غلاء المعيشة والارتفاع الجنونى لأسعار السلع، دفع بعض الفقراء لتناول وجبات غريبة, حيث تشهد جميع القرى النائية بمحافظة البحيرة حالة من الغليان نتيجة عدم استطاعت الأسر الفقيرة سداد الاحتياجات والمتطلبات اليومية التى تحتاجها منازلهم، معظم الأهالى يعيش على نباتات تخرج تلقائيًا بين الزراعات وعلى المصارف، حيث تحولوا إلى أجسام نباتية بسبب كثرة تناول هذه النباتات. تقول الحاجة جليلة "ربة منزل" وأحد مواطنى مدينة كفر الدوار، إننا نشهد الآن حالة من الارتفاع الجنونى لجميع أسعار السلع التموينية، وأن رب الأسرة العامل باليومية لا يستطيع توفير تلك المتطلبات, ويلجأ إلى أكلات غريبة لتناولها.
وأوضحت أننا يومياً نتناول وجبة "السلق" وهى وجبة لم يقم الفلاح فى زراعهتا, وإنما تنبت وسط الزراعات, فيتم جنيها وتحميرها ووضعها وهى بديل لوجبة الكرنب, وأكملت أن السلق وجبة منذ قديم الأزل, وأوضحت بأنها ووالديها كانوا يقومون بتناول هذه الوجبة باستمرار.
كما أشار الحاج فراج، فلاح، إلى أن الأرياف من أكثر القرى تضررًا من الارتفاع الجنونى لأسعار السلع من البقوليات مقارنة بالمدن والمراكز, مؤكدًا أن قرية "عبدالصادق" التابعة لمجلس قرية كوم الفرج بأبو المطامير تتغذى الأسر الفقيرة على وجبة "الحميض" وهى أيضًا من النباتات التى لا تتم زراعتها, وإنما تنبت وسط محصول البرسيم" وقد أطلق أبناء القرية عليها بأنها "محصول شيطاني" نظراً لعدم قيام الفلاح بزراعتها وإنما خروجها تلقائياً وسط الزراعات. وأكد أن الحميض وجبة مفيدة وتعتمد عليها الأسر غالباً فى فصل الشتاء, وذلك نظراً لزراعة محصول البرسيم فى فصل الشتاء, وأضاف أنها وجبة لم تستطع أغلبية الأسر تناولها, نظراً لمرارتها .
فيما أوضح الحاج مسعد، مزارع، أن الوجبة المفضلة هى "الرجلة", وأنه يتم تقطيفها وتخريطها ثم وضعها فى مياه فى درجة حرارة مرتفعة, وبعد ذلك يتم تناولها, لافتًا إلى أنها بديل لوجبة الملوخية, ولكنها فى استطاعة الأسر الفقيرة نظراً لتواجدها فى الأرض الزراعية باستمرار .
وأكدت أم فتحى ربة منزل بكفر الدوار، أن الوجبة الأساسية لهم هي"السريس والجلاوين", وهى نباتات تظهر على جسور الترع والمصارف الزراعية بكثرة, وغالباً يتم تناولها مع " المش" نظراً لوجود نسبة من السكريات بداخلها, مما يجعلها متوازنة مع وجبة المش.