ما بين غلاء الأسعار وكثرة المتطلبات يعاني المواطن الشرقاوي ويعجز عن توفير أساسيات الحياة، فهربًا من الغلاء لجأ الأهالي إلى ابتكار طرق جديدة من الأطعمة لم تكن موجودة أو معتادة من قبل، خاصة في فصل الشتاء البارد الذي يتميز بأكلات مفضلة أشهرها "المحشي" بأنواعه المختلفة، ونظرًا لارتفاع أسعار الكرنب وورق العنب والفلفل والباذنجان لجأ الأهالي إلى محشي ورق البنجر وورق اللفت وورق السريس. "المصريون" رصدت ظاهرة الأطعمة غير التقليدية التي يستخدمها الأهالي في فصل الشتاء. تقول أم محمد، ربة منزل، من مركز فاقوس، إن المحشي من أكثر الأكلات المفضلة في الشتاء لأنه يعطي الشعور بالدفء، وهو من أهم الأكلات المصرية، ونظرًا لارتفاع أسعار الفلفل والباذنجان والكرنب، فقد سمعت من أقاربها عن المذاق الجيد لمحشي ورق البنجر خاصة أنه لا يكلف شيئا لأن أوراقه عريضة ويكفي القليل منها لعمل حلة محشي تكفي لأسرة بأكملها علاوة على أنه صحي. وأضافت هانم محمد، موظفة، من أبو كبير، أنها فعلت الكثير من أجل الحفاظ على اقتصاديات الأسرة بسبب أسعار الخضراوات ولما سمعت عن محشي ورق اللفت والسريس تعجبت في البداية، لأن اللفت الأحمر والأبيض يستخدم لصنع المخلل فقط، ولم تكن تسمع عن عمل المحشي من خلاله وعندما قامت بعمل محشي اللفت تفاجأت بمذاقه وتكلفته البسيطة التي لا تتعدى الجنيهات، ووجدته طريقة سهلة وغير مكلفة، علاوة على أنها تجده دائمًا عند أقاربها من الفلاحين. فيما أوضحت أميرة أحمد، ربة منزل، من مركز ههيا، أنها تعيش في الريف للمصري وينبت في البرسيم نبات اسمه سريس وكنا وما زلنا نأكله بجانب العيش والجبن، والآن نقوم بعمل أوراقه محشي وهو لا يكلفنا شيء، وتساءلت ماذا نفعل في هذا الغلاء، فنحن نحمد الله على أي شيء ونفرح أن هناك أشياء بسيطة وفِي متناول الأيدي. وأشارت مها أنور، من مركز الحسينية، إلى أنها عندما سمعت عن ورق البنجر قرأت عنه، ولم تكن تعلم فوائده الكثيرة الصحية والغذائية، وقالت إن موجة الغلاء أفادتها في التعرف على هذا النبات الذي لم تكن تعلم عنه شيئا فهو مجدد لخلايا الجلد، ويحتوى على الحديد ومفيد جدًا للبشرة، ولهذا أصبح طبق محشي ورق البنجر شيئا أساسيا لديها فهو طبق غير مكلف ومفيد.