وضع عدد من السياسيين خطة واضحة المعالم لانجاح الرئيس الجديد د. محمد مرسى كأول رئيس مدنى منتخب فى تاريخ مصر فى مواجهة الدولة العميقة التى تضم بقايا رموز مبارك وتعانى سطوة العسكر، مؤكدين أن خطة النجاح خاصة فى ال 100 يوم الأولى تتطلب إجراء مصالحة وطنية بين كل التيارات على اختلاف توجهاتها من أجل الخروج من الأزمات الراهنة ، وطى صفحة الماضى ونبذ الخلافات، واستعادة التوافق الوطنى الذى يكفل تفكيك دولة طره التى أثبتت امتلاكها نفوذا قويا فى جولة الإعادة من انتخابات الرئاسة. وقال مجدى زعبل الأمين العام لحزب "الكرامة" إن الحزب سوف يسعى إلى دعم أى جهد يؤدى إلى توافق وطنى ينهض بمشروع ثورة 25 يناير فى تطهير الوطن من كل بؤر الفساد. وكشف أن الحزب اقترح الدعوة إلى مؤتمر وطنى جامع تشارك فيه كل قوى المجتمع ويضع فيه الجميع رؤاه ويتسامح فيه الجميع لتحقيق التوافق الوطنى. واقترح تشكيلاً جديدًا ل "اللجنة التأسيسية" تتسع للتوافق الوطنى وتعكس قيم الثقة والمحبة والكفاءة ورفض الإعلان الدستورى المكمل إيمانًا بضرورة بناء مؤسسات الدولة الجديدة على قاعدة الفصل بين السلطات وعدم تغول سلطة على أخرى. وطالب محمد أبو العلا رئيس الحزب "الناصرى" بضرورة أن تتوحد كافة القوى السياسية خلف الرئيس المنتخب من أجل النهوض بمصر ومستقبلها، وذلك من خلال عمل توافق وطنى بين كافة القوى ونبذ الخلاف حتى نستطيع العبور بمصر إلى بر الأمان. وقال إن على حزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسى لجماعة "الإخوان المسلمين" أن يبادر بذلك لأنه هو صاحب الأغلبية والشرعية لأنه أصبح الحزب الحاكم وذلك من خلال دعوة جميع القوى السياسية للتشاور والاتفاق حول أولويات المرحلة المقبلة وطرق حل الأزمات. وقال المستشار أحمد الفضالى رئيس حزب السلام الديمقراطى والأمين العام لجمعية الشبان المسلمين على حزب الإخوان الذى أصبح الحزب الحاكم بعد تولى الدكتور محمد مرسى الرئاسة أن يقوم بالبدء بعمل مصالحة وطنية بين كافة التيارات السياسية المختلفة من أجل نبذ كافة الخلافات وأن يبدأ الحزب بإظهار حسن النية فى عدم الاستئثار بكل مقدرات البلد من خلال مشاركة الجميع فى المناصب وتوزيعها على الجميع وعدم السيطرة على الجمعية التأسيسية لوضع الدستور. من جانبه أكد دكتور ياسر عبد التواب المتحدث الإعلامى باسم حزب النور، أن الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى قد أبدى استعداده للتوافق مع جميع القوى السياسية والثورية من البداية. وأضاف عبد التواب أنه على القوى السياسية أن تسعى لهذا التوافق لمصلحة مصر، وأشار عبد التواب إلى ضرورة الاتفاق بين القوى المعارضة مع النظام الجديد وأن يبدو بالتشاور مع الرئيس وعرض أفكارهم عليه للتوافق لأنه من الصعب أن يقوم الدكتور مرسى بالتوافق مع كل فرد، فمن المفترض أن يكون هناك وحدة وطنية فإذا تم التواصل يمكنهم عرض رؤيتهم ليستفيد منها الرئيس خلال الفترة القادمة، خاصة أننا فى مرحلة تشكيل حكومة جديدة فإذا عرضت القوى اسم شخص معين بأنه الأفضل فى وزارة معينة من الممكن أن يتم التوافق عليه لصالح الوطن حتى تتفق القوى السياسية مع مرسى لصالح مصر وندع المصالح الشخصية جانباً للعبور بمصر إلى بر الأمان. فيما شدد الدكتور عصام دربالة عضو الجماعة الإسلامية، على إتمام المصالحة الوطنية الشاملة بين كافة أطياف الشعب المصرى حتى يستطيع الدكتور محمد مرسى أن يبدأ طريقه بالقصر الجمهورى وسط إجماع من كافة القوى السياسية والوطنية. وأكد حمدى حسن عضو حزب الحرية والعدالة، على ضرورة التوافق بين القوى السياسية وبين الرئيس الحالى، عن طريق الحوار معه فهذا الاتفاق فى النهاية يكون فى مصلحة الشعب المصرى، خاصة أن المرحلة الانتخابية تسببت فى جراح كثيرة بسبب بعض وسائل الإعلام التى شاهدت صورة الإسلاميين فلابد أن يتم الحوار والتهدئة وعرض الرؤى ليتم الاتفاق على سياسة معينة يقبل بها الجميع وهذا الحوار تقريب لوجهات النظر وزيادة الثقة. وطالب الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة جميع القوى السياسية والفكرية على اختلاف توجهاتها أن تعمل على إعلاء المصلحة العليا للوطن ونبذ الخلافات وتنحيتها جانبًا من أجل البدء فى بناء مصر الحديثة بعد انتخاب أول رئيس مدنى بإرادة الشعب المصرى دون تزوير. وأكد أن هذه المصالحة وإعادة ترتيب الأوراق سيكون له بالغ الأثر فى النهوض بمصر والخروج بها من النفق المظلم الذى تسببت فيه بعض العناصر المنتمية للنظام السابق والتى كانت ولا تزال تسعى من أجل الإيقاع بمصر، مشيرًا إلى أهمية أن تبدأ هذه المصالحة مبكرًا حتى نبدأ العمل بشكل فعلى وحتى يستطيع الرئيس المنتخب القيام بمهامه فى جوٍ من الهدوء والديمقراطية حتى يتمكن من تنفيذ برنامجه الانتخابى الذى لابد وأن يشارك فيه الجميع. وقال الدكتور يسرى العزباوى الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ب "الأهرام" إن المصالحة فى هذا التوقيت أمر لا غنى عنه خاصة بعد حالة الشد والجذب التى شهدتها الساحة السياسية وقت الانتخابات بين القوى المختلفة الأمر الذى أدى إلى حالة من عدم الثقة بين الأطراف المختلفة. وأوضح أن هذه المصالحة لابد أن يبدأ بها الحزب الحاكم وهو حزب الحرية والعدالة الذراع السياسى لجماعة الإخوان المسلمين لأنه الذى يمتلك السلطة فى الوقت الراهن بعد فوز مرشحه الدكتور محمد مرسى والذى لابد وأن يكون له دور كبير فى تلك المصالحة من خلال دعوة جميع القوى المختلفة لهذه المصالحة، وعلى القوى السياسية المختلفة أن تتعاون مع الإخوان فى ذلك حتى نستطيع العبور بمصر إلى بر الأمان.