طالب عدد من القوى السياسية والمحللين السياسيين، بضرورة إجراء مصالحة وطنية بين كل التيارات على اختلاف توجهاتها من أجل الخروج من الأزمات الراهنة، على أن يبدأ بها حزب الحرية والعدالة على أن تكون المعارضة بناءة تقدم الأفكار الحقيقية لا أن تكون معارضة من أجل المعارضة مثلما كانت فى الماضى. وأكد حمدى حسن عضو حزب الحرية والعدالة، ضرورة التوافق بين القوى السياسية والرئيس الحالى، عن طريق الحوار معه لمصلحة الشعب المصرى، بعدما تسببت المرحلة الانتخابية فى جراح كثيرة، بسبب بعض وسائل الإعلام التى شوهت صورة الإسلاميين، ولابد أن يتم الحوار وعرض الرؤى وتقريب وجهات النظر وزيادة الثقة بين كل الأطراف والتوصل إلى حلول يتوافق عليها وتخضع للقبول. من جانبه، أشار الدكتور ياسر عبد التواب المتحدث الإعلامى باسم حزب النور، إلى أن الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى قد أبدى استعداده للتوافق مع جميع القوى السياسية والثورية من البداية. وأضاف عبد التواب أنه على القوى السياسية أن تسعى لهذا التوافق لمصلحة مصر،لافتًا إلى ضرورة الاتفاق بين القوى المعارضة مع النظام الجديد وأن يبدأوا بالتشاور مع الرئيس وعرض أفكارهم عليه للتوافق. فيما شدد الدكتور عصام دربالة عضو الجماعة الإسلامية، على إتمام المصالحة الوطنية الشاملة بين كل أطياف الشعب المصرى حتى يستطيع الدكتور مرسى أن يبدأ طريقه بالقصر الجمهورى وسط إجماع من كل القوى السياسية والوطنية. وقال الدكتور أحمد سعيد رئيس حزب المصريين الأحرار، إن المرحلة الدقيقة التى تعيشها مصر الآن يجب أن يتناسى فيها الجميع خلافاتهم الحزبية ومصالحهم الشخصية الضيقة وأن يلتف الجميع حول هدف تحقيق "المصلحة الوطنية بالمصالحة السياسية" وأن يقف المصريون جميعا فوق أرضية مشتركة تجمعهم من أجل تحقيق أهداف الثورة وتطلعات التغيير والإصلاح الشامل المنشود وفى مقدمته تطهير مفاصل الدولة من فساد النظام السابق. وأكد سعيد أن المصالحة الوطنية الشاملة هى سبيلنا للتوافق حول أولويات المرحلة وعلى رأسها كتابة دستور الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، دولة المواطنة الكاملة واحترام القانون وأحكام القضاء وعدم خلط الدين بالسياسة. ودعا رئيس حزب المصريين الأحرار كل القوى السياسية إلى الاحترام الكامل لنتيجة الانتخابات وإتاحة الفرصة لرئيس مصر المنتخب لكى يقوم بمهامه كرئيس لكل المصريين فى أجواء من المصالحة والثقة المتبادلة وعدم إصدار الأحكام المسبقة للعبور بالبلاد إلى بر الأمان. وفى نفس السياق، أكد مجدى زعبل الأمين العام لحزب الكرامة أن الحزب سوف يسعى إلى دعم أى جهد يؤدى إلى توافق وطنى ينهض بمشروع ثورة 25 يناير فى تطهير الوطن من كل بؤر الفساد ومكامن الاستبداد وتهيئة الأمة لبناء مشروع نهضتها الكبرى. وقال زعبل: "إن الحزب اقترح من أجل إجراء المصالحة بين كل القوى الدعوة إلى مؤتمر وطنى جامع تشارك فيه كل قوى المجتمع ويضع فيه الجميع ورأه ويتسامح فيه الجميع ويتسامون لتحقيق التوافق الوطنى على قضايا المستقبل". واقترح زعبل تشكيلا جديدا للجنة التأسيسية تتسع للتوافق الوطنى وتعكس قيم الثقة والمحبة والكفاءة, ورفض الإعلان الدستورى المكمل إيمانا بضرورة بناء مؤسسات الدولة الجديدة على قاعدة الفصل بين السلطات وعدم تغول سلطة على أخرى. كما طالب الدكتور محمد أبو العلا، رئيس الحزب العربى الناصرى بضرورة توحد كل القوى السياسية خلف الرئيس المنتخب من أجل النهوض بمصر ومستقبلها, وذلك من خلال عمل توافق وطنى بين كل القوى ونبذ الخلافات. وبدوره قال المستشار أحمد الفضالى، رئيس حزب السلام الديمقراطى والأمين العام لجمعية الشبان المسلمين، إنه يجب على حزب الإخوان الذى أصبح الحزب الحاكم بعد تولى الدكتور محمد مرسى الرئاسة أن يقوم بالبدء بعمل مصالحة وطنية بين كل التيارات السياسية المختلفة من أجل نبذ كل الخلافات وأن يبدأ الحزب بإظهار حسن النية فى عدم الاستئثار بكل مقدرات البلد من خلال مشاركة الجميع فى المناصب وتوزيعها على الجميع وعدم السيطرة على الجمعية التأسيسية لوضع الدستور. على الجانب الآخر اعتبر عدد من المحللين السياسيين أن المصالحة أمر مهم فى هذه المرحلة ونحن ننطلق فى بناء مصر الجديدة بعد انتخاب أول رئيس مدنى عقب ثورة يناير المجيدة. وقال الدكتور يسرى العزباوى الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: "إن المصالحة فى هذا التوقيت أمر لا غنى عنه خاصة بعد حالة الشد والجذب التى شهدتها الساحة السياسية وقت الانتخابات بين القوى المختلفة، الأمر الذى أدى إلى حالة من عدم الثقة بين الأطراف المختلفة". وأوضح أن هذه المصالحة لابد أن يبدأ بها الحزب الحاكم وهو حزب الحرية والعدالة وغرس الثقة لأنه الذى يمتلك السلطة فى الوقت الراهن بعد فوز مرشحه الدكتور محمد مرسى والذى لابد أن يكون له دور كبير فى تلك المصالحة من خلال دعوة جميع القوى المختلفة لهذه المصالحة, وعلى القوى السياسية المختلفة أن تتعاون مع الإخوان فى ذلك حتى نستطيع العبور بمصر إلى بر الأمان. ومن جانبه طالب الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، جميع القوى السياسية والفكرية على اختلاف توجهاتها بأن تعمل على إعلاء المصلحة العليا للوطن ونبذ الخلافات وتنحيتها جانبًا من أجل البدء فى بناء مصر الحديثة بعد انتخاب أول رئيس مدنى بإرادة الشعب المصرى دون تزوير. وأكد أن هذه المصالحة وإعادة ترتيب الأوراق ستكون لها بالغ الأثر فى النهوض بمصر والخروج بها من النفق المظلم الذى تسببت فيه بعض العناصر المنتمية للنظام السابق والتى كانت ولا تزال تسعى من أجل الإيقاع بمصر.