ليلة 31 ديسمبر تلك "الليلة الساخنة"، والتي ننتظرها سنويًا، لنختتم بها عامًا كنا نظنه قاسيًا، نهيئ أنفسنا ونحن متفائلون، ومبتهجون لاستقبال عام جديد، تتجدد فيه الأحلام والأمنيات، التي طالما حلمنا بتحقيقها، خلال الأعوام المنصرمة، آملين أن العام الجديد أكيد أفضل من سابقيه!! لكن تمر الأيام بسرعة عجيبة، ولم تتحقق الأحلام المتعالية علينا، فتتراكم وتصبح معلقة! وهنا تصيبنا خيبة الأمل وخيبة الرجاء ونعلق أخطاءنا وفشلنا على الأيام السوداء، والعام السيئ، الذي لم يأتِ عام مثله من قبل، وأن الأمل والخيرات قادمة لا محالة في العام الجديد.. تلك كلمات نصّبر بها أنفسنا كل عام، والنتيجة.. لا شيء!! حتى أوشكنا أن نفقد الأمل في العام الميلادي، وبحثنا عن بديل، نعلق عليه آمالنا وتتعلق به قلوبنا، فكان العام الهجري، خاصةً لما يتمتع به من طابع ديني وروحاني، وأصبحنا نردد ذات الكلمات والدعوات التي نرددها كل عام ميلادي، بأن العام القادم سيكون أفضل وستُلبى فيه رغائبنا وحاجاتنا..! والحقيقة.. ما يحدث هو زيادة الرقم في كلا التقويمين، يزيد الرقم ويزيد معه عمرنا، وتختفي شيئًا فشيء شمس شبابنا، ومن ثم نشيب على الأحلام الصغيرة التي عاندتنا وتكبرت علينا… فلماذا نعلق أحلامنا ومستقبلنا على رقم وندخل في دوامة التشاؤم والتفاؤل من كون الرقم الجديد فرديًا أو زوجيًا؟ وما رأي الفلك في دخول الكواكب في الأبراج؟ وتأثيرها على تحقيق الرغبات من عدمه! ولماذا لا نتوكل على الله حق توكل؟ وأن نسعى ونجتهد، ونخطط بعقل ونتوقع السيئ قبل الحسن، ونترك الأمر لصاحب الأمر، ولا داعي لتعليق قلوبنا بأرقام تزداد فجأة وبسرعة، ومعها يجري عمرنا بدون أن ندري، ونحن واقفون على ذات الحلم الذي ربما أصبح تحقيقه في (المشمش). وبرغم كل ما سبق، ولأننا بشر ونحب التفاؤل، وبما أننا في بداية عام جديد، أدعو الله أن يكون عامًا ميلاديًا سعيدًا، ويكون أفضل من سابقيه، ويتحقق فيه كل الأحلام (المعلقة والمؤجلة والمتراكمة) ونرجو ألا يكون مصيرها ((المشمش)).