لواء طارق مهدى بالرغم عن أن الإضرابات والاعتصامات والمظاهرات الفئوية بدأت تأخذ طريقها في الانحسار في بعض الأماكن إلا أن الأحداث شهدت تجمهرا واحتجاجات داخل مبني ماسبيرو بعد توالي نشر قضايا الفساد في قطاعات التليفزيون وإلقاء القبض علي أنس الفقي وزير الإعلام السابق وأسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون وتوجيه نيابة الأموال العامة إليهما اتهامات بإهدار 434مليون جنيه . وعلي إثر تطور هذه الأحداث سارع اللواء طارق مهدي القائم بأعمال تسيير العمل داخل اتحاد الإذاعة والتليفزيون وإعادة الاستقرار داخل قطاعاته والبدء في دوران عجلة الإنتاج في كل المواقع لضمان إعادة واستمرار ريادتنا الإعلامية علي الساحة العربية والعالمية بعد القضاء علي كل جذور الفساد بمختلف أشكالها. جاءت البداية بطلب اللواء طارق مهدي الاجتماع بعشرة من كل قطاع باتحاد الإذاعة والتليفزيون. ولكنه فوجئ عند حضوره بوجود عدد ضخم من العاملين بالاتحاد في قاعة بالدور التاسع.. وكان قد سبق اللواء طارق مهدي في الحضور للقاعة عميد من القوات المسلحة.. وأشار لوجوب حضور عشرة فقط من كل قطاع ويتم إدراج أسمائهم.. ولكن حدثت ثورة عارمة من جموع الحاضرين.. ومع تصفيق الجميع بحضور لواء طارق مهدي وتقديمه التحية العسكرية لجموع الحاضرين مؤكدا أنه قادم لحل كل مشاكل الاتحاد. كما أشار لعلمه التام بأن القطاعات مليئة بالفساد وسيتم اقتلاع جذوره بالكامل وأنه لا يوجد أحد فوق القانون بدليل القبض علي أنس الفقي وزير الإعلام الأسبق وأسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون حيث وجهت لهما نيابة الأموال العامة اتهامات إهدار 434 مليونا في قطاعات التليفزيون المختلفة. وأشار اللواء طارق مهدي لمسألة وجود أسياد وعبيد داخل مبني ماسبيرو مما أدي لظهور أمراض مزمنة داخل ماسبيرو وهروب القيادات من مواجهتها مما أدي لحدوث إضرابات ومظاهرات شديدة خلال الفترة الماضية بماسبيرو. وبعد أن أوضح الكثيرون للواء طارق مهدي عن فقر المنظومة الإعلامية وتأخر صرف الأجور وإهدار المال العام وخسائر بالجملة وأزمات مالية لم تنته حتي الآن.. بخلاف التفاوت الصارخ في الأجور.. هناك من يحصل علي أجور فلكية تصل للملايين ويحصل زملاؤهم بنفس الأقدمية علي 600، 700جنيه شهريا، هذا بالإضافة لاتباع مسئولي التليفزيون السير وراء نغمة التطوير المنشود في البرامج رغم غياب الكثير من آليات التطوير وهي التمويل الذي يعادله التسويق والإعلانات.. فكيف تتم عملية تطوير في جهاز يحقق خسائر بسبب قلة الإعلانات عليه وذلك لسوء مستواه الإداري والمهني في الوقت الذي تهدر ميزانيته علي مكافآت قياداته والتي تصل ل700، 800 ألف جنيه في الشهر الواحد لبعض القيادات علي الرغم من فقر الكاميرات ووحدات المونتاج وسيارات النقل لفرق العمل لمقار التصوير. وفي أغلب الأوقات يطلب من المخرجين تأجير سيارات من الخارج علي أن يستردوا ما دفعوه فيما بعد.. وفي كثير من الأحيان لا يسترد المخرجون مستحقاتهم الخاصة مما دفعوه لتأجير السيارات والمثير أيضا أنهم يعجزون عن صرف مستحقاتهم من أذونات لدرجة أن الإجمالي في قطاعات اتحاد الإذاعة والتليفزيون وقنواته الفضائية وصل ل30 مليونا متأخرات وهذا بالطبع عجز كبير جدا والمسئولون بالتليفزيون يتحدثون عن التطوير. كما أوضح القصور الشديد في أوضاع المخرجين المهينة أصحاب الخبرة الطويلة ومعاناتهم من عدم صرف مستحقاتهم المالية رغم كونهم من أصحاب الرواتب الصغيرة في الوقت الذي يفوز فيه أصحاب الحظوة والمحاسيب بصرف أذوناتهم وميزانياتهم الضخمة وقد يصل الأمر إلي أن منهم من يحصل علي 15 و20 ألف جنيه في الشهر الواحد في حين نجد آخرين لا يحصلون إلا علي 500جنيه فقط وبعد معاناة، والأغرب أن مسئولي القنوات سعوا لتحويل أغلب المخرجين لمساعدي إخراج. وأشار آخرون لطلب نقلهم من مواقعهم مثلا في قطاع الأخبار حتي لا يكونوا طرفا في المخالفات المالية بعد رفضهم مثلا للتوقيع علي شراء أجهزة مستوردة بمبلغ 30مليون جنيه وهي مجهولة الهوية من حيث الماركة وبلد الصنع. وأشار البعض للمبالغ المليونية التي تم صرفها علي تجديد ستوديو 16 وأنه سيتم الاستغناء عنه بعد الاتجاه لتجديد ستديو 11. الذي سيتكلف 40مليون جنيه.. ليكون ستديو النشرات.. وأشاروا لتكلفة ستديو 31 الذي كان يبث فيه برنامج صباح الخير يامصر ووصلت ل35مليون جنيه وهي برامج لا يراها أو يشاهدها الكثيرون وبالطبع هذا يندرج ضمن قضية إهدار المال العام. وأشار آخرون أيضا لاستبعاد الكفاءات المهنية من المونتيرات والمصدرين والمخرجين وتحولوا لطاقات معطلة بلا عمل بعد أن تحولت مقاييس الأمور للمعاملة للاهتمام بالمحاسيب والمعارف والواسطة والمعاملة بمبدأ الخيار والفقوس. وبعد تداول الآراء والاستماع لشكاوي العاملين أكد لواء طارق مهدي أن أول قراراته هي منع الأجور الفلكية المتمثلة في أجر المذيعين محمود سعد وتامر أمين وخيري رمضان ولميس الحديدي ويسرا وإيناس الدغيدي وشافكي المنيري وطاهر أبوزيد. كما أشار أيضا إلي أن الصحفيين الرسميين يعملون بالتليفزيون.. والإذاعة أمثال إبراهيم حجازي وعمرو عبدالسميع وغيرهم محترمون. ولكن عليهم العودة لكتاباتهم الصحفية وترك التليفزيون لأبنائه.. كما أشار لواء طارق مهدي في دعابة للمذيع خالد لطيف قائلا: »خد بالك وأنت بتذيع«.. لازم تأخذ بالك لأني أنا والمشير محمد حسين طنطاوي أهلاوية وهنا تعالت الضحكات والتصفيق في القاعة. وبعدها سأله الكثيرون سؤالا هاما وهو: طالما خزينة الاتحاد خاوية فمن أين ستأتي بالمال الذي سنبدأ به العمل. فأجاب إن وزارة المالية ستساعدنا علي البدء في الأعمال الجيدة وأشار لواء طارق مهدي لأنه منذ توليه المهمة نجح في توفير 125مليون جنيه من الأجور الفلكية التي كان يتقاضاها المذيعون من خارج وهذا بخلاف أننا في طريقنا لاستعادة الأموال التي نهبت من اتحاد الإذاعة والتليفزيون تحت مسميات كثيرة والبداية استرداد الأموال التي أعادها أنس الفقي وزير الإعلام السابق وقيمتها 5ملايين جنيه و2000جنيه ذهب. وكان مسك الختام في الاجتماع هو إبداء جموع الفنانين الكبار أمثال نور الشريف ويحيي الفخراني ومحمود عبدالعزيز ورياض الخولي وأحمد عبدالعزيز ومحمد رياض وعهدي صادق والمخرج محمد فاضل وفردوس عبدالحميد وإسماعيل عبدالحافظ ود.خليل مرسي والكثيرين للاجتماع مع لواء طارق مهدي وإبداء رغبتهم في الوقوف مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون والعمل علي الخروج به من أزمته المالية واسترداده للصدارة الإعلامية ودوره الرائد في المجال الدرامي بعد أن فقد جزءا منها بسبب الفساد داخل مواقعه.