«ممكن حد يساعدنى ويقولى إزاى أصرف من ال 115 جنيه معاش و40 جنيه منحة تعليم لكل طفل من أطفالى الثلاثة، وأدفع منها 200 جنيه إيجار شقة، دا غير فواتير الكهرباء والميه، وثمن المجموعات الدراسية، والأكل واللبس والعلاج؟» بهذا السؤال الذى يبحث له خالد عبدالحميد عبدالرحمن عن إجابة تحدث إلى «المصرى اليوم»، وقال: أنا رجل عمرى «36 عاماً» لأب أنجب 13 ابناً وابنة، كان يسجل أسماء كل 3 أبناء منهم «مرة واحدة»، لهذا فإن عمرى وفقاً لشهادة الميلاد 29 عاماً، ولكننا لم نحصل على أى تعليم، حيث كنا نعمل بالجوار من عزبة قرنة الرقة الغربية بالعياط، كنا نخرج إلى مصانع الطوب نعمل بها ليل نهار كى نوفر ما يكفى طعامنا، ولكننى عام 89، أصبت بحادث أدى إلى بتر ذراعى اليسرى، ومن يومها عشت بلا عمل وبلا أمل، فكنت أجلس بالمنزل وينفق على إخوتي، إلى أن قررت أن أتزوج عام 98، وقتها لجأت إلى وزارة التضامن الاجتماعى من خلال إحدى الجمعيات الخيرية، التى من خلالها حصلت على ترخيص عمل كشك وعندما توجهت به إلى الوحدة المحلية اختار لى المسؤولون بها مكاناً لا يمر من عليه أحد فرفضت الامتثال لقرارهم وقررت أن أنزل إلى القاهرة، لأسكن فيها وأحاول أن أجد قوت يومى وزوجتى، وبعد ذلك أولادى من خلال رخصة الكشك. ويضيف: انتقلت من عزبة قرنة إلى ناهيا ووجدت المعاملة نفسها من المسؤولين الذين اختاروا لى مكاناً لا يختلف كثيراً عن نفس مكان الكشك بقريتي، فقررت أن أبحث لنفسى عن عمل آخر يوفر لى بعض المال، فكنت أخرج يومياً من ناهيا إلى شارع قصر العيني، بجوار قصر الفرنساوي، حيث أجلس على الرصيف ومعى الجرائد اليومية، أبيعها طوال اليوم وأعود إلى أسرتى كل مساء، ولا توجد لدى أى فرصة للعودة إلى قريتى بعد أن أنجبت 4 أبناء، ويستكمل خالد: القبض علىّ من قبل الشرطة وحبسى من الساعة 9 إلى 3 عصراً أمر معتاد، ويتم بعده تحرير محضر كبائع متجول أو متسول لأننى صاحب إعاقة، حتى إنه فى عشر سنوات وصلت محاضر التسول وإشغال الطريق إلى العشرات دون مراعاة لحالتى الصحية أو عجزى، ومع كثرة مصادرة الجرائد الخاصة بى وصلت مديونياتى لموزع الجرائد إلى 1750 جنيهاً، لا أعرف كيف أردها، ولولا حصولى على معاش معاق من وزارة التضامن يصل إلى 115 جنيهاً و40 جنيهاً لكل ابن من أبنائى الذين التحقوا بالتعليم لما استطعت أن أدفع إيجار شقتى فقط، ولكن من أين أستكمل باقى نفقاتى؟! لا أريد من الحياة إلا أن أعود إلى قريتى، وبدلاً من ترخيص الكشك الذى لم أستفد منه شيئاً تستبدله وزارة التضامن أو محافظة حلوان ب«جرار زراعى» أعمل عليه وأنفق منه على أولادى لأننى مللت الحياة بشوارع القاهرة التى لم تمنحنى سوى «البهدلة» و«الدَين» ومحاضر الشرطة والنوم دون عشاء.