تحول البرتغالي مانويل جوزيه منذ عودته لتدريب الأهلي قبل عامين إلى طاووس كبير، وكان قد خرج منه مطرودا ذليلا بعد فشله في أول موسم له، وفقده الدوري العام لصالح الاسماعيلي. الآن هو كبير الكبراء في الأهلي. يعقد المؤتمرات الصحفية التي يقرر فيها سياسة النادي الحالية والمستقبلية، يثير الفتن مع الزمالك، ويختار الوقت الذي تكون فيه الفتنة نائمة فيوقظها، ليس مع الزمالك فقط، بل مع كل أندية مصر!! يتكلم باسم الأهلي معتقدا أنه صالح سليم في زمانه، ومع هذا فان المايسترو بكل قوة شخصيته الأسطورية، لم يكن أبدا شخصية طاووسية مغرورة مسيطرة مثل جوزيه، الذي يرمي حممه في كل مكان، طويل اللسان، غير مهذب عندما يتناول أندية أخرى أو زملائه من المدربين! هو يعتقد أنه الذي أوصل الأهلي إلى ما هو عليه الآن. يتحدث بمنتهى الغرور في مؤتمره الصحفي الأخير، عن نادي القرن الذي احتاج 15 عاما ليحصل على بطولة الأندية الأفريقية عام 2002، وعن احتكار الزمالك للبطولات المحلية قبل أن يشرف جوزيه بطلته البهية وعرش الطاووس الذي يجلس عليه، والذي يظن أنه يفوق عرش آل بهلوي في ايران قبل زواله! يريد أن يقول إن الاهلي قبله لم يكن شيئا.. وان هذا النادي الذي يفوق كل أندية القارة الأفريقية في عدد البطولات التي حصل عليها على مر تاريخه، كان مجرد متفرج على بطولات يحتكرها منافسه الزمالك! وتحدث عن الأهلي الجديد الذي بناه ليأخذ كل البطولات المحلية والقارية خلال الست سنوات القادمة.. وتحدى الآخرين بأنه سيستمر في شراء أفضل اللاعبين ليتحقق هذا الاحتكار سواء بقي مع الاهلي أو تركه! وحتى لا يذهب غرور هذا الطاووس بعيدا فان مدرب نجع صغير في صعيد مصر، يستطيع بفريق الأهلي الحالي أن يحصل على البطولات دون أي مجهود. فتحي مبروك مثلا أفضل منه كثيرا، فقد حصل بفريق عادي ومنهك من الأهلي لم يكن يضم أي من اللاعبين الحاليين على بطولة كأس مصر! أما هو فقد خسر هذه البطولة أمام فريق المقاولون العرب بقيادة حسن شحاتة الذي كان يلعب في دوري المظاليم، لانه لم يكن في الفريق لاعبو الدراويش بركات ولا النحاس ولا الشاطر! النحاس والشاطر فقط عندما كانا مع الدراويش انزلا بالأهلي هزيمة ساحقة، أربعة اهداف بلا مقابل، ليتم اقاله زميله البرتغالي اوليفييرا الذي كان جوزيه قد رشحه للأهلي! ويوم مباراة المقاولون اتحفنا جوزيه بتغييرات مضحكة وتشكيل هزلي.. فقد لعب المدافع وائل جمعة رأس حربة، واستنفذ تغييرات الفريق الثلاثة بغباء شديد، فلما اصيب حارس مرماه وخرج، ارتدى احد مدافعيه زي الحارس ليلعب بدلا منه! ولما ذكره الصحفيون في مؤتمره الصحفي بهذه النكتة التي اضحكت وأبكت كل أهل المحروسة، سخر كثيرا من السائل، واصفا ما حدث في هذه المباراة بأنه لا يمكن ان يتكرر، فهل ستنكسر ساق الحضري مثلما انكسرت ساق امير عبدالحميد في مباراة المقاولون؟! اتذكر عندما لعب أمام الدراويش الذي كان يلعب بنجومه الذين خطفهم جوزيه ليصنع لنفسه مجدا لا يستحقه، فقد أرهقه واتعبه محسن صالح بالجمل التكتيكية والخططية، لكن جوزيه لم يكن في ذلك الوقت سوى مدرب يتسول كلمة ثناء من هذا او ذاك، وعندما ذكرها محسن صالح في نهاية المباراة، دمعت عيناه ولمعت وانحنى شاكرا، ولم يكن ينقصه سوى ان يقبل يد هذا المدرب المصري! أكثر من ذلك فان جوزيه يتصور نفسه رسول العناية الالهية لرفع قيمة الكرة المصرية عالميا، ويهين جمهور الأهلي نفسه، ويطرده في كل مرة من حضور التدريب بدون وازع من احترام!.. وعندما يسئل عن ذلك يتحجج بأنهم مجموعة من الصبية وتلاميذ المدارس! والأعجب أن الصحفيين الذين حضروا مؤتمره الصحفي جلسوا مثل التلاميذ يستمعون إلى هرطقاته ودروسه لهم، وكيفية أن يكتبوا تقاريرهم! لقد تكرم الرجل عليهم ودعاهم إلى الجلوس في حضرته ليسألوه ويجيبهم، وكان يخصص لهم مؤتمرات صحفية اسبوعية تراجع عنها بعد ذلك تأديبا لهم على تقاريرهم غير الدقيقة من وجهة نظره، وعندما يدرك ان لسان حالهم يقول له "سامحنا واغفر لنا.. لقد تعلمنا".. يضيف: انني دعوتكم لهذا المؤتمر رغم أنني أعلم أن بعض الصحفيين لا يحبونني! بعنجهية شديدة يتحدث عن الخسارة الكبيرة التي سيمنى بها المسئولون عن الرياضة في مصر لأن مباراة نهائي أفريقيا لن تقام باستاد القاهرة. ويجعل نفسه راعيا لكل الجماهير باختلاف ميولها وانتماءاتها، ثم يفاجأ الجميع بأنه لو خسر النهائي فهذا أمر طبيعي ولن يموت أحد! ومع ذلك يعود لغروره عندما يسئل عن نظيره مدرب النجم الساحلي ويتكلم عنه بطريقة غير مهذبة ناسيا أن الكرة فوز وهزيمة، وأنها لا تعني في حقيقتها أكثر من كونها مباراة ترفيهية من 90 دقيقة يعود بعدها الناس لحياتهم الجادة والبحث عن لقمة العيش! [email protected]