دعونا نترك المسألة التي اثير حولها جدل ولغط كبير في الاونة الاخيرة وهي عن التغطية الاعلامية للتلفزيون المصري لاحداث ثورة 25 يناير وما تلاها من احداث وصولا الي احداث انتخابات رئاسة الجمهورية فالجميع قد اتفق علي ان ماحدث في هذه الاثناء هو جريمة اعلامية يجب محاسبة المسئولين عنها ، ولكن نريد ان نتحدث الان عن ما صدر من تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات عن ان خسائر ماسبيرو قد بلغت 13 مليار جنيه مصري وان العجز السنوي يبلغ 2 مليار جنيه اضافة الي ان المجلس الاعلي للقوات المسلحة قدم دعما لماسبيرو ما يقدر بملايين الجنيهات ولكن هل من جدوي .فوجود هذا التقرير يجعلنا امام حقيقة واقعة لا مناص عنها وهي ان هناك فشل ذريع في ادارة اتحاد الاذاعة والتلفزيون وان الفساد قد تغلغل في هذا المبني ولن تجدي معه محاولات الاصلاح التي تتم دوماً بنظام لعبة الكراسي الموسيقية فلا بد في هذه المرحلة من اقتلاع جذور الفساد من هذا المبني فقيادات هذا المبني شاركوا بشكل او بأخر في انتشار هذا الفساد وهم ليسوا بعيدون عن المسائلة فهم موظفون حكوميون يؤدون وظيفتهم لخدمة الشعب وباموال الشعب ويتقاضون رواتبهم الخيالية من المال العام وليس مال خاص وهذا طبعاً يتعارض مع فكر بعض قيادات ماسبيرو الحالية والتي تعتبر ماسبيرو قناة خاصة وحاولت خلال الفترة الماضية اداراته بهذا المنطق وكانت النتيجة ان ماسبيرو قد وصل الي درجة من التفاهة والسطحية فيما يقدمه وعجز في نفس الوقت عن مجاراة القنوات الخاصة فكانت النتيجة الحتمية هي الفشل وهذه الخسائر ولم لا ؟ وهناك عدد لا بأس به من القيادات العليا لماسبيرو يترواح ما يتقاضاه كل منهم من مائة الف الي نصف مليون جنيه شهرياً مع ان هناك الالاف من العاملين داخل المبني لا يجدون اموالاً ليتقاضوا رواتبهم فأين العدالة الاجتماعية داخل ماسبيرو واين رئيسه وقياداته التي ملات الدنيا كلاماً عن التطوير والتحديث وطبعا كله في اطار التطوير الشكلي الخادع وتحديث ستوديوهات لم يمض عليها اربع سنوات واحلالها بأجهزة اخري تتكلف مئات الملايين وكله في اطار المصالح طبعاً . ايها السادة ان اكثر من نصف موظفي ماسبيرو اصبحوا تحت خط الفقر واصبحوا يتسولون العمل في القنوات الخاصة بعد ان كانوا هم اصحاب الريادة المهنية الاعلامية في عصور مضت ولكن في هذا العصر ونتيجة طبيعية لسيطرة حفنة من مرتزقة الاعلام الثوري الذين هبطوا علي المبني من خارجه استشري الفساد وتركزت ثروة هذا المبني في يد هولاء وكانت النتيجة ان كل من جاء من خارج هذه المؤسسة الاعلامية العريقة جاء بشلته من خارج ماسبيرو ليحيطون به ويتولون المناصب الفجائية داخله وهناك امثلة عديدة لا يتسع المجال لذكرها فاكتملت منظومة النهب والسيطرة فانتشرت داخل ماسبيرو في حقبة ما قبل ثورة 25 يناير ظاهرة هي العمالة من الخارج يتقاضون الاف الجنيهات ومن يناظرونهم من عمالة داخل المبني واكثر منهم حرفية لا يجدون ما يتقاضونه فهل هذا هو التطوير الفاشل ام هل هذا هو العدل ؟ ان الشلة التي ادارات ماسبيرو خلال الحقبة السابقة هي مجموعة بحثت عن مصالحها الشخصية دون مصلحة الوطن لابد ايها السادة من اعادة تقييم لرؤساء القنوات جميعا وبيان مدي صلاحيتهم لادارة هذه القنوات وكمثال صارخ لهذا هو رئيس قناة نايل سينما الذي اتي به رئيس الاتحاد السابق في غفلة من الزمن وما زال حتي الان في موقعه الا انه تمادي في الضرب بعرض الحائط بجميع قوانين الدولة وذهب لينتج برنامج ويذيعه علي قناة خاصة في مخالفة صريحة للقانون ويا ليته اذاعه علي قناة الدولة. ان جميع المشروعات التي تمت داخل ماسبيرو في السنوات القليلة الماضية هي مشروعات خاسرة بدءاً من تحديث ستوديوهات الاخبار وصولاً الي كم المسلسلات والبرامج التي اشتراها ماسبيرو دون رقيب حتي التافه منها وتم انفاق حوالي نصف مليار جنيه في العهد السابق علي هذا الامر الا يستوجب المحاسبة الان وفتح هذه الملفات الم نرفع شعار محاربة الفساد بل واقتلاعه من جذوره في هذه المرحلة الهامة التي يعيشها الوطن . و من حقنا ان نسأل الان لماذا لا يتم دعم ميزانية التلفزيون المصري من رواتب قياداته ورواتب السادة رؤساء القطاعات الافاضل ورؤساء القنوات النوابغ ؟ وايضاً لا بد من وقفة شاملة لمحاسبة المسئولين داخل ماسبيرو علي ما حدث من فساد وما نتج من خسائر لاننا نريد اعلاماً خاضعاً للمسائلة ويرضخ للاصول المهنية ويستمع لاراء الجميع كبارأ كانوا ام صغاراً وان يخرج مسئولو ماسبيرو من اطار انهم الاعلم بكل شئ وان ارائهم هي الصواب وكل ما عداها خطأ وان يفتحوا ابوابهم امام الجميع لتوجيههم وان يستفيدوا من النقد البناء لا ان يتجاهلوا الجميع وكفانا استعانة بدكاترة الاعلام النظري مثلما حدث في الاكذوبة التي انشأها الوزير السابق بما يسمي لجنة التقييم الاعلامي التي كانت في حاجة الي تقييم هي اساساً فهولاء هم السبب الرئيسى في تدهور الاعلام فمهنة الاعلام هي تصور وفكر ورؤية قد لا تتوافر في كثير من الاحيان للسادة الدكاترة مع كامل احترامنا لارائهم النظرية التي تكون كثيراً بعيدة عن واقعنا العملي فلنفتح مجالنا الاعلامي للاستفادة من الجميع بعيداً عن المحسوبية والمنفعة وعن من انتفخت جيوبهم باموال ماسبيرو ويحاولون ان يظهروا بمظهر الشهداء للبعد عن الواقع الفاسد وهم اساس هذا الفساد .