هذا المقال احوال جاهدا أن أكون منصفا بعيدا عن اي ميول أول توجه وفقط من منطلق تعبيرا عن حبي لمصر والتي أتمنى أن اراها وشعبها بخير ..وتعبيرا عن ألم المواطن في حياته وهذه قناعاتي عندما اكتب مقال لست تابعا إلا لضميري، لعلمي التام أن كل كلمة أو رأي عمره أطول من عمري وإنني محاسب عليه .. في زيارة الي العاصمة الإدارية الجديدة ومن الوحدات السكنية التي افتتحها رئيس الجمهورية او تحديدا من الوحدة التي ظهر منها رئيس الجمهورية ،انتابني شعور بعظمة الإنجاز وتقدير للجهود التي تتم من نهضة عمرانية وجودة التخطيط وسرعة الإنجاز واهمية العمل في تخفيف العبء عن القاهرة ..وهنا وجب الاشادة بقيمة العمل ...شعور عشته ليوم وليلة ..وفِي نقاش مع صديقي رجل الاعمال رفيق الدرب والرحلة اتفقنا علي أن هذا العمل كان يجب أن يكون نتيجة وليس مقدمة أي يكون بعد الانتاج وفتح مصنع ..الخ من خلق جو استثماري وتنمية اقتصادية وليس بناء وحدات سكنية في ظل أن مصر بها مايقرب من مليون وحدة سكنية مغلقة ..؟ فرجعنا الي العمل المؤسسي وضرورة ان تكون القاهرة افضل وتذهب الناس الي الظهير الصحراوي ..ولكن وماذا عن المواطن والشباب ..؟ في صباح اليوم التالي لزيارتي للعاصمة الإدارية الجديدة ركبت مع سائقي تاكسي الاول اخذ يسرد لي معاناته اليومية ومشاكله ومرضه بشكل مفجع وهو شاب ثلاثيني ويعاني من جلطات في القلب ويحتاج الي علاج ورعايةًصحية ...نظرت الي وجهه الشاحب ويبدو عليه الإنهاك قلت له :"حاول ترتاح " قال :وماذا عن الاولاد والمصاريف الوضع صعب جدا يااستاذ شكلك مش عايش في مصر ..نحن ضعنا لينا ربنا ...قلت له لماذا البلد في مشاريع كتير وانجاز قال لي لمن ..؟ سكت وحاولت المساعدة فرفض.... صعيدي وكرامته لم تسمح ..! اما السائق الثاني فأوجعني وجعا يقطع القلب .."الظروف صعبة اقسم بالله ما فطرت انا هربت من زوجتي بتتألم مش لاقي ثمن العلاج استأصلت الطحال وتحتاج 200جنيه علاج وانا محتاج علاج سكر ..نظرت الي وجهه وهو الخمسيني وقد اسقط اسنانه السكر وجعله يبدو عليه سبعيني ..واستمر في السرد و يشتم وينعل كل مسؤل ويقول حسبنا الله ونعم الوكيل" ..صمت ..قلت له في مدينة جديدة جديدة وخير قادم...! قال "خير ايه ومباني ايه... يعمروا دي الاول ...طيب يشوفوا المستشفيات ...اسكتني ورجعت الي علاج زوجته وطلبت المساعدة فإنهمر في البكاء وتوقف ورفض المساعدة ... هذه المشاهد يشهد الله عليها وعلي صحتها واضعها امام كل مسؤل ومتخذ قرار... لانني والله عشت لحظات متناقضة بين الفرح والالم ...ودموع الرجل شعرت معها بالذنب وسكت والله المستعان . هل للفقراء نصيب من الانجاز ...؟ ملحوظة :سعر الوحدة مايقرب من مليون وثلاثمائة الف جنيه هذه مصر وشعبها بين الملايين والملاليم