(محفوظ دياب محفوظ مجاهد) - أحد المتهمين الذين تم إلقاء القبض عليهم بتهمة التهريب في محافظة سوهاج، وتم نشر فيديو القبض عليهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، ما أثار حالة من الغضب والسخط داخل المحافظة، وتعاطف الجميع معهم. (محفوظ) وهو الطفل الأشهر ضمن المقبوض عليهم، بما يمتلكه من فصاحة وجرأة، يبلغ من العمر 16عامًا، حاصل على الشهادة الإعدادية، يقيم بقرية المدمر التابعة لمركز طما شمال محافظة سوهاج. ويعيش محفوظ في أسرة متوسطة الحال، مكونة من الأب والأم و4 إخوة ولد و3 بنات هو أكبرهم، وجميعهم في مراحل تعليمية مختلفة، يعمل والده في مخبز، ووالدته ربة منزل وغير متعلمة. اضطر محفوظ إلى السفر للبحث عن فرصة للعمل خلال فترة الإجازة، كي يساعد أسرته ويوفر نفقاته، ويتمكن من شراء "لبس العيد" له ولإخوته ليدخل عليهم البهجة والسعادة. وتسكن أسرة (محفوظ) داخل بيت بسيط، به غرفتان إحداها بها سرير قديم، وفي زاوية المنزل توجد غسالة عادية وبوتاجاز متهالك. وتعيش الأسرة على دخل الزوج، والذي يعمل طوال اليوم لتوفير المصروفات ونفقات المنزل، بعيًدا عن ذل السؤال. وعند سؤال أهالي قريته أكد لنا معظمهم أن محفوظ شخصية مسالمة، ومحب للغير، وله أصدقاء معروف فيما بينهم بالطيبة والجدعنة. يقول (محمد) - صديق محفوظ- "عمره ماعمل مشكلة مع حد وبيحب الناس كلها وكلنا زعلنا لما عرفنا إنه اتقبض عليه". وأضاف (حسان) أحد أصدقائه أن الجدعنه صفة من صفات محفوظ الذي كان يحلم بأن يصبح "ضابط شرطة" ويأمل أن تسمح له الظروف بتحقيق حلمه. أمّا والده فيقول "انا ما طلبتش منه انه يسافر، هو قالي انه رايح اسكندرية يفسح مع زمايله، وبعدها بكام يوم اتصل بيا وقال انه سافر بورسعيد عشان يشتغل، وانا ما طلبتش منه انه يساعدني في مصاريف البيت، انا كل اللي عايزه منه إنه يكون راجل ويتحمل المسؤلية وحرام اللي اتعمل في ابني ده والبهدله اللي هو فيها". وأضاف " محفوظ كان نفسه يبقى ظابط، وكان دايمًا بيقولي لما اكبر والدنيا تديني وتضحك في وشي وابقى ظابط هاشرفك بين الناس كلها وهاخليك مش محتاج حاجه واحنا الحمد لله مستورين ومش ناقصنا شئ، ابني اتكلم بلسان الناس الغلابة المقهورين في البلد دي". وأكد والد محفوظ أنه لم يكن يعرف شيئا عن قصة عمله تمامًا، لأنه دائم السفر مع أصدقائه، وزيارة بعض الأقارب خارج المحافظة وكانت المفاجأة سفره من الإسكندرية لبورسعيد بعد ضغط أصدقائه وحديثه معهم. وطالب والده بضرورة محاسبة المسؤلين عن تشوية صورة ابنه وزملائه مؤكدًا على أنه سيقاضي محافظ بورسعيد والمحافظة عما تم نشره وتصوير ابنه داخل قسم الشرطة وهو مقيد ب" الكلابش الحديدية". كانت قد سادت حالة من الاستياء على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، عقب نشر الصفحة الرسمية لمحافظة بورسعيد على صفحتها على موقع التواصل "فيسبوك" فيديو لعدد من الأطفال بينهم (محفوظ) الذين جرى ضبطهم أثناء قيامهم بتهريب البضائع الأجنبية غير خالصة الرسوم، عبر المنافذ الجمركية بالمحافظة، وتم عمل حوار مع الأطفال المتهمين ، ما أثار حالة من السخط لدى الشارع السوهاجي.