شهدت محافظة الشرقية، على مدار الأعوام الماضية تعديًا كبيرًا على الرقعة الزراعية، وابتكر الأهالى العديد من الحيل للتحايل على القانون، وكانت أغلب هذه الحيل فى محافظة الشرقية إقامة الملاعب الرياضية الخاصة والتى انتشرت بصورة لافتة للأنظار وابتلعت جزءًا كبيرًا من الأراضى الزراعية بالمحافظة. "المصريون"، رصدت ثورة الملاعب الخاصة على الأراضى الزراعية فى الشرقية، وانتشارها بصورة ملفتة للأنظار، حيث تمت إقامة آلاف الملاعب على الأراضى الزراعية وتم بناء العديد من المنازل وصالات الأفراح وحمامات السباحة بجانبها. جاء هذا عقب الارتفاع الجنونى فى تكلفة الأسمدة والمبيدات، وانخفاض أسعار بيع المحاصيل الزراعية، حيث راودت فكرة تحويل مساحة من الأرض الزراعية إلى ملعب مغطى بالترتان "النجيل الصناعي"، بعض الفلاحين لتأجيره بالساعة لشباب القرية وسرعان ما قام غيره بتقليده لتنتشر الظاهرة فى أنحاء المحافظة ويصل مردود إيجار الملعب إلى حوالى 60 جنيهًا للساعة نهارًا وحوالى 100 جنيه فى المتوسط ليلاً. ومع الوقت لم يعد يمر بضعة أشهر، إلا ويتحول نصف فدان من أخصب الأراضى الزراعية إلى ملعب لكرة القدم يفترشه النجيل الصناعى، ويحيط به سور من الشباك التى تغطى جوانبه وسطحه لمنع الكرة من الوقوع فى الحقول المجاورة. يقول محمد .ع، من أبو كبير، إنه كان يمتهن زراعة المحاصيل الزراعية المختلفة إلا أن دخله بسيط بسبب ارتفاع مستلزمات الإنتاج وانخفاض بيع المحصول، لافتًا إلى أنه قام بتحويل نصف فدان من أرضه إلى ملعب لكرة القدم قائلاً: أغلبية فلاحى المحافظة ممن لديهم القدرة المالية يقومون بتحويل جزء من أراضيهم إلى ملاعب مفروشة بالنجيل الصناعى. وأضاف عزت .ا من فاقوس، أنه قام بتحويل قطعة من أرضه إلى ملعب لكرة القدم، مشيرًا إلى أن المساحة الخضراء التى تصلح لعمل الملعب تكون عادة 4222 مترًا، وذلك كى تسمح بلعب فريقين كل فريق يتكون من 5 أفراد. وأوضح، أن عدد الساعات التى يتم تأجير الملعب فيها خلال اليوم تصل فى بعض الأحيان إلى 10 ساعات ليكون إجمالى المتحصل من إيجار ساعات اليوم ما يقرب من 800 جنيه فى المتوسط ،أى ما يزيد على 24 ألف جنيه شهريًا يدفع منها 5 آلاف جنيه ثمنًا لوقود المولد الكهربى وأجرة العمال ويتبقى 17 ألف جنيه صافى ربح، وهو ما يعادل دخل الفدان على مدار عام كامل. وأكد ناصر محمود، موظف، أن هناك تلاعبًا بين مسئولى المحليات فى مجالس المدن والوحدات الريفية، وبين مسئولى حماية الأراضى الزراعية، وأنهم يتقاضون رشاوى من أجل إغماض أعينهم عن هذه المخالفات، لافتًا إلى أنها ازدادت بصورة كبيرة ، حيث أصبح الآن لا تخلو قرية من وجود ملعب أو أكثر.