عودة البرتغالى مانويل جوزيه لقيادة النادى الأهلى للمرة الثالثة أخذت حيزا كبيرا من اهتمامات الخبراء والمهتمين.. وسال لها مداد الكثيرين بين مؤيد لوجوده ومعارض له.. ولا أظن ان عودة الرجل تحتاج لمزيد من الكلام بل تتطلب فقط الانتظار وعدم إصدار أحكام مسبقة عليه سواء كانت بالسلب أو الايجاب لأن الأهم من ذلك كله هو قياس الفارق بين جوزيه وغيره من خلال الملعب والأداء وليس بتاريخه السابق مع الأهلى أو مع غيره.. فكرة القدم دائما وأبدا لا تعترف بالماضى مهما كان جميلا بل تقر فقط بالحاضر وما يمكن ان يتحقق فى المستقبل.. ولو كان تقييم جوزيه بماضيه وانجازاته مع الفريق الأحمر سببا فى قدومه لكان من باب أولى ان يبقى الأهلى على حسام البدرى لأنه فاز بالدورى بفارق 10 نقاط عن الزمالك أقرب منافسيه.. وأطاح به من الكأس بالفوز بثلاثية فى الموسم الماضى.. بينما قاد جوزيه نفس الفريق للفوز باللقب فى الموسم الذى سبقه بعد مباراة فاصلة مع الإسماعيلى فى موسم شابه الكثير من العطب والخلل وعدم الاقتناع.. وخرج فيه الأهلى من بطولتى أفريقيا للاندية أبطال الدورى ثم كأس الاتحاد من دور ال16 دفعة واحدة! إذن فالتقييم لا يمكن ان يستند على ماض أيا كانت روعته أو ضبابيته.. ولا أشك أن أحدا فى إدارة النادى الأهلى لا يعرف جيدا ان جوزيه فشل فى آخر مهمتين له مع منتخب أنجولا واتحاد جدة السعودى ومع ذلك لم يلتفت أحد لهذا ربما لانهم يعلمون ان لكل فريق وضعه ولكل مهمة ظروفها.. وقد ينجح مدرب ما مع فريق ويفشل مع آخر والعكس صحيح.. ومن كان يدرى قبل 6 سنوات ان جوزيه المدرب المجهول القادم من شبه الجزيرة الايبيرية سيحقق كل هذه النجاحات التى حققها مع الأهلى قبل توليه المهمة. ومن كان يدرى ان المدرب ذاته الذى تألق مع بطل مصر سيعجز ويكون بلا حيلة عندما تحول من مدرب نادٍ لقيادة منتخب مثل أنجولا المدجج بالنجوم المحترفين فى بطولة أمم أفريقيا على أرضه.. ثم العودة مرة أخرى لتدريب الأندية ويفشل أيضا فى السعودية.. كل هذا يدل على ان الظروف المحيطة بالمدرب أو الفريق أو حتى اللاعب هى التى تحدد مدى نجاحه أو فشله.. فقد ينجح مدرب مع فريق ويفشل معه أيضا.. كما كان حال الزمالك مع اوتوفيستر وكابرال وكليهما حقق ألقابا مع الفريق الأبيض فى زمن وكليهما خسر أيضا مع الفريق ذاته فى زمن آخر.. وليس شرطا ان يحقق نفس المدرب النجاح مرتين حتى لو كانت ظروف فريقه متشابهة لأن هناك أوضاعا أخرى ربما يجدها مختلفة.. وإذا كان جوزيه قد صادفه انكسار محلى فى ولايته الأولى مع الأهلى ولم يحقق إلا لقبا أفريقيا.. فإن ولايته الثانية شهدت انتصارات وانجازات بالجملة.. وفى الحالتين كان هناك عامل مهم لا يمكن تجاهله وهو حالة المنافسين.. وفى الولاية الأولى كان الإسماعيلى فريقا فوق العادة بجيل بركات والنحاس ومعوض والشاطر.. وفى الولاية الثانية تراجع الإسماعيلى ومن قبله الزمالك.. ولو كان جوزيه يرفض الاعتراف بهذا كله فعليه الآن أن يحقق نفس الانجازات بنفس اللاعبين دون ان يطلب نجوما آخرين أو يتخلى عن النجوم الحاليين.. أو ان يطالب بضرب قواعد الزمالك والإسماعيلى برا وبحرا وجوا! عموما هذا ما أردت ان أقوله بعد ان تابعت كل ما أثير فى الساعات القليلة الماضية.. وأهمها بالطبع كلام جوزيه نفسه فى المؤتمر الصحفى الأخير الذى قال فيه كلاما غاية فى الخطورة واختص منه عبارة استوقفتنى ويجب ان تستوقف كل أهلاوى عندما قال (لم أفشل مع أنجولا واتحاد جدة.. وحققت أقصى ما يمكن تحقيقه مع أنجولا.. وكيف أكون فاشلا مع اتحاد جدة وأنا لم أخسر مباراة واحدة مع الفريق).. ولا أرى فى هذا الكلام الا استخفافا بعقول الجماهير.. التى شاهدت جوزيه يقود أنجولا وهو متقدم على مالى فى بطولة الأمم الأفريقية (4/صفر) ثم فقد الفوز (رويدا..رويدا).. وتعادل فى أقل من 13دقيقة (4/4).. ولم يحقق الفوز إلا فى مباراة واحدة على مالاوى.. وتعادل مع الجزائر دون أهداف.. وخسر أمام غانا (صفر/1) وخرج من دور ال8.. وفى الدورى السعودى قاد اتحاد جدة للتعادل فى 8 مباريات متتالية أى انه خسر معه 16 نقطة وترك الفريق المرشح للقب فى المركز الرابع بجدول الترتيب.. فإن كان هذا ليس فشلا.. فأين النجاح؟!!!