التسول ظاهرة استاء منها الشارع المصرى وتحديداً فى شهر رمضان الكريم، لانتشارها فى ميادين وشوارع المحروسة الرئيسية منها والجانبية، والأعجب أن بعض هؤلاء يتوارثون تلك الظاهرة أبا عن جد، وينشأ أجيال لا تعرف المسئولية ولا تعى مفهوم قيمة العمل استناداً للحديث الشريف: "ما أكل أحد طعاماً قط خير من أن يأكل من عمل يده وإن نبى الله داود كان يأكل من عمل يده". "المصريون" قامت بجولة فى شوارع القاهرة، والتقت بعض هؤلاء المتسولين، فقابلنا فى البداية أم آية أمام مسجد الفتح برمسيس، تقول إن رزقها بعد صلاة التراويح فى حدود 40 جنيها، تنفق منهم على تعليم ابنتها آية وكانت تعمل بائعة سجاير ولكن السجاير حرام!! وطليقها لا يدفع شيئا فى مصاريف آية. أم جسار، سيدة عاجزة لا تتحرك بسهولة لأنها سقطت من الدور السادس، تجلس أمام الجمعية الشرعية برمسيس وترتدى نقابا وإيمانها شديد بنصر الله بعد وفاة زوجها لأنها تعول 3 أبناء، قالت: قاعدين فى منزل إيجار، وده منزل والدتى وهذا هو السبب فى عدم حصولى على معاش من الحكومة وتجلس بعد الإفطار وتتحصل على حوالى 150 جنيها فى اليوم. عايدة ووالدتها ومنى المطلقة بنفس الرصيف بالتساوى تحكى والدة عايدة 58 عاماً: قبض عليها ذات يوم بتهمة التسول، فاتجهت لبيع المناديل والبسكويت، علشان جهاز ابنتها والصرف على الأولاد، وتقول مكانى الثانى فى شارع مراد بالجيزة، وأنا وابنتى أمام الجمعية فى شهر رمضان فقط. منى مطلقة ولديها 3 أولاد بجوارها على الرصيف وظروف الحياة قاسية، تجلس فى حجرة فى الدويقة ب 60 جنيها، حلمها الكبير كشك، وتقول: قامت الثورة وأنا لا أرى غير علب البسكويت والمناديل اللى أمامى والحل هو كشك. الحاجة عيوشة تجلس أمام مطعم عزوز على حجارة فى وسط المارة تقول قلبى اتهرى من كلمة حاجة لله طوال اليوم ب3 جنيهات فقط، وهاعمل إيه جوزى مات وساكنة فى عين شمس. الحاجة صباح فى شارع السبتية تجلس منذ ستين سنة فى نفس المكان، ولا يوجد بديل لصعوبة الحياة، وأولادى بيتاجروا فى البلاستيك ومعاش السادات دلوقتى 148جنيها والدولة هتعملنا إيه؟ محتاجة كشك. بجوار حى الأزبكية والمركز التكنولوجى لخدمة المواطنين يجلس شاب وبجواره ابنه أبو الحسن من سوهاج ويعمل بمهنة تصليح كلاكسات السيارات وإعادة بيعها للسائقين وفى اليوم ب20 جنيها أو 15 جنيها ويقول: هعمل إيه؟ طلقت أم ابنى وذهبت التحرير محدش سأل فيا. وتقول أم رحمة الشقة اتحجز عليها علشان الإيجار فى الخصوص، عليا إيجار 2400 جنيه، فى الشهر 165 جنيها، صاحب الشقة طردنى ولا يوجد مأوى سوى والدتى وهى كبيرة السن وهعمل ‘يه دلوقتى؟.. أختك اللى من دمك مبتصبرش عليكى الغريب هيصبر إزاى! وحالات عديدة وعجيبة أيضا ومنها الحاج عبد الشافى يشكو من عدة أمراض ولا يوجد معاش ولا مسكن ولا أى شىء آخر سوى جلوس الرصيف والمارة ولديه أولاد والبنات متجوزين، والأولاد عاطلين، والحاج صابر يعانى من ورم فى قدميه ويسكن فى حديقة خلف مبنى الأهرام ويريد العلاج على نفقة الدولة، وآخر من الفيوم ويبحث عن العلاج وذهب تكرراً للعلاج ولا يزول الورم ولا يوجد أولاد ولا معاش ولا أى شىء آخر من الحياة ويريد العلاج. ظاهرة التسول فى الشوارع والميادين أصبحت مثل الورم تنتشر فى جميع شوارع القاهرة وأحد معالمها، وأصبحنا نعانى من الكسل، ولابد أن تتدخل الدولة فبعض السيدات فى حاجة بالفعل للمساعدة وطالبن بأكشاك للقضاء على هذه الظاهرة، ننتظر من حكومة الثورة فتح هذا الملف.