خيم الحزن على محافظة الدقهلية خلال تشييع جثامين 3 من أبنائها الذين قضوا فى حادث رفح الأليم، حيث قامت القوات المسلحة بتشييعهم فى جنازة عسكرية مهيبة حضرها أهالى المحافظة، وتم إطلاق 21 طلقة على قبر كل منهم. "المصريون" ذهبت إلى قرية بساط كريم الدين التابعة لمركز شربين مسقط رأس المجند وليد ممدوح زكريا قنديل، والذى راح ضحية العدوان الغاشم على كمين الجيش المصرى فى رفح. وفى منزل أسرة الشهيد أصيبت والدة الشهيد عزة إبراهيم عبد الرحيم زهرة، التى تعمل بمشروع "مياه بساط"، بصدمة أدت إلى انهيارها ودخولها فى نوبات حادة من البكاء الهستيرى. ووسط دموعها أشارت إلى أن الشهيد "وليد" هو ثالث أشقائه الأربعة حيث إن ابنها الأكبر هو محمد 27 سنة، حاصل على دبلوم ثانوى تجارى، والثانى طارق 25 سنة حاصل على دبلوم ثانوى صناعى، والشهيد ممدوح 23 سنة حاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية، والأخ الأصغر كريم بالصف الثالث الثانوى، ووالدهم يعمل بمجلس مدينة بساط. وقالت والدة الشهيد والدموع تملأ عينيها حتى تبللت ملابسها السوداء: كان عندى إحساس بأن ممدوح سيحدث له مكروه، فاتصلت به صباح يوم الحادث ولم يجب، مشيرة إلى أنه أخبرها فى إجازته الأخيرة قبل شهر رمضان برغبته فى الزواج بعد أن ينهى فترة خدمته العسكرية التى لم يتبق سوى 3 أشهر. وأضافت أن بعض أصدقائه أبلغها بإصابة نجلها فى حوالى الساعة الثانية صباحا على الحدود، وأنه مصاب بالقدم واليد، فحمدت الله أنه بخير وسنقوم بعلاجه، ولكن أحد الضباط أخبرنا بأنه استشهد وليس من المصابين. وأكد طارق، شقيق الشهيد، أن آخر مكالمة هاتفية من شقيقه قبل الإفطار يوم الحادث مباشرة وكان يريد التحدث إلى والده ووالدته ولم يتواجدوا بجوارى وكأنه كان يريد أن يودعهم فطلب منى أن أحول له رصيدا لهاتفه المحمول وأن أسعى فى محاولات نقله من مكانه لأنه غير مرتاح فى موقعه. وأصيب الوالد بصدمة عصبية ولم يتمكن من الجلوس بمضيفة مسجد الخطاب الذهبى التى انتظر بها أهالى القرية لاستقبال الجثمان وأخذ العزاء. وتقول زوجة شقيق الشهيد عن وليد: "كان هو السعادة التى تملأ المنزل والقرية، كان حنونا يحلم بأن يخطب ويتزوج ويستقر، كان طموحا لأقصى حد وكانت إجازته القادمة مع قدوم العيد". وأوضحت أن آخر زيارة له للقرية كانت قبل 5 أيام من وفاته، حيث نزل خصيصا للاطمئنان على صديق له أصيب فى حادث. وعن طريقة تلقى أهله خبر استشهاده، إن والده ووالدته لا يستطيعان التحدث ولا يصدقان ما حدث ولا نحن. وفى مركز نبروه كان المشهد أشد قسوة، حيث إن أسرة الشهيد الثانى بالدقهلية حامد عبد العاطى عبد العزيز حامد، 22 سنة، الحاصل على معهد سياحة وفنادق، لا تعلم خبر وفاته، وتحاول الاتصال به للاطمئنان عليه؛ ولكنه لا يجيب. وأكد والد الشهيد حامد عبد العاطى 52 سنة فلاح أنه علم بأن هناك حادث انفجار فى رفح وحاول الاتصال بابنه على تليفونه الخاص لكى يطمئن عليه ولكنه لم يرد، مشيرا إلى أنه أمضى معهم أول 5 أيام فى رمضان انشغل خلالها بتجهيز شقته والتى سوف يتزوج فيها خامس أيام عيد الفطر المبارك. وأشارت والدته إلى أنها شعرت بأن نجلها أصابه مكروه وظلت تصرخ وحاول زوجها وابنها تهدئتها إلا أنها لم تتمالك نفسها. وأكد شقيقة عبد العزيز 21 سنة حاصل على بكالوريوس تجارة أن حامد قضى بالخدمة العسكرية عاما ونصف عام وأنه اتصل بوالديه قبل الإفطار أمس للاطمئنان عليهما. فيما تلقت أسرة خطيبته خبر استشهاده عن طريق أحد أقربائهم بالصدمة، خاصة خطيبته نعيمة زينهم التى أصيب بالإغماء ورفضوا إخبار أسرة الشهيد بالنبأ. وعلى صعيد آخر، خيم الحزن على كل أهل القرية "الستايتة" التابعة لمركز المنزلة، والذى ولد وعاش فيها شهيد الواجب الوطنى محمد إبراهيم إبراهيم عبد الغفار، 22 سنة المجند بقوات حرس الحدود والذى استشهد فى أحداث رفح جراء حادث الإرهابى. وأكد أهالى القرية أن محمد كان الساعد الأيمن لوالده، وكان المقرب إليه دائمًا، ويقوم بمساعدته فى تجهيز شقيقاته الثلاثة أثناء زواجهن، خاصة أن والد الشهيد يعمل شيخ خفر بالقرية وأصابه المرض منذ فترة ويحتاج إلى نقل دم من حين لآخر، وكان محمد دائما هو الذى يتبرع بدمائه له. الوالد المكلوم سمع نبأ استشهاد نجله من خلال مكبر الصوت بالوحدة الصحية بالقرية، فرقد على سريره بعدها منهارًا وانخرط فى البكاء، مؤكدا أن الشهيد كان قد وعد أسرته بالنزول لحضور فرح شقيقته فى ثالث أيام العيد.