منذ أيام .. صرح الدكتور أحمد عبد العال، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للأرصاد، بأنه من المنتظر أن يبدأ فصل الخريف على مصر 22 سبتمبر الجارى ويستمر لمدة ثلاثة أشهر قادمة ، وأضاف ، أن الخريف يعتبر من أجمل فصول السنة على مصر، إلا أنه أحياناً ما يتخلله حالات من عدم الأستقرار فى الأحوال الجوية إذا ما توافرت بعض التوزيعات الضغطية التى تؤدى إلى ذلك وينتج عنها بعض الظواهر الجوية العنيفة وعلى رأسها تكاثر السحب الممطرة والرعدية التى يصاحبها عادة سقوط للأمطار الغزيره على السواحل الشمالية للبلاد خاصة محافظة (الإسكندرية) وتصل لحد السيول أحيانا على محافظات صعيد مصر وسلاسل جبال البحر الأحمروسيناء نظرا لطبيعتها الجغرافية. وطالبت الهيئة العامة للأرصاد الجوية بكل المحافظين والمسئولين لهذه المحافظات اتخاذ التدابير والأستعدادات اللازمه مبكرا لمجابهة هذه الظاهره بهدف تأمين وسلامة أرواح السادة المواطنين والمنشأت وللمحافظة على شبكة الطرق وعلى تأمين حركة السياحة وأنتظام حركة المرور داخل جميع المحافظات ، وجدير بالذكر بأن الهيئة سوف تصدر تحذيراتها وإرسالها للمحافظات المعنية بسوء الأحوال الجوية فيها وعلي رأسها ظاهرة السيول قبل حدوثها على الأقل ب 72 ساعة على الأقل. هذه التحذيرات التى أطلقتها الهيئة العامة للأرصاد الجوية أثارت حالة من القلق داخل ما لا يقل عن 15 محافظة مصرية تتعرض للسيول بدرجات متفاوتة . ولذلك قررنا فتح هذا الملف من خلال دراسة مهمة أصدرها المركز المصرى للدراسات والأبحاث الإستراتيجية بعنوان " سياسات الحد من مشكلة السيول في مصر-الواقع والبدائل " والتى أعدها الباحث أحمد رشدي عرفات . الدراسة قدمت بعض البدائل المساعدة في حل مشكلة السيول والتخفيف من أضرارها فضلاً عن الاستفادة من اندفاع مياه السيول أو الاستفادة منها بعد استقرارها وركودها. الدراسة أكدت أن السيول بالنسبة لمصر مشكلة كبيرة لان ما هو معروف عن الدولة المصرية هو اعتدال الجو في فصل الشتاء، وفي حالة سقوط الامطار لا تكون بتلك الغزارة، لذلك كان علي الدولة ان تراجع سياساتها في مواجهة تلك السيول، لما لها اضرار اقتصادية واجتماعية وبيئية وغيرها من الاضرار التي ستلحق بالمجتمع، فعلي الرغم من ان السيول نعمة الا انها تحولت لتصبح نقمة، ونظراً لاقتراب فصل الشتاء وما يصاحبه من سيول . وأشارت الدراسة إلى أن مصر تعانى من مشكلة السيول وخاصة تلك المناطق الساحلية الممتدة علي البحر الاحمر والبحر المتوسط، فنجد بأن الساحل الشمالي الغربي لمحافظة الإسكندرية الي السلوم تعاني من السيول، وكذلك سيناء والمناطق الممتدة فيها وايضا في صعيد مصر. فالسيول التي تعرضت لها مصر لم تكن متتالية ولكنها كانت على فترات متفاوتة فنجد بأن اول السيول التي ضربت مصر كانت عام 1947م، ونجد ايضا تكرار السيول في عام 1975م ثم عام 1987م ثم حدث ايضا عام 1990 ثم تكررت السيول عام 1994م ثم 1996م ولكن بعد ذلك اختفت تكرار السيول الى أن رجع حدوثها مرة اخري عام 2013 و2015 و2016 م فنجد مما سبق بأن مصر ليست من الدول المعتادة على حدوث السيول فخلال 60 عام الاخيرة نجدها حدثت 10 مرات وهو معدل منخفض جدا بالنسبة للدول الأخرى المعتادة علي حدوث ذلك، ولكن من ناحية اخري فنجد بأن مصر تعرضت للسيول أخر 5 سنوات 3 مرات ، وذلك انذار شديد للحكومة المصرية بضرورة ان تأخذ باعتبارها ذلك، وان تقوم باتخاذ الاجراءات اللازمة من أجل الحد من خطر السيول وكذلك الاستفادة منها ايضا.