث "حيود" مما جعل سرعة مياه التبريد لا تتفق مع التصميم ويؤدى إلى ظهور فقاعات أم أن المفاعل جيد والعيب يأتى من تشغيله.
** المفاعل تكلف 2.5 مليار دولار ولم نستفد منه غير فى عمل الأحجار الكريمة لدولة ألمانيا بحوالى 30 مليون يورو، آلا تعتقد أن هذا إهدار للمال العام، خاصة أن الدولة تكلفت ببناء مصنع للتشعيع داخل الهيئة؟
هذا السؤال من الممكن أن تتوجهى به إلى الجهات الرقابية والنائب العام للتحقيق.
** هذا يؤكد أن هناك صراعات الداخلية بهيئة الطاقة الذرية كانت تقف حجر عثر فى طريق البرنامج النووي؟
بالتأكيد وأدت إلى هروب الكثير من العلماء والكفاءات النووية مما أدى لهبوط المستوى.
** وما الحل حتى نتخطى هذه الخلافات ونستطيع إنجاز برنامجنا النووي؟
أن يصدر الرئيس قرارًا بإنشاء لجنة طاقة نووية على أن تكون مهمتها الإشراف على مشروع الضبعة من الألف إلى الياء وأتمنى أيضا آلا يكون هناك أى دور للطاقة الذرية وأن يقوم علماء المحطات النووية بإدارة هذا العمل لأنهم مدربون وبهم كفاءات وكوادر مؤهلة لذلك.
** هل يمكن للكوادر المصرية أن تدير المحطات النووية دون الحاجة إلى كوادر أجنبية؟
أنا شخصيًا كادر مصرى 100% ومكتوب على صدرى صنع فى مصر وتم تصديره، نحن لدينا كوادر لا تخطئها العين ويستطيعون إدارة المحطة بكفاءة واستعير كلمة الدكتور إبراهيم الفقى هنا "سفينة نوح صنعها هواه بينما تيتانيك صنعت بيد محترفين"، وبفرض أننا لا نملك كوادر أليس هذا ادعى لتوفير المعدات والمنشآت اللازمة لكى نكون هذه الكوادر، لدينا كوادر ولدينا الكثير لنقدمه كل ما نحتاجه فقط وضع نظام عمل جيد.
** لماذا لم تظهر هذه الكوادر؟
الكوادر تبنى عندما تجد مشروعات تعمل، حتى لا نسمع تهكم محمد البرادعى على المصريين عندما قال "إنهم لا يستطيعوا تشغيل جرار سكة حديد فكيف لهم بإدارة محطة نووية" وأنا أرد عليه ماذا قدمت لمصر من دعم فنى خلال رئاستك للوكالة لا شيء على الرغم من أن أحد أهم أهداف الوكالة تقديم الدعم الفنى ولكنك لم تستطع اتخاذ قرار يجبر اليابان على غلق فوكوشيما.
** هل تستطيع الطاقات المتجددة أن تكون بديلاً لطاقة الفحم أو الطاقة النووية؟
هل هناك أى دولة فى العالم بما فيهم ألمانيا قامت باستخدام الطاقات المتجددة فى تغذية الأحمال الصناعية؟ عندما يدلنى أحد من الذين يملأون الدنيا صراخًا بهذا المفهوم على مصنع حديد وصلب تتم تغذية أحماله الكهربائية من الطاقات المتجددة سوف أقول إنها تصلح لأن تكون بديلاً، عدا ذلك فهى تعتبر طاقة تكميلية ولا تحل محل مصادر الطاقات الكثيفة مثل الطاقة النووية وطاقة الفحم.
** وماذا عن تجربة ألمانيا؟
الذين يتكلمون عن تجربة ألمانيا الرائدة فى استخدام الطاقات المتجددة أغفلوا أن ألمانيا تستخدم طاقة الفحم ولديها مخزون هائل من الفحم ولا تزال تستخدم الطاقة النووية وتستورد طاقة نووية من فرنسا لإدارة صناعاتها الثقيلة وتستعمل الطاقات المتجددة فى الأحمال البسيطة مثل الإنارة والتدفئة للمحافظة على مخزونها من الفحم واستعماله لأطول فترة ممكنة، وهى تقوم الآن ببناء 17 محطة قوى كهربائية تستخدم الفحم.
** البعض يرى أن الطاقة الشمسية يمكن أن تحل محل الطاقة النووية؟
كل من يردد كلمة تحل محل غير متخصصين ومنهم شخص رأيته يكتب على الفيس بوك يعمل فى هيئة الطاقة الذرية ويهاجم بتهكم من يتكلم عن إقامة محطة نووية ويقدم نفسه على أنه خبير طاقة شمسية ويسافر على حساب الهيئة لحضور مؤتمرات طاقة شمسية وبحثت عن اسم المؤتمر فوجدت المؤتمر ولكن لم أجد اسم الشخص والمفاجأة أنه خريج كلية زراعة وحاصل على دكتوراه فى المحاصيل.
**هل لدينا يورانيوم فى مصر يجعلنا نستطيع الاستغناء عن الدور الأجنبى فى البرنامج النووي؟
وجود يورانيوم فى مصر بشكل اقتصادى يحدده خبراء مصر الموجودون فى هيئة المواد النووية، كما أن توافر اليورانيوم لا يجعل الدولة تقيم برنامجًا نوويًا بمفردها، لو كان هذا المفهوم صحيحًا لكانت أستراليا أقامت برنامجها دون الاستعانة بخبرات دول أخرى لأنهم يملكون احتياطى يورانيوم ضخم.
** هل تعتقد أنه أمامنا فرصة جيدة للاعتماد على الإمكانيات المتاحة لعمل مفاعل مصرى عن طريق استخدام الثوريوم؟
بالطبع.. من خلال تشجيع الأبحاث الخاصة باستخلاص الثوريوم وإمكانية تحويل الثوريوم إلى يورانيوم 233 والذى ينشطر مثله مثل اليورانيوم 235 ودراسة إمكانية إقامة مفاعل يعتمد على اليورانيوم 233 كوقود وبذلك يمكننا عمل وقودنا النووى بأنفسنا كمرحلة مستقبلية، وأرجو من الحكومة المصرية المحافظة على هذا المخزون.
** وكم مخزون الثوريوم الموجود لدينا؟
مصر لديها مخزون كبير من الثوريوم وهى من الدول المصنفة أن لديها مخزون، وأرجو أن تصدر الحكومة المصرية قرارًا بمنع تصديره أو تصدير أى معادن نادرة واستخدامها محليًا عدم التفريط فيه بأى شكل من الأشكال.
** ما النظام الملائم للاتفاق على البرنامج النووى؟
أؤيد تمامًا عمل بروتوكول تعاون فى المجال النووى مع إحدى الدول التى نحتفظ معها بعلاقات جيدة، وأن يكون هذا البروتوكول متضمناً نقل الخبرات وإقامة محطة نووية مع تعظيم المكون المحلي، وكذلك إقامة وحدات تصنيع وقود والبحث عن خام اليورانيوم، واستخراجه بشكل اقتصادى وإن أمكن إقامة وحدة تخصيب فى حدود المسموح لبرنامج نووى سلمى.
** معنى ذلك أن نظام المناقصة أثبت فشله؟
هذا صحيح.. فنظام المناقصات على إقامة المحطات النووية فاشل، ومثال لذلك ما حدث مع البرازيل فى محطة انجرا وإيران محطة بوشهر من انسحاب الشركة المتعاقدة لحدوث ضغوط نتيجة تغيير فى السياسة العالمية، لكن المفاعل الذى تم شراؤه من الأرجنتين هو مفاعل أبحاث ولم يكن محطة نووية وظروف تعاقد مصر مع الأرجنتين تغيرت تمامًا الآن.
** ما رأيك فى مطالبة علماء الطاقة باللجوء إلى محكمة العدل الدولية بعد اعتراف إسرائيل بقتل الدكتور يحيى المشد فى فيلم "غارة على مفاعل"؟
جميع المستجدات التى ظهرت مؤخرًا بالنسبة لاغتيال الدكتور المشد تؤكد أنه من الأفضل أن تتقدم الخارجية المصرية بطلب رسمى للحكومة الفرنسية بفتح التحقيق مرة أخرى مع إضافة الأدلة الجديدة لانتزاع اعتراف رسمى من فرنسا بإدانة الكيان الصهيوني.
**وهل ظهور هذا الاعتراف الآن بمثابة تهديد غير مباشر إلى الجمهورية الجديدة بمصر؟
الفيديو موجود من وقت طويل وقبل التغييرات التى حدثت فى مصر ولا يعنى أى تهديد ولكن توقيت ظهوره فى مصر ارتبط بالتغييرات الجديدة، وأرى أن ترسل الحكومة المصرية تحذيرًا رسميًا للحكومة الإسرائيلية بأن أى عملية اغتيال تطول أى مصرى معناها إلغاء الاتفاقية وإعلان حرب.
** اغتيال العلماء طريقة من طرق إسرائيل حتى يتوقف البرنامج النووى المصري، فما الحل للخروج من هذا المأزق؟
هم يحاولون تعطيل العمل باغتيال العلماء وما حدث فى إيران مؤخرًا دليل على ذلك، الوضع فى مصر مختلف لأن إسرائيل لا تستطيع أن تلمس أحدًا داخل مصر لوجود اتفاقية سلام بين الدولتين.
** وما الاختلاف؟
مشكلة مصر مع إسرائيل مختلفة تمامًا عن مشكلتها مع إيران أو العراق ليس بسبب المعاهدة وحسب ولكن مصر دولة حدودية وأى تخطى من إسرائيل بالنسبة لمصر يعتبر وبالاً على إسرائيل فى ظل المتغيرات الجديدة فى مصر.
** هل تعتقد أنها كانت السبب الرئيسى فى فشل البرنامج النووى أم أنها كانت سببًا من الأسباب؟
اغتيال عالم أو حتى عشرة ممكن يعطل البرنامج ولكن لا يؤدى لفشله والدليل أن البرنامج الإيرانى مستمر على الرغم من اغتيال عدد من علماء إيران فى هذا المجال.
** ما السبب فى فشل برنامجنا النووي؟
السبب الرئيسى فى فشل البرنامج النووى المصرى إلى الآن يأتى من القيادة السياسية السابقة التى كانت لا تملك الوعى المعرفى الكامل لإدراك أهمية التكنولوجيا النووية وقام الرئيس السابق بتجميد المشروع وتم الإعلان عنه ثانية للوجاهة الإعلامية ولكن لم يتم اتخاذ قرارات تحول التهليل الإعلامى لواقع ملموس.
** وهل لهذا السبب هاجمت أبو الفتوح؟
لقد هاجمت أبو الفتوح ولم أنتخبه بسبب برنامج الطاقة الذى أعلنه وهو برنامج وهمى لا وجود له، ووجود شخص مثل أبو الفتوح على رأس القيادة كان سيؤدى إلى مزيد من التدهور لأنه تكلم عن إدخال الطاقة النووية الاندماجية لمصر ومن المعروف أن الطاقة النووية الاندماجية فى طور الأبحاث والتوقعات أنها لن تظهر قبل 2050 كمصدر طاقة.
** كلمة لمسئولى الطاقة النووية فى مصر؟
السادة المسئولون عن هذا البلد إما أن تقفلوا الأقسام التى تدرس الهندسة والعلوم النووية، أو تقوموا بتكليف هؤلاء الطلاب فى الهيئات النووية وبدون إعلانات توظيف، فليس من المنطقى بأن يتم تعيين خريجى طب وزراعة وآداب وصيدلة فى الهيئات النووية وعلى درجات علمية، ويذهب مهندس نووى ليعمل فى شركة الحرير الصناعى لأنه ليس هناك إعلان وظيفى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.