سيأتى اليوم وننتهي من هذا الكابوس نهائيا، أعلم هذا ولكن. إلى متى سنظل نستيقظ كل يوم على أخبار مفجعة من تفجيرات هنا وهناك..؟ إلى متى سنظل نفقد خيرة شبابنا وفلذة أكبادنا؟ إلى متى.. وإلى متى..؟ كل هذه الأسئلة نحتاج لإجابة عليها ولكن المهم متى سيتم الإجابة عنها؟ فالارهارب لايفرق بين من يستهدفهم ، ويضرب الناس الآمنين الأبرياء أيا كانت ديانتهم ومعتقداتهم وطائفتهم وجنسيتهم والقضاء عليه ليس حكرا على الدولة أو المؤسسات المختصة او المراكز المنشأة لهذا الغرض وخطوات القضاء عليه ليست أمنية فقط بل تتشابك فيها السطور الى درجة غريبة . ومهما حاولنا فرزه او تسميته او جدولته ووضعه ضمن خانات و صفوف ليسهل العمل والقضاء عليه نجد أن هناك حالات لا يمكن تصنيفها فتارة نسمي الإرهابيين ذئابا منفردة وتارة حالات منعزلة وتارة ارهاب جوال وتارة خلايا نائمة لتبقى الحقيقة واحدة وهو أن هناك تقصيرا كبيرا في هذا الملف .ويرى الكاتب السوري محمد ديبو أن مواجهة الإرهاب تتوجب مقاربة عالمية للإرهاب، تبحث في الأسباب الرئيسية المولدة له، بعيداً عن المقاربات الجزئية الإقليمية الجارية اليوم، كما يعتبر أن السبب الأول والأهم لذلك يتجلى بالتراث الديني اللاهوتي، الذي تستمد الأصوليات الدينية على اختلاف أشكالها شرعيتها منه. إلى أن الإرهاب لم يعد حدثاً “موسمياً” في أوروبا، إذ بات واضحاً أن ثمة تفجيرات تتالى تباعاً، ما يجعل القارة الأوروبية والأميركية (بوسطن) برمتها في مرماه، إضافة إلى بؤرته المركزية في آسيا/الشرق الأوسط (سورية، العراق، أفغانستان، باكستان..) والقارة الأفريقية (بوكو حرام في نيجيريا وجوارها، ليبيا، تونس..). هذا يعني أن العالم برمته اليوم في مواجهته، الأمر الذي يستوجب مقاربة عالمية للإرهاب، تبحث في الأسباب الرئيسية المولدة له، بعيداً عن المقاربات الجزئية الإقليمية الجارية اليوم، المركّزة على حماية القارات منه، والتي تشكل المقاربة الأوروبية أسسها اليوم، كما تجلت في معالجة أزمة اللجوء إلى القارة العجوز، ما يجعلنا نضع أيدينا على ثلاثة مولّدات أساسية للإرهاب، لا بد أن تعالج في سياق عالمي/عولمي، يأخذ بالاعتبار التشابكات والتداخلات التي بات العالم يعيشها ككل فالارهارب ينقسم إلى أنواع متميزة نسبياً : 1 الجريمة المنظمة العابرة للحدود القومية. 2 الإرهاب برعاية الدول. 3 الإرهاب ذي الميول القومية. 4 الإرهاب الأيديولوجي. 5- الارهاب الديني الذي يقصي المنافسين بمنطق القوة المقدسة. 6-الارهاب السياسي. 7- الارهاب الاعلامي الذي يدعو الى ثقافة العنف وتكفير الآخر . طرائق علاج الإرهاب: 1- عدم تبرير الجريمة أياً كان شكلها ومنفذوها , ومنهُ وعليه فالدعوة لتجفيف منابع الارهاب يجب ان تنطبق على ممارسات الحكومات إزاء شعوبها وممارسات الدول العظمى إزاء دول العالم الضعيفة , وإذا بقينا في منهج تبرير الجريمة والجريمة المشروعة فسوف نعمق اصل الارهاب بل ونعطية صبغة شرعية . 2- التزام الحكومات بتطبيق الدساتير وأنصاف شعوبها والقضاء على مسوغات اتخاذ العنف كوسيلة شعبية لاسترجاع حقوق او تنفيذ مطالب معينة , فالحكومات التي تحتضن شعوبها وتشعرهم بكرامتهم وحرياتهم وتمنحهم الحقوق او تمنحهم فرصة التعبير عن آرائهم تكون اقل عرضة وتهديد لانتشار الارهاب في داخلها. 3- تجريم الفكر المتطرف دستورياً من خلال قوانين تشرعها البرلمانات التشريعية في العالم ومنع ترويج اي بضاعة تهدد التعايش السلمي وتدعو للعنف. 4- تجفيف منابع الارهاب الاعلامية وهي : قنوات وصحف واذاعات ومواقع انترنت وكل وسيلة اعلامية تدعو الى الارهاب ومنعها من ممارسة عملها منعاً قاطعاً, ومنها الصحف التي أساءت للخاتم الأمين محمد (ص) . 5- وضع قانون ينص على: عقوبة جزائية لكل رمز ديني يدعو للإرهاب والقتل والدماء كأن تكون السجن مدى الحياة , ومهما كانت هالة القداسة التي تحيط بهذا الرمز ( شيخ او سيد او مرجع او مفكر او كاتب او غيره). 6- الدعوة الى رحلة تحديث النصوص الدينية من خلال الغاء وحذف وشطب كل نص يدعو للقتل والاقتتال المؤديان لنهب وسلب الاموال وانتهاك الاعراض ظلماً وجوراً . وهي موجودة في الكتب وبلا تبريرات وتأويلات وتسويفات ومماطلات. 7- حصر السلاح بيد الدولة فقط وفقط , ولا يجوز ولا يمكن ولا يتصور ان ندعو للقضاء على الارهاب ونحن نرعى من يحمل السلاح بغير مسمى الدولة ويمارس الجريمة . 8- يبقى الشيء المهم ( الاخلاص والصدق والشعور بالمسؤولية ) للحفاظ على ارواح الناس وايقاف سفك الدماء من خلال التحلي بالشجاعة، وعدم الانقياد وراء مخططات دول اقليمية او عالمية تريد الفتك بشعوبنا وزهق ارواحنا واماتت احبتنا من المسلمين والمسيحيين حفظ الله مصر قياده وشعبا وجيشها وشرطتتها